تكمن فلسفة السؤال في أنه كاشف بدرجة كبيرة لمكنونات شخصيتك، فمسألة أن يكون بإمكانك الاختيار منذ الطفولة ترسخ فكرة أعظم وهي أنك في حياتك ستتعرض للكثير من المواقف التي يجب عليك أن تختار فيها بين أمرين..
الحب شعور مراوغ، فقد تعتقد أنك تحب فلانا ثم تكتشف بعد سنوات أن الأمر لم يكن حبا، ربما كان مجرد إعجاب أو احتياج واعتياد. تمييز الكراهية سهل كتمييز المرأة للون الأحمر على شفتي صديقتها..
ربما تقرأ أنت هذه السطور وتظنها جزءا من عمل أدبي، غير أنك ذات صباح ستدرك أنني كنت صدقا أكتب عن نفسي، حين تفتح عينيك على خبر صغير في إحدى الزوايا يقول: انتحار رجل في ظروف غامضة..
تحول فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي من أحد أعظم كتاب الرواية والقصة القصيرة في روسيا والعالم كله إلى بائع حكم مواعظ بالتجزئة.. يعني قطاعي مش حتى جملة..
في الحب الصادق المتبادل يلعب الطرفان دورين في آن واحد، فهو يحتويها وهي تحتويه في اللحظة ذاتها، ليصبح كل منهما محتوي ومحتوى بالنسبة للآخر..
مفيهوش عيب.. تعني أنه شخص مناسب، ومناسب قد تكون ملائمة لاختيار شريك في مشروع أو تجارة ما، اختيار دكتور يعالجنا، سباك، نجار، كهربائي.. لكن في الحب ليس هناك ما يسمى مناسب..
اقتربت سفينة إنقاذ، فهرعوا إليها، ما عدا هو.. ظل يقاوم ويسبح حتى وصل إلى قارب خشبي قديم. هم ذهبوا داخل السفينة إلى الشاطيء، وبقي هو على القارب بلا مجداف..
يمكنك أن تسافر إلى آخر الدنيا في لمح البشر أو أن تجعل الشخصيات تطير في الهواء بغير جناحين.. أنت وحدك السيد تُسير القصة كيفما تشاء إلى النهاية التي تريدها أو يمكنك أن تبقيها ممتدة إلى أن يفنى الكون.
بعد سنوات من بداية الألفية الجديدة، بدأت معظم المؤسسات الصحفية القومية والخاصة تنتبه إلى ضرورة الاعتماد على إصدارات إلكترونية، وإن كان تفوق الخاصة على القومية في هذا المضمار أمرا جليا..
في النهر رأيت وجوها مشوهة بلا ملامح.. الكثير من العيون والآذان والأنوف المتصارعة، كل منها يبحث عما يناسبها من الوجوه.. وجوه مخيفة لكنها هشة
أغمضت عيني لحظات، ووضعت الهاندفري في آذني دون أن تكون هناك أغنية مشغلة في الموبايل.. وكأنني بذلك أريد أن أعطل جميع حواسي، حتى تتمكن ذاكرتي من الاستفادة بكل طاقتي، لتستعيد عافيتها..
أشعر بالحنين لكل ما هو لطيف، ابتسامة أبي وحنان أمي.. رائحة الخبز حين تسخنه جدتي، آخر رشفة تركها لي جدي في فنجانه الأبيض الصغير، القطة الرمادية وهي تطارد الحمائم في فناء بيتنا القديم..
لاحظ عم بهنس شيئا غريبا في الأرض، فأمر حماره بالتوقف، ثم نزل من على ظهره، وراح يتفحص ذلك الشيء، وإذ به يد بشرية.. خمسة أصابع بالتمام والكمال، ليد عفية تبدو في حالة جيدة..
عدت إلى البيت، ودخلت غرفة التحميض، والغريب إنني حين غمست الصور في المحلول، لم أجد تلك الفتاة الصغيرة التي صوبت عدستي ناحيتها، بل كانت المرأة العجوز، حيث كانت هي من يمشي تحت المطر..
في كل مرة يموت الحوار بيننا هكذا أقسم أنها ستكون الأخيرة وأني سأتجاهل الرد حين تحادثني في المرة التالية، غير أنني لا أصمد للحظة حين أسمع تنبيه ورود رسالة جديدة منها..