كان إلياس يمتلك قطعة أرض صغيرة، قد وعد الله في قلبه أن يجعلها مثمرة. لكنها كانت أرضًا جرداء لا يزرع فيها شيء منذ سنوات، وقد سخر منه الجميع حينما بدأ بحفرها وزرع بذوره فيها.
الحياة مليئة بالتحديات، لكن طريقة قلوبنا في التعامل معها تُحدد إن كنا نعيش في شقاء أم في وليمة دائمة. طيب القلب هو الذي يفتح نافذة على السماء ليغمره نور السلام، أما الحزين المتذمر، فهو يغلق كل باب للنور بيديه
الانتظار مع الرب ليس عبئًا بل هو ثقة تُبنى في قلبك. تذكر أن الله يرى تعبك، ويُحضر الصبح الذي تبحث عنه. لا تنتظر بصبر فقط، بل انتظر برجاء واثق. فهو يأتِ بالوقت المناسب، حتى وإن بدت الليالي طويلة..
بدأت ندى في الصلاة بشكل أعمق وأكثر إخلاصًا، ودعت الله أن يرشدها إلى الطريق الذي يمنحها السلام الداخلي. شيئًا فشيئًا، بدأت الأمور تتضح أمامها، حيث بدأت تدرك أنها كانت تلاحق أشياء عابرة..
توجه سامر إلى الصلاة بخشوع، مخاطبًا الله بكل ما في قلبه من ألم وأمل، طالبًا منه أن يسنده وينتشله من ضعفه. وجد سامر نفسه يمتلئ بسلام غريب، وكأن الله يضع يده عليه ليمنحه القوة لمواصلة الطريق.
واجهت ليلى مصاعب كثيرة؛ حيث فقدت والديها وهي في سنٍّ صغيرة، وعاشت مع جدتها العجوز، التي لم يكن بوسعها سوى منحها الحب وبعض الحكايات القديمة. واجهت ليلى وحدتها بالصلاة والدعاء..
أصبح قلب يوسف مضطرباً، إذ راح يفكر في كيفية علاج ابنته، وكيفية تدبير المصاريف المتزايدة للمرض. لم يكن سهلاً عليه أن يرى طفلته تعاني، ولم يكن سهلاً عليه أن يشعر بالعجز أمام حالتها..
أطلب يا إلهي، أن تطهرني بدمك، أن تزيل عني كل خطية وكل ما يعكر صفاء روحي. إني ضعيف يا رب، وأخطائي تتكاثر، لكنني أؤمن بقدرتك على التغيير، وبأنك تستطيع أن تجعلني جديدا، طاهرا، مستعدا للسير في طريق الحق..
أشعر أحيانًا بوحدة ثقيلة تخيم على روحي، وكأنني أسير في طريق طويل دون رفيق يُعينني، فلا أجد كتفًا أستند إليه عندما تضعف خطاي. كم تمنيت يا رب أن يكون لي صديق يقف بجانبي، ويعينني في لحظات ضعفي..
أفكر، يا رب، كيف أنك تبارك حتى من يرفضونك، كيف تُشرق شمسك على الجميع، وتُمطر بركاتك على الصالحين والأشرار، وتفتح باب الرحمة لكل من يعود إليك. أدرك حينها أن دعوتك لي إلى مباركة أعدائي ليست ضعفًا..
أدركت، يا رب، أن الحكمة ليست في أن أرى الأشياء بظاهِرها، بل في أن أرى بعينيّ التي تفتحهما محبتك لي. علّمني أن أبحث عن النور في قراراتي، عن السلام الذي لا يخدع، وألا أغتر بما يظهر لامعًا وسهل المنال..
أشعر يا رب وكأن الجبال قد تراكمت على صدري، حتى بات الحمل ثقيلًا جدًا، يرهقني ويثقل خطاي. أشعر بأنني أسير في طريق مليء بالشوك والحجارة، كل خطوة تؤلم، وكل نفس يخرج بصعوبة..
حينما أتأمل في كلماتك، أجد السكينة تتسلل إلى قلبي، أستريح في ظلك، وأدرك أن حياتي بين يديك، وليس في تخطيطي. أتعلم منك أن لا أهتم للغد، أن أعيش اليوم بكل ما فيه من تحديات وأفراح، دون أن أسمح للغد بسرقة سلامي
كم من مرة وقفتُ في صحراء حياتي، أبحث عن نقطة ماء تروي ظمأي، ولم أجد سوى عطش يملأ صدري؟ كم من مرة شعرت أن خطواتي تتثاقل في سيرها، وعظامي تئن تحت وطأة الأحمال الثقيلة؟
في تلك اللحظات، يا رب، أكون كطفل صغير ضائع في ظلامٍ دامس، يتوق إلى يدٍ حانية تمسك به، ترشده إلى الطريق، وتحميه من الأخطار، أراك يا إلهي، تطل عليّ من خلال عتمة الليل، ترفعني فوق ظلام مخاوفي..