حواشٍ مبكية مضحكة على مشهد الرد ورد الرد!
كما فعلت إيران قبل أيام تفعلها إسرائيل الآن وهو ربط الأنظار بتل أبيب، وإطالة مدة الترقب، في المنطقة وفي الغرب، فكلما طالت المدة مع استمرار ضخ تصريحات متضاربة حول قرار الضربة الوشيكة أو غير الوشيكة ردا على هجوم الصواريخ والمسيرات الثلاثمائة الإيرانية، كلما توترت آلة السياسة وآلة الحرب في طهران.
وزادت الكلفة المالية الهائلة نتيجة إعلان حالة التعبئة العامة، ونقل الكوادر العليا للحرس الثوري الإيراني من سوريا وإخفائهم، فضلا عن عمليات إخفاء المواقع النووية الحساسة الهدف الذهبى للضربة الإسرائيلية المرجحة.
إيران قبل ضربتها الفشنك الأخيرة جعلت إسرائيل أيضا في نفس حالة التوتر والاستعداد أو هكذا كنا نظن، ولكن تبين فيما بعد أن طهران أخطرت مكتب الاتصال السويسرى الراعي للمصالح الأمريكية في طهران أن يخطر واشنطن أن الضربة ضيقة النطاق والفعالية والوقت!
الرد الإيراني
المثير للدهشة أن إسرائيل أجادت دور التمثيل، وأنها متوترة، وأنها استعدت، وبالفعل استعدت لكن الدور الفعال كله لم يكن دورها. إذ صدت الهجمة عنها المقاتلات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وصدت الأردن ما ظهر بمجالها الجوي السيادي من مسيرات وصواريخ، وهذا حقها.
المذهل ما يعلمه العالم الآن من أن نصف الصواريخ كانت مجرد مواسير بمواتير خالية من الحمولة التفجيرية، والنصف الآخر شحنته التفجيرية ضعيفة الفعالية. وأمس تكذب إسرائيل كالعادة وتنكر فضل أسيادها عليها وتدعى أنها من دمر 95% من المسيرات والصواريخ.
مجلس الحرب الإسرائيلي المؤلف من خمسة أشخاص اتخذ قرار الضرب، ونتنياهو رد نصائح وزيرة خارجية ألمانيا ووزير خارجية بريطانيا وشكرهما، وقال نتخذ قراراتنا في أمورنا الخاصة بأنفسنا، ولم يردوا عليه بأنه كان قبل ليلتين موضع حمايتهم.. ولولا الغرب ما عاشت إسرائيل في المنطقة يوما! لأنها صنيعة هذا الغرب الذي لايزال يفكر ويعمل بعقلية الحملات الصليبية!
عقوبات جديدة ضد إيران
سوف تتريث إسرائيل لإطالة أمرين: مدة التعاطف معها وسحب التعاطف نسبيا عن الفلسطينيين في غزة، والأمر الثاني إجراء عملية خداع استراتيجي، لكل من طهران وحماس، فلا أحد يعرف أولوياتها ومن الملفت للنظر أن وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت اجتمع ليلة أمس لترتيب الهجوم على رفح.
فى السياق الهزلى للمأساة الشرق أوسطية هذه يمكن أن تضحك من إعلان أمريكا أنها تريد تفاصيل كاملة عن وفاة الطفلة الفلسطينية هند، واستعمت واشنطن عن إهلاك وذبح 34 ألف شهيد وإصابة أكثر من 70 ألفا، والإبادة مستمرة.
من المثير للسخرية أيضا ما برر به المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن رفض بلاده الموافقة على منح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، إذ قال إن هذه العضوية تضر بحل الدولتين ولا داعي لها!
المضحك المبكي هو مسارعة الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات فورية على إيران لأنها ردت علي من إعتدى عليها، إسرائيل، ولم تفرض أي عقوبات على المعتدي الذي دمر القنصلية الإيرانية وانتهك القانون الدولي في دمشق، بل يمارس النازيون الإسرائيليون عمليات الدهس والتجريف للأحياء والموتي من البشر في غزة.. سحقا لك أيها الغرب المنافق!