رسائل السيسي لرؤساء كوريا والعراق والهند وسيمنز تتصدر النشاط الخارجي
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا خارجيا حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي جو كايزر، رئيس المجلس الإشرافي لشركة سيمنز العالمية للطاقة، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إلى جانب كريستيان بروخ الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز للطاقة، والمهندسة ليلى الحارص العضو المنتدب لشركة سيمنز للطاقة بمصر.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن اللقاء تناول بحث التعاون المشترك مع شركة سيمنز العالمية للطاقة في مشروعات الطاقة الخضراء في إطار سعي مصر لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج وتبادل الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأعرب الرئيس عن التقدير لما حققته شركة "سيمنز" من إنجازات في تنفيذ المشروعات التنموية بمصر وجهودها الناجحة فى إنشاء محطات توليد الكهرباء في مصر، مؤكدًا التطلع لتعزيز الاستفادة من خبرات الشركة في عدة قطاعات تنموية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ومشروعات الربط الكهربائي، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل المهني للكوادر المصرية فنيًا وحرفيًا على نحو يرسخ المعايير الألمانية المتمثلة في قيم الأداء العالي والمستوى الدقيق في الإنتاج.
ومن جانبه، أعرب "جو كايزر" عن تشرفه بلقاء الرئيس، مثمنًا مسيرة التعاون المثمرة مع مصر، والتي تجسدت في عدة مشروعات في مجال الطاقة، أبرزها محطات سيمنز الثلاثة الحديثة لتوليد الكهرباء اللاتي أصبحن العمود الفقري الحالي لشبكة الكهرباء المصرية، حيث تعتبرهن سيمنز إحدى الأيقونات البارزة في تاريخ نشاط الشركة منذ نشأتها.
كما أكد كايزر على تطلع "سيمنز" لاستمرار وتطوير الشراكة القائمة مع مصر، خاصةً في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وذلك على خلفية الإنجازات الملموسة التي تحققت في مصر خلال الفترة الماضية في مجالات التنمية وتطوير البنية التحتية، واعتزاز شركة "سيمنز" بتعاونها الوثيق مع مصر، والذي أسفر عن نجاح كبير لأنشطتها في مصر نظرًا للدعم والإشراف المباشر من قبل الرئيس
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي سوبرامنیام جایشانکار، وزير خارجية جمهورية الهند، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وكذلك السفير أجيت جوبتيه، السفير الهندي بالقاهرة.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس طلب نقل تحياته إلى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، مشيدًا بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، ومؤكدًا أن مصر تنظر بعين التقدير إلى الهند كونها إحدى أعرق الأمم على مستوى العالم، ولإسهاماتها العظيمة في جميع المجالات، وأن مصر تثمن مسيرة التعاون المثمرة بين البلدين، وتتطلع لتبادل الخبرات في مجالات التنمية المستدامة، خاصةً ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات.
ومن جانبه؛ نقل وزير الخارجية الهندي رسالة من رئيس وزراء الهند تتضمن الإعراب عن اعتزاز الجانب الهندي بعمق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، والتطلع إلى استكشاف آفاق جديدة للتعاون المثمر بين مصر والهند، وصولًا إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية، خاصةً في ظل كون مصر تمثل ركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، فضلًا عن الإنجازات التنموية الضخمة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية على مختلف الأصعدة بقيادة حكيمة ورؤية ثاقبة للرئيس.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات بما يتسق مع مكانة وإمكانات الدولتين ويلبي طموحات شعبيهما الصديقين، خاصةً على صعيد التصنيع المشترك وتبادل الخبرات في المجال العسكري، فضلًا عن تبادل السلع الاستراتيجية بين البلدين، إلى جانب التعاون في مجال التعليم التكنولوجي، بالإضافة إلى تعزيز نشاط الشركات الهندية في الاستثمار في مصر.
كما تم استعراض آخر المستجدات بالنسبة للأوضاع ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الدولي والإقليمي، خاصةً ما يتعلق بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على قطاعات الطاقة والغذاء والاقتصاد.
كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا مع عبد اللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس تقدم بالتهنئة للرئيس العراقي على نيل ثقة البرلمان واختياره رئيسًا جديدًا للجمهورية العراقية، متمنيًا له النجاح والتوفيق، ومؤكدًا دعم مصر الثابت لأمن واستقرار العراق الشقيق، والاعتزاز بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين مصر والعراق، والحرص على الاستمرار في دفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات.
ومن جانبه، تقدم الرئيس العراقي بالشكر إلى الرئيس على هذه اللفتة الكريمة، مشيدًا بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين مصر والعراق، ومؤكدًا حرص العراق المتبادل على دفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين، والتقدير للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى على كافة الأصعدة، وكذلك الدور المصري الحيوي في تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة.
كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته لمؤتمر "أسبوع القاهرة للمياه"، أن مصر تبذل أقصى جهودها لتسوية قضية سد النهضة على النحو الذي يحقق مصالح جميع الأطراف، وتدعو المجتمع الدولي لتعظيم وتضافر الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف العادل، وأن رؤية مصر الراسخة بشأن التعامل مع نهر النيل هي العمل والتعاون المشترك بغرض تكريس وتقاسم الازدهار بدلًا من التنافس والتناحر الذي يؤدي إلى تقاسم الفقر وعدم الاستقرار".
وجاءت تفاصيل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الخامسة تحت عنوان (المياه في قلب العمل المناخي)
يسعدني أن أتحدث إليكم اليـوم فـي افتتاح الدورة الخامسة من أسبوع القاهرة للمياه الذي تنظمه مصر حتى أصبح منصة إقليمية ودولية فاعلة لدعم الحوار حول قضايا المياه، التي تزداد أهميتها بشكل خاص في إطار جهود تعزيز السلم الدولي والتنمية المستدامة، حيث يحمل أسبوع القاهرة الحالي للمياه عنوان "المياه في قلب العمل المناخي"، وذلك في خضم نقاشات دولية تستهدف تكثيف التحرك الدولي بشأن قضايا المياه والمناخ، وصولًا إلى القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ الشهر المقبل.
لطالما كانت المياه منذ بدء الخليقة واهبة للحياة على كوكب الأرض والركيزة الأساسية لتطـور الحضارة، غير أن التطور المتسارع للحضارة الحديثة قد زاد من الضغوط على الموارد المائيـة المتاحة، حتى وصلت البشرية لمرحلة حرجة يواجه فيها العديد من البلدان تحديات متزايدة لتوفير الاحتياجات الأساسية من المياه، وقد استمر الغذاء هو المحور الأكبر للاستخدامات المائية عالميًا، وعلى ضوء ما يتوقع من ازدياد احتياجات الغذاء بنسبة 60% بحلول عام ٢٠٥٠، فقـد بـات واضحًا أنـه لا انفصام بين تحديات الماء والأمن الغذائي. كما جاء تغير المناخ ليفاقم من هذا التحدي المزدوج، لا سيما في الدول التي تعاني من ندرة مائية، بما قد يؤدي لتبعات سلبية خطيرة على السلم والأمن إقليميًا ودوليًا.
كـان قـدر مصر أن تقع في قلب تلك التحديات الثلاث المتشابكة: تحديات الأمن المائي والغذائي وتغير المناخ؛ فمصر هي الدولة الأكثر جفافًا في العالم، وتعتمد على نهر النيل بشكل شبه حصري لمواردها المائية المتجددة، والتي يذهب حوالي 80% منها إلى قطاع الزراعة، مصدر الرزق لأكثر من 60 مليون من البشر هم نصف سكان مصر. وعلى ضوء هذه الندرة المائية الفريدة من نوعها، فإن موارد مصـر المائية صارت تعجز عن تلبية احتياجات سكانها، بالرغم من اتباع سياسة لترشيد الاستهلاك من خلال إعادة الاستخدام المتكرر لمياه الري الزراعي، على نحو جعل معدل الكفاءة الكلية لاستخدامها في مصر واحـدا مـن أعلى المعدلات في أفريقيا. وتؤدي تداعيات تغير المناخ لتفاقم آثار الندرة المائية على الرقعة الزراعية بمصر، والتي تتأثر بالتبعات السلبية لتغير المناخ التي تحدث داخل حدودها وكذا في سائر حوض النيل، لكون مصر دولة المصب الأدنى به.
وبناءً على تلك المعطيات، كان ضروريا أن تتبنى مصر مقاربة شاملة بغرض التعامل الناجح مع تحديات الأمن المائي والغذائي وما يرتبط بذلك من تحديات مناخية، باعتبار ذلك مسألة أمن قومي لمصر. فعلى الصعيد الوطني، انتهجت الدولة "الاستراتيجية الوطنية لإدارة الموارد المائية" التي تهدف لتوفير مياه الشرب وتحسين نوعيتها، وترشيد الموارد المائية وتنميتها بكافة الوسائل الممكنة. كما تبنت مصر سياسة للأمن الغذائي توازن بين الإنتاج المحلي والواردات الغذائية. وقد تمكنت مصر بفضل ذلك من الحفاظ على أمنها المائي والغذائي في ظل أزمات عالمية وإقليمية.
وعلى الصعيد الإقليمي، كـانـت مـصـر دومـًا في تعاملهـا مـع نهر النيـل رائـدة للدفع بقواعد ومبادئ القانون الدولي ذات الصلة بالأنهار المشتركة، وفي مقدمتها التعاون والتشاور بغرض تجنب التسبب في ضرر فـي إطار إدارة الموارد المائيـة العابرة للحدود، وهي القواعد والمبادئ الحتمية لضمان الاستخدام المشترك المنصف لتلك الموارد.
وينطلق موقف مصر من اقتناعها بأن الالتزام بروح التعاون والتوافق على مساحات المصالح المشتركة، هو السبيل الوحيد لتجنب الآثار السلبية التي قد تنجم عن الإجراءات الأحادية في أحواض الأنهار، وهو ما أثبتته أفضل الممارسات الدولية بما في ذلك في افريقيا.
كمـا ينطلق موقف مصر أيضـا مـن كونها تتشارك ذات المسعي للتنميـة مع مختلـف الـدول النامية، وتؤمن بضرورة تجنب أي تداعيات سلبية قد تنجم عن مشروع تنموي في دول نامية تتأثر بها دولة نامية أخرى وتؤذيها على نحو لا يمكن احتواؤه. ونحن نحلم بالسعي المشترك لتعظيم ثروة حوض النيل ولينعم بها جميع دول الحوض، وذلك بدلا من التحرك فرادى متنافسين على نحو غير تعاوني، بما يسفر عن تنمية محدودة وقاصرة في حجمها ونطاقها، على نحو يزعزع استقرارهم.
إن رؤيتنا الراسخة هي العمل سويا بغرض تكريس وتقاسم الازدهار بدلًا من التنافس والتناحر الذي يؤدي إلى تقاسم الفقر وعدم الاستقرار. وإدراكا منا لخطورة هذه القضية وانطلاقا من أهميتها الوجودية لنا، فإن مصر تجدد التزامها ببذل أقصى جهودها لتسوية قضية سد النهضة على النحو الذي يحقق مصالح جميع الأطراف، وتدعو المجتمع الدولي لتعظيم وتضافر الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف العادل.
أما على الصعيد الدولي، فقد حرصت مصر على الانخراط النشط في كافة المحافل ذات الصلة والدفع بضرورة تضافر الجهود لتنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة على نحـو متكامل. واتصالا بذلك، تتطلع مصر باهتمام كبير لمؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة للعقد الدولي للمياه المقرر عقده في شهر مارس 2023، حيث تعد هذه الدورة من أسبوع القاهرة للمياه إحدى الفعاليات الأساسية تحضيرًا له.
وأود أن انتهز هذه المناسبة لأدعوكم للمشاركة في فعاليات القمة العالمية للمناخ COP27 التي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم والتي ستطرح مصر خلالها مبادرة "العمل على التكيف مع المياه والقدرة على الصمود" والتي يتم التنسيق بشأنها مع المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، حيث من المقرر أن تستضيف مصر في هذا الإطار مركزًا أفريقيا "للمياه والتكيف مع المناخ"، وذلك لدعم القدرات الأفريقية في هذا المجال الهام.
أود في الختام أن أجدد الشكر لكم، وأن أرحب بكم في مصر، كما أعرب عن تطلعي لنجاح أسبوع القاهرة للمياه في الخروج بتوصيات ناجعة، قادرة على دفع أجندة المياه الدولية قدما بما فيه تعزيز تطلعاتنا التنموية، ورخاء العالم واستقراره.
كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس يون سوك، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية".
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال تناول التباحث حول عدد من موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين خاصةً على الصعيد الاقتصادي والاستثماري في إطار علاقات الصداقة بين مصر وكوريا الجنوبية، وفى ضوء النماذج الناجحة التي تقدمها الاستثمارات الكورية في مصر فى العديد من المجالات.
كما تم تبادل وجهات النظر بشأن الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وكذلك سبل التعاون في قضايا تغير المناخ، خاصةً في ضوء استضافة مصر المرتقبة للقمة العالمية للمناخ في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ.
وأضاف المتحدث الرسمي، بأن الرئيس تقدم بالتهنئة لرئيس كوريا الجنوبية بمناسبة الاحتفال خلال شهر أكتوبر الجاري بيوم تأسيس "جمهورية كوريا"، مؤكدًا اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة الممتدة التي تربطها بكوريا الجنوبية، والشراكة القائمة بينهما،
ومن جانبه، أعرب الرئيس الكوري عن تقديره لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس، مثمنًا تميز العلاقات التي تجمع بلاده مع مصر، ومعربًا عن التقدير الكبير الذي يكنه شعب كوريا الجنوبية لمصر ولحضارتها العريقة، وتطلع كوريا الجنوبية لتعزيز العلاقات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات، خاصةً الاقتصادية والتجارية، وزيادة حجم الاستثمارات الكورية في ظل ما تشهده مصر من نمو اقتصادي وحركة تنمية شاملة.