ما فرطنا في الكتاب من شيء
القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وخطابه تعالى إلى عباده وهو المعجزة الخالدة، التي أيد الله عز وجل بها رسوله الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وهو مصدر الهدى والنور والرحمة والبركة والشفاء، وهو الكتاب الجامع لكل شيء ولما فيه الصلاح لأمر العباد والبلاد..
يقول سبحانه "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ"، وفي وصف كامل له قال الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "كتاب الله فيه نبأ من كان قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة..
وهو مأدبة الله، لا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، أي لا يبلى، على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنتهِ الجن إذ سمعته حتى قالوا:"إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدً".. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم "..
هذا والقرآن مصدر هدى وشفاء للقلوب والأنفس والأبدان يقول تعالى "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ"، أي هدى إلى الصراط المستقيم والتوحيد الخالص وإلى طريق النور والرشد والرشاد والسلامة والعافية، وشفاء لأمراض الأنفس والقلوب من الكبر والرياء والنفاق والعجب والحسد والطمع والجشع، والغيرة والأنانية والبخل والشح والحرص والكذب والخيانة وحب الدنيا والتكالب عليها وغيرها من الأمراض الكامنة في الأنفس والقلوب.
ويقول عز وجل "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا"، ويقول تبارك في علاه "قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ"، أي من الغل والغيظ والحقد والكراهية، ويقول جل جلاله "وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ".
هذا ولقد أشار سبحانه وتعالى إلى مصدر من مصادر العلاج والدواء من الأمراض الجسدية بجانب آيات الشفاء الستة والأدعية التي وردت في السنة النبوية المطهرة، ألا وهو عسل النحل وهو ما يخرج من بطونها، يقول تعالى: "يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ"، هذا وقد جعل الله تعالى سورة الفاتحة شفاء من كل داء كما أخبر النبي الكريم، عليه الصلاة والسلام وعلى آله.