رئيس التحرير
عصام كامل

أنطونيو جوتيريش.. الأمين العام على إنسانيته!

انطونيو جوتيريش، الأمين العام للامم المتحدة، البرتغالى الأصل، الانسان بكل معنى الكلمة، الشجاع الذي يواجه النازية الاسرائيلية، يحملها المسئولية الكاملة عن الإبادة الجماعية الجارية للشعب الفلسطيني الأعزل المظلوم.. 

 

انطونيو جوتيريش رجل يستحق الانحناء احتراما له وتقديرا لانسانيته، ولادراكه أن دبلوماسية المنصب لا تعنى السكوت على دماء أكثر من مائة ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء وشيوخ والعداد مفتوح، ففى كل لحظة يسقط شهداء جدد، وتنهار بيوت علي رؤوس أصحابها بآلة الحرب الاسرائيلية، وفى كل لحظة يموت أطفال من الجوع، نعم الموت من الجوع يحدث في القطاع المنكوب.


انطونيو جوتيريش البالغ من العمر75عاما، هو رئيس وزراء سابق للبرتغال، ومنذ شغل منصبه أمينًا عاما للأمم المتحدة، هو منصب لموظف دولي رفيع المستوى، وهو يفهم أن تعبيرات ممجوجة مثل أشعر بالقلق، أشعر بالاستياء، هى نفاق بحت، لا يجوز ولا يمكن قبوله للرد على مجازر ترتكبها اسرائيل تحت حماية الولايات المتحدة الامريكية.


يجيد جوتيريش الانجليزية والفرنسية ويحفظ آيات قرآنية، استشهد بآيات من القرآن دعما لبعض آرائه، وشخصية بمثل هذا الوعى الإنساني العريض العميق لن تكون أبدًا مطية للسياسة الأمريكية أو الاسرائيلية.


إنه يهاجم اسرائيل رأسا وبقوة وبلا ظلال وبلا تعبيرات تحتمل التأويل، ومن ثم تعتبره اسرائيل عدوها اللدود، وحتى أمس خرج الأحمق وزير خارجيتها يتهم المنظمة الدولية في عهد أنطونيو جوتيريش بمعاداة اسرائيل.


باعتراف اليهودي وزير خارجية إسرائيل الثاني انطوني بلينكن فإن الدولة اليهودية فى عزلة تامة عن العالم، ولو اجتاحت رفح فإن العالم كله سوف يدير ظهره لها..

إنسانية انطونيو جوتيريش

يعرف انطونيو جوتيريش أن القاتل الحقيقي للشعب الفلسطيني هو القرار السياسي الأمريكي، لأن السلاح بيد الجندي الاسرائيلي هو سلاح منحته أمريكا لاسرائيل، التى تنفذ الأجندة الأمريكية لاخضاع المنطقة للمشروع الصهيوني.. 


لا يكترث انطونيو جوتيريش بتهديدات الخارجية الاسرائيلية، وهو إذ يعبر عن جوهر آرائه بحرية وشجاعة، لا تهمه الإدارة الأمريكية، بل يهمه في المقام الأول أنه انسان يتمتع بضمير وأنه لا يريد أن يفقد روحه وانسانيته بسكوته على الدم البرئ الطاهر المراق يوميا بأيد نجسة قاتلة.


على أبواب رفح المصرية وقف انطونيو جوتيريش ومعه وزير الصحة المصرية دكتور خالد عبد الغفار، يناشد الانسانية مناصرة الحق، ويدعو إسرائيل إلى فتح المعابر ووقف النار فورا وتوصيل الماء والطعام والدواء والكساء لمليون وثلاثمائة ألف إنسان.. 


فعلها من قبل في بداية المذابح ووقف فى نفس المكان، علي أبواب رفح المصرية، ولم ترتدع إسرائيل، ولن تتراجع لآن النفاق الأمريكي يحميها، ويشجعها. وحين إتهمت إسرائيل مصر بغلق معبر رفح لم يتردد في إعلان الحقيقة والدفاع عن مصر وأنها أبدا لم تغلق المعبر.


إن أحدًا في هذا العالم لا يصدق الموقف الأمريكي، وكما كان انطونيو جوتيريش ولا يزال شجاعا، فإن شجاعة المندوب الروسي في مجلس الأمن أمس كانت ملفتة للأنظار فقد وصف مشروع القرار الامريكي المقدم للمجلس للموافقة عليه بأنه يعكس نفاق إدارة بايدن، وأنه مشروع قرار يعني ضمنيا الضوء الاخضر للهجوم علي رفح علي أن يكون قتل المدنيين بنسبة أقل!

 


حين يتوافق ضمير المسئول الكبير مع لسانه في قول الحق، فإنه يكسب انسانيته، واحترام الناس، ونحن نحيي هذا الموقف النزيه الشريف لرجل إختار العدل على الظلم والحقيقة على الكذب، والاحترام علي المنصب.. كل التحية ل انطونيو جوتيريش برتغالي الجنسية، عالمى الانسانية.

الجريدة الرسمية