ليس كله تمام.. سيادة الوزير!
وزير الإسكان المهندس شريف الشربينى وزير ميداني تولى وظائف تنفيذية مهمة في مجال وزارته، ولديه استعداد للتفاعل مع الجمهور والاستماع لشكاواه، وتلبية مطالبه في حدود إمكانياته وصلاحياته وهي الآن -بحكم منصب الوزير- أكبر وأشمل وأوسع مما كانت عليه يوم كان رئيسا ناجحا لبعض أجهزة المدن الجديدة، التي أذكر منها الشروق وأكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة قبل أن يتولي مقاليد الوزارة..
وانطلاقا من هذه الخلفية العملية فهو يعرف ماذا ينبغي لرؤساء أجهزة المدن الجديدة والأحياء علي مستوي الجمهورية أن يفعلوه لتخفيف الأعباء عن المواطنين، وتيسير حصولهم على الخدمات.. وها نحن الآن على أبواب الشتاء وما أدراك ما الشتاء والمطر وتراكم المياه في الشوارع، وكم غرقت حكومات في شبر ميه..
فماذا فعل المسئولون في أجهزة المدن والأحياء وشركات الصرف الصحي استعدادا لتقلبات الطقس وغزارة الأمطار؟ هل استبقوا الموسم المتقلب بإصلاح بالوعات تصريف مياه الأمطار؟ وماذا فعلوا لرفع المخلفات وأكوام القمامة من الشوارع، وترميم الأرصفة المكسورة والمتهدمة؟ وهل بادروا بردم حفر الشوارع وصيانة الطرق والحدائق التي تمثل مساحات واسعة من تخطيط المدن الجديدة على وجه التحديد؟!
أرجو من وزير الإسكان المهندس المجتهد شريف الشربيني أن يتابع عن كثب عمل لجان التفتيش بوزارته على رؤساء أجهزة المدن الجديدة والأحياء، وألا يكتفي -كما عودنا- بتقارير المرءوسين الذين لا يتورع بعضهم عن تزيين الصورة أو تزييف الحقيقة بعبارات منمقة تدعى أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، أو أن كله تمام..
وإذا لم يكن هناك لجان تفتيش خاصة في الوزارة فعلى الوزير أن يستحدثها للرصد الدقيق والمتابعة الدءوبة والواعية لكل صغيرة وكبيرة، حتى تخفف العبء عن الوزير وتجنبه مشقة متابعة كل شيء بنفسه، والأهم أن تضع هذه اللجان تقييما موضوعيا لرؤساء المدن والأحياء لمحاسبتهم وفقا لمعايير الجودة وسرعة الاستجابة لمطالب الناس.. وتقييم أدائهم علي ضوء تلك المتابعة.
وفي النهاية أتمني أن نشاهد جولات ميدانية للوزير في المدن الجديدة، وخصوصا الاسكان الاجتماعي الذي لا يزال في حاجة لخدمات حيوية لا تستقيم الحياة بدونها، كتشغيل أفران الخبز والوحدات الصحية، وأن تتواصل تلك الجولات علي غرار جولاته في مارينا والبرج الأيقوني، وليكثر من الجولات في المناطق المحرومة والأكثر احتياجا للرعاية والاهتمام.
صدقوني.. المسئول الصادق المحب لعمله، الحريص على راحة المواطن هو أكبر مكسب للحكومة والبلد والمواطن معا، وهو الذي يزيد منسوب الرضا والأمل في الشارع.
لاشك أن في المدن الجديدة كثيرا من المساحات الخضراء تحولت إلي أرض جرداء بسب الإهمال ونقص الصيانة، وغياب ثقافة الحفاظ على الخضرة، لا أقول لدى الحكومة التي كثرت الشكوى منها لعدم اكتراثها بالخضرة والأشجار بل لدى المواطن الذي يعبث بالخضرة ولا يقيم لها وزنا، وخصوصا في الحدائق العامة.