الأمومة غريزة، لا ترتبط بالإنجاب، وكم من أم لم تضع طفلا.. أما الرجل فيحتاج إلى الكثير من الوقت بعد ميلاد طفله الأول حتى تبدأ مشاعر الأبوة تنبت في صدره، أما الأنثى فتُولد أما..
فكرت الأم في أن تدخل السرور على قلوب أبنائها، فقررت أن تفاجئهم ببعض الحلوى، على أن تصنعها هي بنفسها، فاستيقظت في يوم إجازتها مبكرا، وذهبت إلى هايبر ون، وراحت تجمع مكونات الكعكة..
كان لي صديق لا هو فيلسوف ولا هو بكلام الحكماء شغوف، لكنه فقط شاطر في متابعة أخبار الوفيات، وما أن يسقط أحد المشاهير تجده يسارع بنشر نعي محترم ويذيله بكلمات لا تتغير، إذ يقول «وداعا صديقي فلان».
الواحد منا يعمل 30 يومًا في الشهر ومع ذلك يقبض المرتب في يوم واحد ويصرفه في خمس دقائق. ولهذا يصف المصري الأصيل المرتب بأنه «أسرع طائر» في الكون..
قصة التباع لاحت لي في الأفق، حين شاهدت الفيديو الخاص بـ«عريس وعروسة الإسماعيلية»، حيث اعتدى الرجل على زوجته في ليلة زفافهما أمام العشرات من الناس، ثم الملايين، بعدما راج الفيديو..
يمكنك خداع الناس بالمظاهر، لذلك لا تتعجب حين أخبرك بأن «حتة نضارة سودا» تضعها على عينيك ليل نهار في الشمس وتحت ضوء القمر في الشارع والبيت والمطعم والمقهى، ستجعل من يراك يظنك رجلا مهما..
جلس السريقوسي دون أن ينطق بكلمة، ولم يكن الأمر ملائما لرجل عائد بعد غياب، فمن يشاهدهما سيقسم أن الرجل قادم لتوه من الغرفة المجاورة، فلا مشاعر فرحة ولا شعور بالحنين..
خوفها ألجمها وغشى بصرها، فلم تعد ترى سوى طريق واحد، وهو أن تصبح خائنة لزوجها، ما دام ذلك هو الطريق لحماية ابنتها من بطش الحاكم، حين يفشل مخطط زوجها فيقرر التنكيل به وبكل من له صلة به..
ما السر وراء ميلاد تلك الرغبة المشتعلة في صدر الكومندان من أجل الاستيلاء على الحكم؟ تلك شهوات قد دفنت منذ عقود في مملكة خوفو، ففي وجود الخوف لا مجال للأحلام والتطلعات..
هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها الحارس السجين ب الخوف، فطيلة الفترة الماضية وهو يكتفي بخوف زميله في المحبس، إذ كانت درجة خوف السريقوسي تكفي عشرة رجال..
لم يدرك السريقوسي شيئا مما يحدث، وحتى لم يجل في خاطره أن يسأل الحارس عن سر الزج به هو الآخر في ذلك السجن، وربما كان ذلك لأن الرجل كان منشغلا بخوفه، للدرجة التي منعته من الحزن على نفسه..
نظرت الأم لابنتها ولم تنبس ببنت شفة، فهي تعلم أن القلق عندما يغيب الأب أمر واجب، لكن من أين لهما بمشاعر القلق في وطن لا مكان فيه ل مشاعر سوى الخوف؟!
زمان.. في عهد الجد الأكبر للحاكم الحالي، كان أهل مملكتنا هذه يعيشون كباقي البشر في مختلف الممالك البعيدة، فكانوا يفرحون ويغضبون ويقلقون ويشعرون بمختلف المشاعر..
إبتلع الزائر ريقه، رغم عدم وجود شيء يدفعه للخوف، إلا أن مجرد رؤيته لورق حكومي مدون عليه اسمه كان كفيلا ليشعره وكأن جبلا يجلس فوق صدره..
في العام 2190 ميلاية، حيث أعيش أنا، تعد المشاعر عملة نادرة، فالناس هنا لا يمكنهم استخدام أية مشاعر سوى الخوف.. نعم هنا يمكنك أن تخاف كما تشاء..