رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام منهج حياة

 مراد الله تعالى منا أن يحب بعضنا بعضا، وأن نحسن في المعاملات فيما بيننا، وأن نعمر الأرض ونثري الحياة عليها وألا نفسدها ونفسد فيها، وأن يسود العدل بيننا وتعم الرحمة فيما بيننا، وأن نعفوا ونصفح ونسامح ونقبل الاعتذار وأن نلتمس الأعذار، مراد الله فينا، أن تكن أرواحنا سامية وقلوبنا سليمة ونفوسنا زكية وأجسادنا طاهرة، وصدورنا نقية خالية من الحقد والحسد والغيرة ومن الغيظ والغل والعداء ومن كل وصف زميم، نفوس طيبة عامرة بالحب مليئة بالخير.. 

 

الله سبحانه وتعالى غني عنا وعن العالمين فهو الذي لا تنفعه طاعة سبحانه ولا تضره معصية، ومن أجل أن نحقق مراده سبحانه شرع لنا دين قيم يحمل بين طياته منهج عظيم يدعو ويأمر بفعل الخيرات وترك المنكرات، يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.. 

 

منهج نظم الله تعالى لنا فيه حركاتنا في الحياة حتى ننعم بالحياة وتسعد الحياة بنا، وحتى يفتح لنا سبحانه باب التعرف عليه والتقرب منه والوصول إليه سبحانه، منهج يدعو إلى الرحمة والتراحم وإلى العدل والاعتدال والوسطية لا غلو ولا مغالاة فيه، منهج يرشدنا إلى سبيل الإنسانية بكل ما تحمله من رحمة وعدل ومكارم أخلاق وفضائل ومحاسن وقيم إنسانية نبيلة.. 

 

منهج يسموا بنا من الإطار البشري والكثافات المادية والحجب الظلمانية إلى العالم الملائكي النوراني العاقل، منهج يقود صاحبة إلى الهداية والرشد والرشاد ويقيم صاحبه في الكمال، هذا ومن عظيم فضله عز وجل أن أرسل إلينا أكمل الخلق وإشرفها نبيا ورسولا هاديا ومبشرا ومؤدبا ومعلما ومرشدا ودليلا ومترجما لهذا المنهج العظيم إذ كان خلقه القرآن. 

 

والرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة تقربنا إلى الله تعالى إلا وقد دلنا عليها وأمرنا بها، وكان فاعلا لها من قبل ذلك، وأيضا لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة تباعد بيننا وبين الله تعالى إلا وقد بينها لنا ونهانا عنها، وكان منتهيا عنها من قبل ذلك، ولقد أمرنا الحق عز وجل بطاعته وإتباعه حيث يقول سبحانه “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.. 

 

ويقول سبحانه وتعالى "أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"، ويقول عليه الصلاة والسلام "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي"، وفي رواية أخرى صحيحة "كتاب الله وعترتي أهل بيتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض".. 

 

 

هذا مراد الله منا ولا ينقصنا سوى تفعيل هذا المنهج العظيم قولا وفعلا وحالا وسلوكا، وحتى نسلم من فتن الدنيا وأهواء النفوس وعداوة الشيطان حتى نخرج من دائرة العناء والشقاء، وسوء الأحوال والمعاملات التي نعاني منها لابتعادنا عن منهج الله وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه، وعلى آله وسلم..

الجريدة الرسمية