الحقيقية!
هل سألت نفسك يومًا: لماذا خلق الله الموت؟ الله سبحانه أجاب عن ذلك السؤال المحوري إجابة شافية حاسمة فقال تعالى: “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ” [الملك: 2]..
فلماذا نتغافل عن أعظم حقائق الوجود التي عرفناها من الواقع بالضروة؛ إذ إننا نراها رأي العيون كل يوم؛ حتى بات كلنا يدرك أن الموت آتٍ لا محالة؛ ومع ذلك منّا من يخشاه، ومنا من ينساه، ومنا من يكره ذكره..
لكن السؤال الأهم: هل نحب الموت؟! وهنا تتباين الإجابات، وتتعدد الاتجاهات، فثمة من يحب لقاء الله ولا يرى في الدنيا ما يستحق أن يتقاتل عليه الناس، ولا ما يستحق عناء العداوة والخصام والشحناء؛ فإذا كان كل ما فيها زائلًا فكيف لعاقل أن يطمع في البقاء أو الخلود؟!
صحيح أن هناك من يقبل على الحياة بلا حدود، ومن يحرص على الحياة بأي صورة كما قال الله تعالى في كتابه العزيز:"وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ" [البقرة: 96].. وهناك في المقابل من يتمنى الموت؛ رغبة في لقاء ربه والخلاص من متاعب الدنيا ومآسيها وشقائها.. وهناك من يغرق في الملذات ولا يشبع منها ولا يطيق سماع سيرة الموت بأي حال!
وشتان الفارق بين من يخشى الموت وجلاله ورهبته ومن يكره الموت؛ فخشية الموت قد تكون خوفًا من ذنوب لا طاقة لصاحبها بالحساب عليها، أما كراهية الموت فهى ضرب من ضروب الرفض لسنن الحياة ومقاديرها التي لا تتخلف عن إنسان مهما كان؛ فالله تعالى قال لنبيه الكريم " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ".. وهذه غاية كل حي؛ ما بعد الموت.. فهل استعددنا لهذا اليوم؟!