رئيس التحرير
عصام كامل

بدون موافقة واشنطن!

المشاورات الدائرة الآن بين أمريكا وإسرائيل حول الرد على الضربة الصاروخية يؤكد لنا مجددا أن أمريكا شريك كامل للحرب الدائرة الآن ضد غزة والتى امتدت للبنان، وراع كبير لما ترتكبه قوات الإحتلال الاسرائيلى من قتل جماعى وتدمير واسع وتشريد لأهل غزة ومن بعدهم أهل لبنان.

 
فهذه المشاورات تشمل كل شىء يتعلق بالرد الاسرائيلى بدءا من موعده وحتى نطاقه وشدته وما يستهدفه وكذلك الأسلحة المستخدمة فيه.. وهى مشاورات بدات عشية الضربة الصاروخية لإسرائيل ومازالت مستمرة بعد الآن للإنتهاء من بحث كل التفاصيل الخاصة بهذا الرد، حتى بعد المكالمة التليفونية بين بايدن ونتتياهو التى جرت قبل أيام قليلة، وربما يزور وزير الدفاع الاسرائيلي واشنطن للانتهاء من بحث هذه التفاصيل.

 
فإن الانتخابات الامريكية التى تجرى بعد نحو ثلاثة أسابيع ليست هى التى يتأثر بها هذا الرد، إنما ما يجرى أيضا الآن في جنوب لبنان والمتمثل في إخفاق حتى الآن العملية البرية الاسرائيلية نتيجة تصدى مقاومي حزب الله لمحاولات غزو الجنوب.

 


فإسرائيل تحتاج في ظل هذا التعثر أن تسرع في ردها على إيران لتغطى إخفاقها فى الجنوب اللبنانى، بينما أمريكا تريد إرجاء هذا الرد إلى ما بعد الثالث من نوفمبر، أى ما بعد الانتخابات حتى لا تتأثر حظوظ هاريس فيها وتنسف فرصتها لآن تكون أول سيدة ملونة تدخل البيت الأبيض.. والمؤكد أن نتننياهو رغم أنه يفضّل فوز ترامب إلا أنه لن يفعل شيئا بدون موافقة واشنطن! 

الجريدة الرسمية