طفل من السماء!
ترقرقت الدموع بأعيننا أمس، في احتفالية الدولة للسنة الخامسة، بأصحاب القدرات الخاصة، أو ذوي الهمم، أو الـ"قادرون باختلاف"، كما صارت التسمية الحالية لهم، وتابع الناس التأثر البالغ لرئيس الجمهورية، إذ يحتضنهم، إذ يفرح لمواهبهم، إذ يعتبرهم بركة الوطن، ومبعث رضا الله، إذ يتوسل بهم عند الله يوم الحساب، ولقد طلب من طفلة بديعة الذكاء طليقة اللسان أن تطلب من الله يوم القيامة أن يأتي إليها، حيث هي في الجنة، بعبد الفتاح السيسي.
من الحق أن نقول أن أصحاب القدرات الخاصة لم يلقوا في أى عهد من العهود، ناصر، أو السادات أو مبارك، رحمهم الله جميعا، الإهتمام الذي يحظون به حاليا فى عهد الرئيس السيسي، اهتمام ورعاية ومتابعة، بل وحب وشغف وأبوة، ومشاركة لم يبخل بها الرئيس، بل حرص على إرضاء أبنائه وبناته من القادرين باختلاف، بل خصص عشرة مليارات جنيه لصندوق رعايتهم.
لا يعرف قدر المعاناة التى تنشأ عن مولد طفل من أصحاب الهمم، غير من ولد له طفل منهم.
شخصيا، تلقيت التشخيص، كما أتلقى الصدمة، فبكيت طويلا بكاء مريرا، ورحت أكلم ربى، لما يا رب أنا، وكل إخوتي لهم أبناء أسوياء، لما يا رب، لما يا رب.
بعد الصدمة بدأت أستوعب المنحة التى أعطانيها الله، مع الأيام والسنين استوعبت، وعرفت وتأكدت أن الله يمنح من يحب طفلا من أصحاب الهمم، لأن الوالد أو الوالدة من اللينة قلوبهم، وهؤلاء يحبهم الله، وهو قدر منذ الأزل أنهم سيرعون الأمانة في أطفال لا يملكون من الدنيا الإ البراءة والحب والحنان والطهارة، وما أروعها وما أثمنها جميعها.
خفة ظل وابتسامة ملائكية
يحتاج الطفل من أصحاب القدرات الخاصة طاقة هائلة، ومجهودا متواصلا، وتعبا لا ينقطع، وعلاجا وتأهيلا، وتصير الأسرة كلها في حالة طوارئ، ليلا أو نهارا، ثم مع الزمن يهدأ الطفل، وتقل حركته، ويتعامل مع الآخرين بابتسامة ملائكية، أو بإشارات كفيه، أو بصوت لا تكتمل فيه الحروف.
ثم هم منبع البركة في البيت، وفي الوطن، وتخرج الدعوات من قلوبهم نقية صادقة، صاعدة إلى السماء.
ثم فيهم خفة ظل بلا حساب، وشخصيا مرة أخرى استمتع بضحكات إبنى شريف، لأنه يجعلنى أضحك من صميم قلبى، ولما يحاول أن يجرب مكر بعض الأسوياء فإنه يفعل ذلك ليجلب الضحك إلي، فنضحك سويا، وتنتهى الضحكات البريئة الرائعة بأروع نهاية، بالحضن الدافئ والطبطبة الجميلة الرقيقة، كأن ملاكا يحتويك.
وأنت في احتضانك لطفلك هذا فكأنما تحتضن النعمة العظيمة التى خصك الله سبحانه بها، ليكون لك عند الله شهيدا على رعايتك له، وحبك له، وأبوتك وأمومتك له.
أصحاب الههم، هم أصحاب الجنات بإذن الله.. سبقونا إليها وهم بعد فوق الأرض معنا.. فلا تنسوا هذه المفارقة.. أكرموهم ولا تتخلوا عنهم.. أعرف قساة غلاظا تخلوا عنهم!