يد تطعم ويد تقتل.. تلك هى أمريكا!
الحقيقة أنه لا يمكن فهم سياسة الولايات المتحدة تجاه مأساة غزة، إلا إذا تم تشخيص القائمين على هذه السياسة في البيت الأبيض والخارجية والدفاع بأنهم مرضى بالفصام، فنحن أمام دولة تقوم بإمداد القاتل -إسرائيل- بكافة أنواع الأسلحة المدمرة، بكميات وبأنواع متطورة، لتمكين إسرائيل من قتل وإصابة مئات الألوف من البشر الفلسطينيين..
وفى الوقت ذاته تمارس هذه الادارة المختلة سياسيا وانسانيا، عزف البكائيات على الشعب البرئ الذى تقتله إسرائيل بسلاح خسيس منحط لا تلجأ إليه ولا حتى العصابات، سلاح التجويع.. فيموت عشرات الأطفال جوعا، أكرر جوعا، هل تعرفون وهل تدركون معنى موت بنى أدم من الجوع؟
تجف كل خلاياه، لا ماء ولا لقمة ولا بعض لقمة، تغادر الروح هذا الجسد الخالي من أي مقوم من مقومات الحياة، فعلت ذلك وتفعله إسرائيل، وفعلت ذلك وتفعله أمريكا، ومعها عواصم الظل المنقادة في باريس وفي لندن وفي برلين!
مشهد مسرحي عبثى
مهزلة مخزية أن تضطر أمريكا بجلالة قدرها إلى اسقاط 25 ألف وجبة طعام على جوعى غزة، عبر مروحيات سي 130، لأنها لم تستطع فرض ارادتها علي النازي المسعور مجرم الحرب بنيامين نتنياهو..
يسخر العالم من حالة انفصام الشخصية السياسية والانسانية، فهذه الدولة تلقي الطعام بطائراتها، وتزود اسرائيل بقنابل تقتل المساكين الذين تلقي إليهم بالفتات..
مشهد الازدحام علي عربة أجولة الدقيق، عشرات الألوف، يتزاحمون لالتقاط جوال، أو كيس دقيق يطعم أطفاله وأهل بيته، ثم تطلق الدبابات الاسرائيلية نيرانها عليهم في مجزرة، إختلط فيها الدم بالدقيق بالدموع.. فماذا فعلت أمريكا لمعاقبة اسرائيل؟!
معاقبة اسرائيل، هذا نوع من الأوهام.. أقصى ما فعلته هو الدهشة والاستنكار، ولا تفعلي هذا مرة أخرى يا إسرائيل!
بين واشنطن وتل أبيب علاقة إيدز! لا يمكن فهم هذا الاحتضان المخزى المهين للحضارة الانسانية في الولايات المتحدة لجرائم دولة نازية مارقة كاسرائيل، تحت أي مبرر أو حجة أو ذريعة.. لم يحدث في التاريخ أن انقادت أمة بمثل انقياد الحكومة الأمريكية لدولة تطعمها أمريكا وتحميها أمريكا وتسلحها أمريكا، وفي النهاية تتحدي هذه الدولة المجرمة -إسرائيل- واشنطن.
ولابد أن العقلاء في العالم، وحتى من تبقى منهم بضمير حي في الإدارة الامريكية، يسخرون مذهولين من لجوء أمريكا في مشهد مسرحى عبثى إلى إسقاط الطعام بالمظلات للشعب الجائع البردان العريان، فى غزة.
النفاق الأمريكي مقرف ويثير الغثيان، وتتصور الإدارة الامريكية أنها ذكية وأنها تفهم والعالم لا يفهم، هذا حال البلطجي، فردا كان أو أمريكا.. لا يرى الإ قوته، ولا يرى الإ اسرائيل، والعرب قطعان ترعى!