إيران قبل ضربتها الفشنك الأخيرة جعلت إسرائيل أيضا في نفس حالة التوتر والاستعداد أو هكذا كنا نظن، ولكن تبين فيما بعد أن طهران أخطرت مكتب الاتصال السويسرى أن يخطر واشنطن أن الضربة ضيقة النطاق والفعالية.
منذ الساعات الأولى ليلة أول أمس، مع بدء إيران إطلاق صواريخها الباليستية ومسيراتها المجنحة، أدرك أبسط مواطن عربى، يتابع الحدث، أنها دراما متفق عليها..
بصفة عامة فإن لفظة الفساد هى من أكثر الكلمات شيوعا وتكرارا، وليس الفساد محصورا في الاختلاس، وفى الرشوة وفي الابتزاز، بل هو علنى الأن وببجاحة في الحلقات المغلقة، وتعبير الحلقة هو البديل لعصابة المصالح..
الجريمة الأولى هى تعمد الجيش الاسرائيلي قتل سبعة مواطنين من الجنس الغربي الأعلى منا مرتبة، لأننا فى نظرهم بشر لا يستحق الحياة، هم عاملون في منظمة المطبخ المركزي العالمي -هيئة خيرية تطوعية- قتلتهم إسرائيل..
توفرت للبنك المركزي حتى اليوم أكثر من أربعين مليار دولار، ويعجب الناس أن الاعلانات المستمرة من جانب وزراء سوف يرحلون أو يبقون مع الحكومة الجديدة عن خفض الأسعار هي محض وهم ولا علاقة لها بالحقيقة..
الصورة الاجمالية تبدأ تفاصيلها من الداخل الاسرائيلي حيث يحتاج الجيش إلي عشرة الأف جندي ليواصل حربه علي الجبهات الثلاث، غزة شمالا وجنوبا ثم بيروت ثم دمشق..
إمتنعت أمريكا إذن عن الاعتراض، وخرج القرار إلى النور، غير أن أمريكا ذاتها لم تلبث أن دفنته علنا وبمنتهى الصفاقة، إذ بادرت الخارجية الأمريكية إلى التوضيح بأنه قرار غير ملزم..
انطونيو جوتيريش رجل يستحق الانحناء احتراما له وتقديرا لانسانيته، ولادراكه أن دبلوماسية المنصب لا تعنى السكوت على دماء أكثر من مائة ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء وشيوخ..
إحتفظ شعب فنلندا بلقب أسعد شعوب العالم للسنة السابعة على التوالي، ومن بعده الدنمارك ثم ايسلندا ثم السويد، وعربيا جاء الشعب الكويتي الشقيق أسعدنا جميعا، أما مصر ولبنان وأفغانستان ففى مؤخرة التقرير..
والحق أن نتنياهو نجح ببراعة في احداث أعمق شرخ في العلاقة بين الدولة المصطنعة والدولة الراعية، بين إسرائيل وأمريكا، كما نجح في اظهار الولايات المتحدة، عاجزة عن كبح جماح الحيوان المسعور الذي ترعاه!
نحن نأكل ما لذ وما طاب قدر المتاح، واطفالهم يموتون جوعا وعطشا ورعبا وخوفا. نحن آمنون في بيوتنا، وهم تحت القصف وتحت الدهس وتحت الخنق وتحت التعرية الكاملة من الملابس، وتحت الاغتصاب، وتحت التجويع..
لا يوجد مجتمع بلا فساد، لكن المهم عدم السكوت عليه أو التستر، وسيظل الفساد من خصائص النفس البشرية الدنيئة الى يوم الدين، وهو صحيح منتشر كالسرطان في الدول النامية لكنه منتشر أيضا في اعتى الديمقراطيات..
لم تلجأ الحكومة إلى التعويم لتعذب الناس، هذا منطقى، بل لجأت الى دواء مر مرير لأن العلاج يؤدي إلي الشفاء الكامل، وفقا لتقارير عالمية متخصصة في الوول ستريت جورنال، جرنال المال والأعمال الامريكي الأشهر..
نحن أمام دولة تقوم بإمداد القاتل بكافة أنواع الأسلحة المدمرة، لتمكين إسرائيل من قتل وإصابة مئات الألوف من الفلسطينيين وفى الوقت ذاته تمارس عزف البكائيات على الشعب البرئ الذى تقتله إسرائيل بسلاح خسيس..
من الحق أن نقول أن أصحاب القدرات الخاصة لم يلقوا في أى عهد من العهود، ناصر، أو السادات أو مبارك، رحمهم الله جميعا، الإهتمام الذي يحظون به حاليا فى عهد الرئيس السيسي..