الحكومة التى يختارها الرئيس.. ويريدها الشعب
هل هناك فارق كبير إلى هذه الدرجة؟ أو هل هناك بالفعل فارق من الأساس؟ بطبيعة الحال فإن رأس السلطة التنفيذية في البلاد، وحامي كل السلطات الثلاث، مستقلا عنها، سوف يبذل جهده الكافى لاختيار أكفأ العناصر، وأكثرها ملاءمة للفترة الثالثة من ولاية الرئيس بعد تنصيبه في احتفال مهيب وقور قبل يومين.
لماذا نعيد طرح السؤال؟ نعيده قبل التعرف على الوجوه التى ستحتل الصدارة التنفيذية وتتعامل مع الشارع المصرى المحتقن أساسا من إجراءات الحكومة - تحت الرحيل، بفعل سياسات اختلط فيها الخطأ الجسيم مع الصحيح القليل من الأعمال، ولولا التدخل الدولارى الأخير لضج الناس وجأروا بالصراخ.
لقد توفرت للبنك المركزي حتى اليوم أكثر من أربعين مليار دولار، ويعجب الناس أن الاعلانات المستمرة من جانب وزراء سوف يرحلون أو يبقون مع الحكومة الجديدة عن خفض الأسعار هي محض وهم ولا علاقة لها بالحقيقة، وكلما سألت بياعا أو تاجرا حدثك عن سعر الدولار بـ70 جنيها.
حكومة الدكتور مدبولي حكومة طيبة، وحتى لما واجه رئيس الوزراء تكتل الاحتكارات وزأر، استقبلوا الزئير بأريحية، فهم يعرفون أنهم الأقوى، وبالفعل كما تجاهلت إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي الملزم بفرض الوقف الفوري لإطلاق النار، تجاهل تجار مصر تحذيرات رئيس الحكومة، ومضوا في غيهم يعمهون ويبيعون الفرخة بأكثر من مائة جنيه، وطبق البيض 150 جنيه، وقرص الطعمية بثلاثة جنيهات.
والحقيقة أن التكتل الاحتكارى المتسلط على الشعب وعلى الحكومة سعيد كل السعادة بالدور الدفاعي لبعض وزراء الحكومة الذين يعلنون نزول الاسعار، والمدهش أن رئيس الحكومة نفسه أطلق فرقة كشف وفحص وتفقد ومتابعة للسوق تكتب التقارير وتصور فيديوهات بالأسعار كيف كانت وكم أصبحت.. وترفعها إليه ليتخذ الإجراء العقابي المناسب.
فهل هذه التقارير صحيحة؟ أم هى غير صحيحة، وإذا كانت صحيحة فلماذا تسكت الحكومة علي وضع يحرجها أمام الشعب؟ وإذا كانت غير صحيحة فهل للتجار هؤلاء مراوغة زيفت الصورة والتقطت فرق المتابعة الطعم والوهم؟
الحكومة التى يريدها الشعب
لا نظن فالحكومة أكثر يقظة.. من أن يخدعها مصاصو دماء الشعب الذين أثبتوا أنهم أحط فصيل في النسيج المصرى وأكثر الناس انتهازية وكراهة للوطن، وأن إلههم الأوحد هو المكسب بالحرام، يطعمون أولادهم النار المتقدة!
ليس من المزايدة القول أن الناس غير راضية عن الحكومة تحت الترحيل أو قيد التعديل، ومن ثم يريدون من الرئيس اختيار الأكثر كفاءة قبل اختيار أهل الثقة، فكلنا مصريون ولاؤنا للوطن الغالى، ويريد الناس وزراء يناقشون السيد الرئيس، ولا يشعر الشعب أنهم مجرد سكرتارية تومىء برأسها طول الوقت، فهذا يحرم صانع القرار من صحيح المعلومات، ومن الرأي السديد، ومن الزاوية التى قد تغيب عن رأس السلطة التنفيذية.
حماس الرئيس بنى وعمر وشيد وصارع الزمن، وتلك فترة نشهد لها بالانجاز والفخر، ويريد الناس في الولاية الثالثة أن يختار الرئيس حكومة تسعدهم ولا تلاحقهم بالزيادات، حكومة تتمتع بالحس السياسي، رغم أن المؤشرات ترجح التوجه نحو حكومة فنية في الأساس، تلاحق الاستثمار المباشر داخليا وخارجيا قبل أن تلاحق جيوب المواطنين.
نتمنى أن يحقق الرئيس حلمه الكبير في إسعاد الناس وتوفير احتياجاتهم، وصون كرامة رجل البيت المصرى، والأم المصرية، بعد فترة بهدلة استمرت عامين، وبقسوة اعترفت بها الحكومة.
ومع الولاية الثالثة نهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بفوزه بثقة أربعين مليونا من الشعب، وهى ثقة موضع تقديره وعرفانه بلا ريب.. يبقى التأكيد على أن أهل الكفاءة خير من أهل الولاء الفاشلين.. فدققوا في تقارير الاختيارات.. سواء للحكومة أو للمحافظين.