رئيس التحرير
عصام كامل

أفيقوا يرحمكم الله

 جاء الإسلام بمنهجه القويم وهديه الرشيد لإستقامة حركة الإنسان في رحلة حياته الدنياوية وحتى يسلم من شرور نفسه الأمارة بالسوء، ومن عدوه اللدود الحاقد الحسود الشيطان اللعين، ومن فتن الدنيا الغرورة، والتي هي دار الإختبار، ولكي يسعد في الآخرة ويفوز بجنة الله تعالى ورضوانه. 

 

ولقد كان من فضل الله على العباد أن ختم أنبياءه ورسله بأكرم نبي وأعظم رسول بعدما أعده سبحانه لأعظم رسالة وأتم وأكمل منهج، وجعله قائدا لركب البشرية ودليلا وهاديا ومبشرا ونذيرا ومحلا للإقتداء والتأسي، حيث يقول تعالى "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً"، فكان خير معلم وقائد ومرشد ودليل صلى الله على حضرته وعلى آله وسلم.

 

ولقد ترجم حضرته لنا منهج الإسلام قولا وفعلا وحالا وسلوكا، فكان بحق قرآن يمشي على الأرض، أدى الرسول الكريم رسالته على أكمل وأتم وجه وإنتقل إلى جوار ربه تعالى راضيا مرضيا، وترك لنا هديه القويم وسنته الرشيدة ولم يترك كبيرة ولا صغيرة تقربنا إلى الله تعالى إلا وقد دلنا عليها، وأمرنا بها، وكان فاعلا لها من قبل ذلك.

 

وأيضا لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة تباعد بيننا وبين الله تعالى وجنته ورضاه سبحانه إلا وقد دلنا عليها وأمرنا بها وكان منتهيا عنها من قبل ذلك.. سادت الأمة وبلغت إلى عز مجدها في القرون الثلاث الأول من بدأ الرسالة، عندما أقام المسلمون منهج ربهم وتمسكوا بهدي نبيهم ودان لهم الشرق والغرب. 

 

ثم حكم المسلمون أصحاب أنفس مريضه إعتلت قلوبهم بحب الدنيا وبعد الكثيرون من المسلمين عن منهج ربهم، وهدي نبيهم فتبدل حالهم من قوة إلى ضعف. ومن إعتصام ومؤاخاة ومودة إلى فرقة وعداء وتناحر. ومن عز وعزة إلى ذل ومهانة، ومن سيادة وتسيد إلى خضوع وتبعية. 

 

تتعالى الأصوات على المنابر وتنادي في المسلمين بالرجوع إلى منهج ربهم وسنة وهدي نبيهم وكأنهم كما يقال يؤذنون في مالطا. لقد أصبحت العبادات تؤدى شكلا لا ثمرة لها حتى ساءت المعاملات وغابت القيم الإنسانية، وتحكمت الأهواء والشهوات والأطماع في النفوس، تقطعت الأرحام وضاعت حقوق الوالدين والجار، وتفشى الفحش والرزائل وتغرب المسلمون المستمسكون بتعاليم دينهم وهدي نبيهم.. 

 

 

وأعتقد أن ما وصل إليه البشر بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة من حال يبشر بأننا في آخر الزمان، وأن الدنيا تؤذن بالرحيل، وأن الساعة قد إقتربت.. فهل لنا وقفة مع النفس بصدق ومراجعة أحوالها قبل الرجوع في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم؟!.

الجريدة الرسمية