رئيس التحرير
عصام كامل

سندوتش أبو الغيط!

 أرجو أن يكف ضيوف الفضائيات لدينا عن مقارنة أسعار الداخل بأسعار الخارج، لإنها مقارنة لا تعكس كل  الحقيقة، والأكثر من ذلك فإنها لا تهدء من روع عموم المصريين الذين يعانون من ارتفاع التضخم وحدة الغلاء، بل على العكس تماما تثير استفزازهم، ولعل هذا ما كشف عنه الجدل الدائر الآن حول ما قاله معالى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ومقارنته سعر الساندوتش في داخل مصر وخارجها!

 
فإن المقارنة الموضوعية تتم بين متماثلين، وهذا ليس متوفرا بين الداخل والخارج.. ففى معظم دول الخارج معدل التضخم رقم أحادي، أى أقل من عشرة في المائة، بينما لدينا يتكون من رقمين ويساوى الأن أكثر من خمسة أمثال معدل التضخم في أمريكا والعديد من الدول الأوروبية.. 

 

 وهذا معناه أن وطاة التضخم عندنا أشد من وطأته على الأمريكيين والأوروبيين.. كما أنه لا يكفى ونحن نقيس وطأة التضخم في بلد ما بالمقارنة ببلد آخر يتعين أن نقارن في ذات الوقت مستوى الأجور والرواتب أيضا.. وذلك لسببين أن السندويتش الذى يباع في أمريكا بما يساوى ألف جنيه مناسب لقطاع كبير من الأمريكان لأنهم يتقاضون أجورا تجعلهم قادرين على شراء مثل هذا الساندوتش بهذا الثمن الباهظ بالنسبة لنا.

 ثم إن مثل هذه المقارنة ستواجه بمن يقول إن الثمن الذى يبدو مرتفعا بالنسبة لنا للسندوتش الامريكى والأوروبى حدث بعد انخفاض الجنيه بأكثر من ثلثى قيمته في غضون وقت قصير، وبالطبع عموم المصريين ليسوا مسئولين عن هذا الهبوط الذى أصاب الجنيه.. 

وإنما المسئولون هم من يديرون اقتصادنا الذين اعتمدوا على الأموال الساخنة في سد الفجوة الدولارية، وعندما هربت بشكل جماعى من أسواقنا قبل عامين اشتدت أزمة النقد الأجنبي لدينا، وهبط الجنيه بهذا الشكل، وبعدها لم يتخذ من يديرون اقتصادنا قرارات صارمة بترشيد استيرادنا من الخارج!

الجريدة الرسمية