بدأ منذ 15 عاما.. حلم المدينة الخضراء أصبح حقيقة في شرم الشيخ
وضعت مصر سياسات واستراتيجيات واضحة طويلة الأمد للتحول الكامل إلى التنمية المستدامة الخضراء وتم تحويل هذه الاستراتيجيات إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ في مجال إدارة المخلفات الصلبة والسائلة سواء كانت مخلفات المصانع، أو مخلفات البناء، أو المخلفات المنزلية الصلبة، أو مياه المجاري.
وكانت المدينة الخضراء حلم يراود الدولة المصرية لكنه أصبح واقعا، فتجد الآن حولك زيادة في المساحات الخضراء وزيادة رقعة الحدائق سواء كانت الحدائق المنزلية أو الحدائق العامة، وإنشاء المحميات النباتية التي تحافظ على الغطاء النباتي في المدن.
وعملت الدولة جاهدة على إنتاج الطاقة والكهرباء بشكلٍ خاص من مصادر لا تضر بصحة الإنسان والبيئة وتجنب استعمال مصادر الطاقة الأحفوري غير المتجددة والملوثة للهواء، والتحول مع الوقت إلى مصادر لا تلوث الهواء مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية.
اشتراطات الاعلان عن المدن الخضراء
ومن اشتراطات اعلان احدى المدن بأنها مدينة خضراء أن يكون هناك ترشيد في استهلاك المياه، والقدرة على معالجتها، واستخدام الطاقة المتجددة من الشمس، والقدرة على فصل المخلفات، وإعادة استخدامها مرة أخرى، وممارسات البشر ايضا داخل المدينة من ضمن اشتراطات إعلان مدينة ما بأنها مدينة خضراء، وذلك يتم من خلال تدريب لمقدمي الخدمة للسياح.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة أن الجزء الأخير هو جزء البلاستيك، وكيف تستطيع تقليل استخدام البلاستيك وتستبدله بأشياء ورقية، ومن المهم أيضا ممارسات البشر داخل الأماكن كالفنادق والمطاعم وتدريبهم على الممارسات صديقة البيئة".
مشروع “المدينة الخضراء“
لم يكن مشروع تحويل شرم الشيخ إلى “مدينة خضراء” مستدامة وليد تلك الأشهر المعدودة، بل بدأ قبل 15 عاما عندما انتبهت وزارة السياحة إلى أن السياحة البيئية تمثل 45% من السياحة العالمية، وتمثل ثلثي السياحة الوافدة إلى مصر. مما جعل وزارة البيئة تتعاون مع محافظ جنوب سيناء للعمل على خطة تطوير المحميات الطبيعية في المحافظة ليصل عددها إلى 40 محمية تغطى 20% من أرض الدولة، بدلًا من 27 محمية فقط تنتشر على 15% من مساحة مصر.
ومولت الحكومة المشروع بالتعاون مع المستثمرين وأصحاب الفنادق والمنشآت السياحية، علاوة على ذلك قدم برنامج الأمم المتحدة دعم يصل إلى 7 ملايين دولار بالتعاون مع مرفق البيئة العالمية في مجالات عديدة منها: تدوير المخلفات، والأنشطة والخدمات في المحميات واستخدامات الطاقة الشمسية في المنشآت السياحية.
وسبق، أن وقعت وزارتا السياحة والبيئة ومحافظة جنوب سيناء، مبادرة تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء بحلول عام 2020، وذلك من خلال تقليل انبعاثات الكربون وإدارة المخلفات الصلبة، والتأكيد على الحفاظ على جودة الحياة البحرية بتكلفة وصلت حينها إلى 1.3 مليار جنيه، إلا أن توالي أحداث التي مرت بها البلاد عقب أحداث يناير 2011 أوقف المشروع كليا حتى أعاده اللواء “خالد فودة” محافظ جنوب سيناء مرة أخرى للتنفيذ بالتعاون مع “ياسمين فؤاد” وزيرة البيئة في يوليو من العام الجاري.
تأهيل مدينة العبور
وكانت شرم الشيخ هي البداية ويأتي في الطريق مدينة الشيخ زايد ومدينة العبور إذ تم اختيارهما لتوفر عدد من المقومات التي تساعد فى تأهيلهما لتصبحا من المدن المستدامة صديقة للبيئة، حيث تتوفر بها المرافق والبنية التحتية، وهى مدن سكنية بها مستويات إسكان متنوعة (فاخر – اقتصادي – اجتماعي) ويوجد بالقرب منها صناعات كبرى ومتوسطة وصغيرة من قطاعات صناعية متنوعة يمكن إعادة توجيهها لتصبح صناعات خضراء يحتذي بها.