كيف انهزم أينشتاين أمام عينيها؟
كل قوانين الفيزياء تسقط أمام الحب، فالعلم يقول إنه لا يمكن لشيئين أن يحتوي كل منهما الآخر، فهناك محتوي ومحتوى ولكل منهما دور محدد لا يتغير، مثلا الإناء يحتوي الماء.. لكن في الحب الصادق المتبادل يلعب الطرفان الدورين في آن واحد، فهو يحتويها وهي تحتويه في اللحظة ذاتها، ليصبح كل منهما محتوي ومحتوى بالنسبة للآخر..
وأمام عينين كعيني حبيبتي، تسقط كل قوانين أينشتاين، فلا مكان للنسبية، ولا مجال للمادة.
الزمن والمسافة
لا يكون الماضي ماضيا إلا إذا انقطعت صلتك به إلى غير رجعة، طالما هناك نوافذ مفتوحة تطل منها على الذين رحلوا فإنهم يمثلون حاضرك البعيد.. المسافات المكانية وهم، حدود واهية تتبدد بالخطوات. وحدها المسافات الزمنية التي يمكن لها أن تفصلنا عن الآخرين وتجعلهم ماضيا.
ومع ذلك يظل هناك خيطا خفيا يربطنا، فالماضي امتداد غير مرئي للحاضر، أو أساسا يختفي في العمق يحمل جدارا ظاهرا فوق سطح الأرض. أما الأخطر من كل ذلك فهو التباعد الروحاني، كأن يجمعك بأحدهم مكانا وزمانا واحدا، غير أن روحيكما لا تستطيعان أن تتعرف إحداهما على الأخرى، فتكون كل منهما لا شيء للأخرى، فلا وجود ولا أثر ولا ذاكرة.. لا شيء، لا شيء على الإطلاق.
عقد الجماجم
كعادتي كل ليلة، تسللت إلى المقابر، لأجمع رؤوس الأموات، كي أصنع لحبيبتي عقدا جديدا تضيفه إلى مجموعة جواهرها النادرة التي تحتفظ بها في قاع بئر ممتلئ بالدماء، إلا أنني في هذه الليلة الخالية من القمر رأيت شيئا مفزعا جعلني ألقي بما أحمل من جماجم إلى الأرض، قبل أن أفر هاربا إلى داخل إحدى المقابر لأحتمي بها.. لقد رأيت رجلا حيا بين الجثث!
هواية غريبة
قطعا معا مسافات تعادل ثلاثة أضعاف محيط الكرة الأرضية وزارا معظم بلدان العالم، تظن أنه مثلها يهوى السفر، بينما هوايته الحقيقية أن يكون برفقتها.. كانت لتعي ذلك لو أنها نظرت في عينيه لثانية واحدة، لكنها أنفقت حياتها في مطالعة الخريطة..
سيارة معطلة
كانت لديها حياة رائعة لكنها لم تعشها، كسيارة فاخرة لم تغادر الجراج لأن مالكها يخشى أن تتعطل أو أن يصيبها عطب إن هو استخدمها، وحين قرر أن يقودها بعد سنين وسنين اكتشف أنها لم تعد صالحة للسير في الشوارع، وأن طرازها أصبح قديما لا يناسب العصر..
ومع ذلك انهالت عليه العروض كي توضع في المتاحف وتوظف في الأفلام والمسلسلات التي تتناول الأزمنة الفائتة، لكنه أخيرا قرر أن يزين بها مدخل بيته على اعتبار أنها باتت أنتيكة تصلح لأن تلفت أنظار من يشعرون بالحنين للماضي، فيقفون أمامها في دهشة لدقائق قليلة ثم يرحلون وهم يتنهدون.