تكرار حوادث القطارات.. لماذا؟
اليوم وقع حادث جديد من حوادث القطارات فى المنيا.. ومن لطف الله علينا أن الوفيات والإصابات محدودة، ولكننا يتعين أن نسأل عن تكرار تلك الحوادث بشكل زمنى متقارب أخيرا؟
لقد تم تجديد معظم عربات وجرارات القطارات العاملة في البلاد وتحديث نظم الإشارات والمزلقانات وإعادة هيكلة مرفق السكة الحديدية، ومع ذلك ما زالت حوادث القطارات تتكرر على فترات زمنية متقاربة، بينما كان المتوقع أن تنخفض هذه الحوادث ويتباعد زمن وقوعها.
إن حوادث القطارات مثل حوادث السيارات تقع في كل بلاد العالم، المتقدم منها والنامى، لكننا نتساءل هنا عن تكرارها عندنا فى مدى زمنى قصير.. هنا الأمر يحتاج إلى وقفة بحث واستقصاء الأسباب لعلاج أى قصور أو إهمال أو نقص في المعدات بمرفق السكك الحديدية التى تعد أقدم سكك حديدية في المنطقة.
إن التطوير والتحديث يتم منذ سنوات في هيئة السكك الحديدية، وأنفقنا في سبيل ذلك الكثير من الأموال، وبالأمس كنا نفتتح محطة بشتيل التى تعد إنجازا رائعا واليوم يقع هذا الحادث بالمنيا الذى أسقط عربتين من قطار النوم القادم من أسوان إلى القاهرة، فهل هى مصادفة غير سارة لنا أم إنها ليست مفاجاة.
حسنا أن تهتم وزارة الصحة بعلاج المصابين وتهتم وزارة التضامن بدورها وتهتم وزارة النقل بتشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب الحادث، لكننا نريد أن نطمئن أنفسنا بأنه ليس هناك تخريبا متعمدا، وأن هذا الحادث بعد إفتتاح محطة بشتيل مجرد مصادفة غير سارة فقط.. وحتى إذا كان الأمر كذلك فنحن نريد أن نعرف أسباب هذه المصادفة السيئة حتى لا تتكرر مجددا بشكل متقارب.