رئيس التحرير
عصام كامل

لا تصدقوا أمريكا؟!

هذا عنوان ينطبق على كل كلام أمريكا تقريبا  فيما يخص الحرب الدائرة في غزة ، والتى امتدت إلى لبنان، ابتداء من حرصها على حماية المدنيين والسعى للتوصل إلى هدنة، وحتى تجنب حرب إقليمية واسعة في المنطقة.. أنا شخصيا لا أصدق هذا القصف الإعلامى والسياسى الأمريكى وأراه يكمل القصف الإسرائيلى بالقنابل.

 
فبعد الإعلان المتعمد عن اعتراضات أمريكية على توجيه ضربة إسرائيلية كبيرة ضد إيران ردا على هجمتها الصاروخية على إسرائيل، بدأ حديث أمريكا عن انحسار الخلاف بين أمريكا وإسرائيل حول نطاق ونوع وقوة الرد على إيران، بعد المكالمة التليفونية التى أجراها بايدن مع نتنياهو الأربعاء الماضى.


فها هى واشنطن تقبل برد إسرائيلي كبير ضد إيران، فأين هى مخاوفها من نشوب حرب إقليمية في منطقتنا.. وهل تكون أمريكا قلبها على الشرق الأوسط أكثر من أوروبا التي تعمل على استمرار الحرب الأوكرانية فيها، رغم تضرر الأوروبيين من هذه الحرب!

 
دعونا من هذه الأقاويل التى يرددها الأمريكان حول رفضهم بل وتخوفهم من نشوب حرب إقليمية في منطقتنا.. أليس من الممكن أن أمريكا تريد معاقبة إيران الآن على تحالفها مع روسيا وإمدادها إياها بالطائرات المسيرة؟!

 

 

إن الفرصة زادت لنشوب الحرب الاقليمية واستدراج إيران فيها للنيل من قوتها العسكرية، بعد النيل من قوة منظماتها في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله اللبنانى.. وربما توقيت هذه الحرب فقط هو ما تتحفظ عليه واشنطن، تحسبا لارتفاع أسعار النفط وهو له تأثير سلبى على الناخبين الأمريكيين.. 

أما بعد الانتخابات فإن الأمريكان لا يعنيهم كثيرا تضرر منطقتنا باتساع الحرب.. أليس هذا ما يفعله الإسرائيليون في لبنان بعد أن أنجزوا تدمير قطاع غزة ونسف مقومات الحياة فيه. 

الجريدة الرسمية