الطريق إلى التحول الأخضر.. كيف توسعت مصر في تطبيق التكنولوجيات البيئية؟
تقود مصر برنامجًا كبيرًا في عملية الحفاظ على البيئة وإحلال الطاقة الجديدة والمتجددة، وتنفيذ المشروعات الصديقة للبيئة، في الوقت الذي تتأثر فيه بأزمة التغيرات المناخية، فعلى الرغم من أنها لا تسهم في هذه الأزمة مثل الدول الصناعية الكبرى، نجد الاهتمام الرائد بقضية التحول الأخضر وتأكيد الرئيس السيسي بأن لدينا إمكانيات ضخمة نستطيع من خلالها المساهمة بشكل جيد في تقديم الطاقة النظيفة لمواجهة التغيرات المناخية.
التنمية الصناعية الخضراء
يعد الانتقال نحو التنمية الصناعية الخضراء عنصرًا أساسيًّا في التصدي لانبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الصناعة في المستقبل والتي تؤدي إلى زيادة تغيرات المناخ وتقلباته.
ويشير تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPPC)، بشأن السيناريوهات المستقبلية للانبعاثات بحلول عام 2030 إلى أنه ستتراوح تقديرات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المترتبة عن القطاع الصناعي حوالي 14 جيجا طن من ثانى اكسيد الكربون (بما في ذلك استخدام الكهرباء).
ومن جهة أخرى يتعرض المناخ للتغير بحسب الأنماط غير المستدامة للصناعة، لذا قد تملك سياسات التكيف مع تغير المناخ تأثيرًا إيجابيًّا على التنمية الصناعية فى جعلها تنمية مستدامة.
تعريف الصناعة الخضراء:
الصناعة الخضراء هي"تلك الصناعة التي تعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية دون الإضرار بالبيئة والموارد الطبيعية، من خلال الاستثمار الأمثل للموارد المتجددة، والحد من المخلفات، وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير للتقليل من التأثير السلبى على الصحة والبيئة وتحسين كفاءة الطاقة، مما يؤدى الى الحفاظ على الموارد الطبيعية وكذلك الحد من انبعاثات غازات الدفيئة اعتمادا على استخدام تكنولوجيات متوافقة مع البيئة".
أهمية الصناعة الخضراء:
- الاستخدام الكفء للمواد الخام والموارد الطبيعية
- الحد من المخلفات الصلبة والسائلة.
- إعادة استخدام المخلفات الصناعية.
- استبدال المواد الخطرة السامة الداخلة فى الصناعة بمواد أقل سمية.
- التوافق بين الإنتاج والتكنولوجيا بما يتوافق مع المعايير البيئية العالمية.
- فتح مجالات جديدة في الاستثمارات والاقتصاد الأخضر.
- إنشاء الأعمال التي تمنح خدمات فى الإنتاج الأنظف وتراعى المعايير البيئية وتوفر فرص عمل.
- توفير بيئة صحية للأجيال الحاضرة والقادمة.
- خفض الانبعاثات الكربونية فى مراحل التصنيع كافة بما يسهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
الطريق نحو التنمية الصناعية الخضراء:
تعمل وزارة البيئة على "تخضير" الصناعات القائمة من خلال تحسين كفاءة وفاعلية استخدام الموارد مما يؤدى إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة الاقتصادية والقدرة التنافسية.
كما تستهدف الوزارة العمل على خلق صناعات جديدة "خضراء" للتوسع في تطبيق التكنولوجيات البيئية مثل المصانع التى تعمل فى إنتاج وحدات الإستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية، وذلك بالإضافة إلى الخدمات البيئية مثل الإستشارات فى مجال ترشيد الطاقة وتحسين نظم تداول المواد الكيميائية.
ويعد الإنتاج الأنظف إستراتيجية وقائية لحماية البيئة من الملوثات الصناعية قبل حدوثها، عن طريق تطبيق مستمر لإستراتيجية وقائية تشمل عمليات التصنيع والتسويق والخدمات، وتهدف إلى زيادة الكفاءة وتقليل المخاطر التي تلحق بصحة الإنسان والبيئة.
خطوات وزارة البيئة في الصناعة الخضراء
تبذل وزارة البيئة المصرية جهود حثيثة في تمويل عدد من المشاريع الخضراء لتشجيع فرص التكيف البيئي من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الصناعي وتقليل الانبعاثات الناتجة عن العمليات الصناعية التي قد تؤثر سلبيًّا في المناخ.
ووقعت وزارة البيئة من خلال برنامج التحكم فى التلوث الصناعي (EPAP) عددًا من بروتوكولات التعاون مع اتحاد الصناعات المصرية ومركز تحديث الصناعة ومكتب الالتزام البيئي بهدف تقديم الدعم الفني والمالي للصناعات الصغيرة والمتوسطة وتحفيزهم على التحول لآليات الإنتاج والاستهلاك المستدام وتشجيع الصناعات الخضراء.
وقامت البيئة بالاتفاق مع شركة الرباعية للمنسوجات "فورتكس" إحدى كبرى شركات المنسوجات فى مصر والموجودة بمدينة السادات – محافظة المنوفية وذلك لتنفيذ محطة لمعالجة مياه صرف العمليات الصناعية بالشركة لضمان مطابقتها للمعايير وحدود القانون، بطاقة استيعابية تبلغ 3500 م ² / يوم وبتمويل من البرنامج يبلغ 6 ملايين يورو تقريبًا ومن المخطط الانتهاء من التنفيذ وبدء التشغيل في فبراير 2023.
كما قامت أيضا بالإتفاق مع شركة المالية والصناعية المصرية كبرى شركات إنتاج السماد بمصر وذلك لإعادة تأهيل وحدة إنتاج حامض الكبريتيك بمصنع أسيوط بهدف تقليل أحمال أكاسيد الكبريت الناتجة من العمليات الإنتاجية وصولًا لحدود القانون الآمنة بتكلفة تبلغ 8 ملايين يورو تقريبًا.
إستراتيجيات الصناعة الخضراء
قامت مصر بإعداد إطار عام للتحول الأخضر، ويشمل كل ما تم تنفيذه من استراتيجيات تم إعدادها فى كافة المجالات البيئية والصناعية والأثرية، ومنها استراتيجية السياحة الخضراء، بالإضافة الى إستراتيجية التخلص من الأكياس البلاستيك أحادية الاستخدام، وإستراتيجية البناء والهدم التي تم الانتهاء منها، وهي أحد ملامح عام التحول الأخضر، كما بدأت وزارة البيئة في إستراتيجية الإنتاج الأنظف منذ ٨ سنوات، ومشروع الحد من التلوث الصناعي كان الركيزة الأساسية في التحول.
حلم المدينة الخضراء أصبح حقيقة في شرم الشيخ
وضعت مصر سياسات واستراتيجيات واضحة طويلة الأمد للتحول الكامل إلى التنمية المستدامة الخضراء وتم تحويل هذه الإستراتيجيات إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ في مجال إدارة المخلفات الصلبة والسائلة سواء كانت مخلفات المصانع، أو مخلفات البناء، أو المخلفات المنزلية الصلبة، أو مياه المجاري.
وكانت المدينة الخضراء حلم يراود الدولة المصرية لكنه أصبح واقعا، فتجد الآن حولك زيادة في المساحات الخضراء وزيادة رقعة الحدائق سواء كانت الحدائق المنزلية أو الحدائق العامة، وإنشاء المحميات النباتية التي تحافظ على الغطاء النباتي في المدن.
وعملت الدولة جاهدة على إنتاج الطاقة والكهرباء بشكلٍ خاص من مصادر لا تضر بصحة الإنسان والبيئة وتجنب استعمال مصادر الطاقة الأحفوري غير المتجددة والملوثة للهواء، والتحول مع الوقت إلى مصادر لا تلوث الهواء مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية.
اشتراطات إعلان المدن الخضراء
من اشتراطات إعلان احدى المدن بأنها مدينة خضراء أن يكون هناك ترشيد في استهلاك المياه، والقدرة على معالجتها، واستخدام الطاقة المتجددة من الشمس، والقدرة على فصل المخلفات، وإعادة استخدامها مرة أخرى، وممارسات البشر ايضا داخل المدينة من ضمن اشتراطات إعلان مدينة ما بأنها مدينة خضراء، وذلك يتم من خلال تدريب لمقدمي الخدمة للسياح.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة أن الجزء الأخير هو جزء البلاستيك، وكيف تستطيع تقليل استخدام البلاستيك وتستبدله بأشياء ورقية، ومن المهم أيضا ممارسات البشر داخل الأماكن كالفنادق والمطاعم وتدريبهم على الممارسات صديقة البيئة".
مشروع “المدينة الخضراء“
لم يكن مشروع تحويل شرم الشيخ إلى “مدينة خضراء” مستدامة وليد تلك الأشهر المعدودة، بل بدأ قبل 15 عامًا عندما انتبهت وزارة السياحة إلى أن السياحة البيئية تمثل 45% من السياحة العالمية، وتمثل ثلثي السياحة الوافدة إلى مصر. مما جعل وزارة البيئة تتعاون مع محافظ جنوب سيناء للعمل على خطة تطوير المحميات الطبيعية في المحافظة ليصل عددها إلى 40 محمية تغطى 20% من أرض الدولة، بدلًا من 27 محمية فقط تنتشر على 15% من مساحة مصر.
ومولت الحكومة المشروع بالتعاون مع المستثمرين وأصحاب الفنادق والمنشآت السياحية، علاوة على ذلك قدم برنامج الأمم المتحدة دعم يصل إلى 7 ملايين دولار بالتعاون مع مرفق البيئة العالمية في مجالات عديدة منها: تدوير المخلفات، والأنشطة والخدمات في المحميات واستخدامات الطاقة الشمسية في المنشآت السياحية.
وسبق، أن وقعت وزارتا السياحة والبيئة ومحافظة جنوب سيناء، مبادرة تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء بحلول عام 2020، وذلك من خلال تقليل انبعاثات الكربون وإدارة المخلفات الصلبة، والتأكيد على الحفاظ على جودة الحياة البحرية بتكلفة وصلت حينها إلى 1.3 مليار جنيه، إلا أن توالي أحداث التي مرت بها البلاد عقب أحداث يناير 2011 أوقف المشروع كليًّا حتى أعاده اللواء “خالد فودة” محافظ جنوب سيناء مرة أخرى للتنفيذ بالتعاون مع “ياسمين فؤاد” وزيرة البيئة في يوليو من العام الجاري.
تأهيل مدينة العبور
كانت شرم الشيخ هي البداية ويأتي في الطريق مدينة الشيخ زايد ومدينة العبور اذ تم اختيارهما لتوفر عدد من المقومات التي تساعد فى تأهيلهما لتصبحا من المدن المستدامة صديقة للبيئة، حيث تتوفر بها المرافق والبنية التحتية، وهى مدن سكنية بها مستويات إسكان متنوعة (فاخر – اقتصادي – اجتماعي) ويوجد بالقرب منها صناعات كبرى ومتوسطة وصغيرة من قطاعات صناعية متنوعة يمكن إعادة توجيهها لتصبح صناعات خضراء يحتذى بها.
النهر الأخضر
تعتزم الحكومة إنشاء النهر الأخضر بالعاصمة الإدارية بمساحة 35 كيلو متر، وتنفيذه ليحاكى نهر النيل الذى يتوسط مدينة القاهرة، كما يشتمل على حدائق مركزية وترفيهية.
فكرة إنشاء النهر الأخضر بالعاصمة الجديدة تشبه وجود نهر النيل في مصر، حيث يشق النيل مصر من جنوبها إلى شمالها، وكذلك يخترق النهر الأخضر العاصمة الجديدة من شمالها لجنوبها.
تمويل المشروع
تتملك وزارة الإسكان المصرية الأراضي المحيطة بالنهر بهدف استثمارها وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع الذي يعد أطول محور أخضر في العالم، يشتمل على حدائق مركزية وترفيهية، وتبلغ مساحة حدائق النهر نحو 5 آلاف فدان.
ويعتبر النهر الأخضر هو أكبر متنزه في العالم، ومساحته 3 أضعاف حديقة هايد بارك الموجودة بالعاصمة البريطانية لندن، إذ يقع النهر الأخضر على مساحة 1000 فدان ويخترق العاصمة الإدارية، وتوجد فيه كل الأنشطة الترفيهية والثقافية والتعليمية
تنقسم الحديقة من الشرق إلى الغرب إلى 3 قطاعات تخطيطية متجانسة، ترتبط بالمحيط المباشر، ويعكس كل منها شخصية، وطابعًا بصريًا وعمرانيًا مميزًا.
مصدر مياه النيل الاخضر
تحصل البحيرات الصناعية الموجودة في مشروع النهر الاخضر على مياهها من محطات المياه التي يتم معالجتها في العاصمة الإدارية الجديدة.
وتعطى البحيرات الصناعية أفضل منظر طبيعى خلاب فى العالم لتزداد العاصمة الادارية الجديدة جمالا لذلك يعتبر النهر الأخضر من أهم معالم العاصمة الإدارية.
ويضم النهر الأخضر 36 بوابة يتم الدخول والخروج إلى النهر الأخضر من خلالهما، كما يوجد في النهر الأخضر العديد من الخدمات الترفيهية المتنوعة التي تجعل المترددين على أهم مناطق العاصمة الادارية يستمتعون بأوقاتهم بمزيد من المرح والرفاهية.
الأعمال التي يتم تنفيذها في المشروع
من أهم الأعمال التي يتم تنفيذها في المشروع مطعم مطل على بحيرة، وحديقة أعمال فنية، وحديقة تراثية، وحديقة أنشطة ترفيهية، وبحيرة أعمال فنية، ومنطقة مفتوحة، ومسرح مفتوح، وقاعة تعليمية. وحديقة ترفيهية، وحديقة مكتبة مفتوحة، والساحة الرئيسية للحي التجاري المركزي، وحديقة منطقة الأعمال المركزية، ونادي رياضي، ومباني المراحيض والحدائق متضمنة المباني الإدارية والمداخل والمعلومات والمستودعات ومباني الصيانة وخزان مياه الري الرئيسي.
الميزات
سيكون النهر الأخضر مفتوح للزيارات مجانا للمقيمين في العاصمة الأدارية، القاهرة الجديدة والقاهرة.
ترتبط جميع الجامعات والمدن في العاصمة الجديدة بالنهر الأخضر.
تحتوي جميع أحياء العاصمة الجديدة على حدائق خضراء يستطيع السكان من خلالها الوصول إلى الحديقة الرئيسية سيرًا على الأقدام.
ستسمح شبكة متكاملة من مسارات المشاة والدراجات للأشخاص من جميع الأماكن بالاستمتاع بالمتنزهات.
الاقتصاد الأخضر
أولت وزارة البيئة اهتمامًا كبيرًا بحماية البيئة والموارد الطبيعية وتخفيف الضغوط عليها، وأدركت مبكرا ان حماية البيئة والموارد الطبيعية أصبحت بمثابة حماية للحياة على سطح الأرض وذلك لتأمين حق الأجيال القادمة فى تلك الموارد لجنى ثمار التنمية، وأيضا من أجل الحفاظ على الصحة العامة.
ما هو الاقتصاد الأخضر
وجاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتعريف جديد أسماه الاقتصاد الأخضر وقام بتوصيفه على أنه نوع من الاقتصاد يؤدي من خلال استدامة معايشته إلى الحد من المخاطر البيئية الموجودة بالفعل والمتوقع وقوعها، وعلى مستوى التنمية الدولية يمكن تعريفه بأنه اقتصاد موجه نحو زيادة نمو الفرد وزيادة رفاهيته من خلال التزام الجميع سواء القطاع العام أو الخاص بالعمل على استثمار الموارد بالطريقة التي من شأنها تقليل الانبعاثات الكربونية والتلوث، ومنع تدهور النظام الإيكولوجي وفقدان التنوع الأحيائي.
الطريق نحو الاقتصاد الأخضر
تحتاج الاقتصادات الخضراء إلى توليد طاقة مستدامة بالاستناد إلى الطاقة المتجددة لتحلّ محلّ الوقود الأحفوري إلى جانب حفظ الطاقة والاستخدام الفعّال لها.
الهدف من وراء تبني الاقتصاد الأخضر
الاقتصاد الاخضر هو مفتاح للتعامل مع العواقب السلبية للاحتباس الحراري؛ وهو منهجية واضحة تدعم عملية التفاعل المتناغم والمتناسق بين الطبيعة والبشر، وتهدف هذه المنهجية إلى محاولة تلبية كافة الاحتياجات المختلفة لهما في وقت واحد.
ويهدف هذا النهج كذلك إلى زيادة النمو الاقتصادي، والعمل على زيادة المسؤولية البيئية بأسلوب يدعم التقدم والرخاء والتنمية الاجتماعية. وبصفة عامة يؤكد خبراء الاقتصاد الأخضر أن أساس جميع القرارات الاقتصادية يجب أن يكون مرتبطًا بطريقة ما بالنظام البيئي، ومن ثم فإن رأس المال والخدمات البيئية لها قيمة اقتصادية.
جهود وزارة البيئة
وتسعى وزارة البيئة إلى تطبيق مفهوم الاقتصاد الأخضر الذي يعنى بنمو اقتصادي مستدام في ظل الحفاظ على البيئة وعناصرها المختلفة، ويأخذ البعد الاجتماعي الذي يتضمن العدالة الاجتماعية بعين الإعتبار والحد من الفقر والبطالة.
وتتركز جهود الوزارة في هذا الإطار على ستة قطاعات هي: الطاقة، المياه، النفايات، الزراعة، السياحة، والنقل وتتم من خلال التعاون والتنسيق مع شركائنا في القطاع العام والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
مشروعات الاقتصاد الأخضر
تمثل مشروعات الاقتصاد الأخضر نسبة 15% من الخطة الاستثمارية للدولة فى العام المالى 2020 - 2021، فيما استهدفت الحكومة الوصول إلى نسبة 30% من مشروعات الاقتصاد الأخضر خلال العام المالى الحالى 2021 - 2022، على أن تصل النسبة إلى نحو 50% بحلول عام 2024 - 2025 .
وخلال العام الماضي وافقت الحكومة المصرية على تنفيذ 691 مشروعًا صديقا للبيئة في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والمياه والنقل، كما بدأت في إصدار شهادات النجمة الخضراء للفنادق التي تطبق سياسات التوافق مع البيئة .
السندات الخضراء
ترتبط السندات الخضراء بالاقتصاد الأخضر، من خلال تمويل مشروعاته، حيث أصدرت مصر أول سندات خضراء فى المنطقة بقيمة 750 مليون دولار فى سبتمبر 2020، وكانت واحدا من بين 3 إصدارات للسندات الخضراء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الماضى، وفق مؤسسة ستاندرد أند بورز العالمية، لكن العديد من الإصدارات الأخرى التى كان من المخطط طرحها، توقفت بسبب جائحة "كوفيد-19".
وبحسب وزارة التخطيط، تنفذ مصر العديد من المشروعات الخضراء، حيث بدأت مصر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر تنفيذا لرؤية مصر 2030، وقامت الحكومة بتنفيذ العديد من المشروعات الخضراء للحفاظ على البيئة والتى تعتمد على الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة.
ويتم تنفيذ أهم وأضخم مشروعات فى قطاع الكهرباء والطاقة والنقل والمياه والصرف الصحى تحقيقا لرؤية 2030، فإنه جاري العمل على تحقيق 30% من المشروعات الخضراء ترتفع النسبة لتصبـح 50% في الأعوام الثلاث القادمة.
ومن المستهدف زيادة الاستثمارات العامة الموجهة للمشروعات الخضراء، من 15% في خطة العام الحالي (20/2021)، إلى 30% في خطة العام المالي (21/2022).
ويصل عدد المشروعات الخضراء، المدرجة بخطة العام المالي 20/2021، نحو 691 مشروع بتكلفة كلية حوالى 447.3 مليار جنيه، حيث تم توجيه 14% من إجمالي الاستثمارات العامة لهذه المشروعات وفقا لما أعلنته وزارة التخطيط.وقد بلغت قيمة محفظة مصر من المشروعات الخضراء المؤهلة 1.9 مليار دولار حتى سبتمبر 2020، منها 16% في مجال الطاقة المتجددة، و19% في مجال النقل النظيف، و26% في مجال المياه والصرف الصحي، و39% في مجال.
تأثير المستشفيات التقليدية على البيئة
أوضحت الدراسات أن المستشفى الواحدة تستهلك من الطاقة بالقدر الذي تستهلكه مدينة صغيرة، كذلك فإن ما يصدر عنها من نفايات طبية يزيد من تعريض البيئة للتلوث، بمقدار ما يصدر عن شارع أو منطقة.
كما أظهرت تلك الدراسات أن صناعة الرعاية الصحية العالمية مسؤولة عن 4.4 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام، وهذا الرقم أعلى من انبعاثات الغاز من حركتي الطيران والشحن، ويستخدم مستشفى واحد في المتوسط 5000 لتر من المياه يوميًا، كما ينتج عشرات الكيلوغرامات من النفايات الخطرة جزئيًا.
كان كل هذا دافعا للتفكير في مشروع المستشفيات الخضراء، وبالفعل بدأت وزارة البيئة في تنفيذ ذلك من خلال مشروع "حماية صحة الإنسان والبيئة من الانبعاثات غير المتعمدة للملوثات العضوية الثابتة النابعة من الاحتراق والحرق المكشوف لمخلفات الرعاية الصحية والإلكترونية"، الممول من مرفق البيئة العالمي بمنحة قدرها 4.1 مليون دولار، خطة للحد من انبعاثات مركبات الدايوكسين والفيوران، بالتنسيق مع وزارتي الصحة والاتصالات، ويسعى المشروع إلى خفض 5 كيلو جرامات من الزئبق في العام.
المستشفيات الخضراء
المستشفيات الخضراء هو مصطلح يطلق على المستشفيات الصديقة البيئة، حيث تتم مراعاة أن تكون أقل ضررا على البيئة وأقل استهلاكا للموارد البيئية، وهو مفهوم ظهر حديثا بعد دراسات أكدت أن المستشفيات من المباني التى تؤثر بقوة على البيئة المحيطة، لذا يتم انشائها من المبانى التى تكون أقل فى استهلاك الطاقة (الإضاءة وتشغيل الأجهزة والتكييف وتسخين المياه).
مستشفى شرم الشيخ اول نموذج
تم تقديم مستشفى شرم الشيخ الدولى كنموذج لأول مستشفى خضراء فى مصر، لتكون فى إطار ريادة مصر بمنشآتها الصحية الخضراء حول العالم، وبما يحقق سلامة وتميز الخدمة الصحية المقدمة فى منشآت هيئة الرعاية الصحية المصرية ومساهمتها فى تعزيز العمل المناخى على المستوى الوطني.
تقع مستشفي شرم الشيخ الدولى على مساحة قدرها 12 ألف متر، وتعتبر من مستشفيات السياحة العلاجية فى مصر، وتقع في حي النور بمحافظة جنوب سيناء، وتقدم كافة التخصصات الطبية والعلاجية.
مراحل تحويل مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى مستشفى خضراء
- التوقيع على مذكرة نقل اصول مستشفى شرم الشيخ ومستشفى رأس سدر و13 وحدة ومركز للرعاية الصحية من مديرية الصحة لهيئة الرعاية الصحية واعلان بداية تطبيق منطمة التأمين الصحي الشامل بجنوب سيناء.
- تسجيل الهيئة العامة للرعاية الصحية كعضو بشبكة المستشفيات العالمية الخضراء لرعاية صحية دون ضرر (GGHH).
- تسجيل مستشفى شرم الشيخ الدولى كأول عضو مصرى بشبكة المستشفيات الخضراء العالمية (Global Green and Healthy Hospitals (GGHH.
- حصول المستشفى على اعتماد الجودة من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، تمهيدًا لعرض تجربة المستشفى فى مؤتمر المناخ COP27.
خطوات تنفيذ المشروع:
استبدال المحرقة بوحدة فرم وتعقيم حفاظا على البيئة من الانبعاثات الضارة الصادرة عن المحرقة.
تركيب وحدة قياس جودة الهواء، بمبنى النفايات لقياس الانبعاثات العالقة والمستنشقة، ويعد الاول من نوعه فى مستشفيات الرعاية الصحية بمصر، من اجل ضمان سلامة بيئة العمل.
تركيب جهاز سحب عينات الهواء لقياس الاتربة العالقة والمستشفى بالتعاون مع إدارة الرصد البيئي.
التنسيق مع القطاع الخاص والمستثمرين المبتكرين والمبدعين فى الأعمال التى تساعد البيئة من قطاع الرعاية الصحية.
جهاز تنقية الهواء بإنتاج وابتكار مصرى 100%، مما يعظم دور الشباب خاصة من المبتكرين والمبدعين.
تدوير المخلفات الطبية وغير الطبية داخل المشروع.
زراعة المنطقة المحيطة بمستشفى شرم الشيخ الدولى وبين مبانيها، وعمل مواقف للدراجات، وربط غرفة طوارئ الهيئة العامة للرعاية الصحية الخاصة بمؤتمر المناخ بغرفة طوارئ المحافظة.