علمتني أمي
يحتاج الرجل إلى الكثير من الوقت بعد ميلاد طفله الأول حتى تبدأ مشاعر الأبوة تنبت في صدره، أما الأنثى فتُولد أما، لا تحتاج إلى اكتساب تلك المشاعر، فالأمومة غريزة، لا ترتبط بالإنجاب، وكم من أم لم تضع طفلا..
رسائل قصيرة
طرقات المطر على نافذتي تذكرني بدعوات أمي.. السماء تحيي ذكراها دوما.
كانت أمي تطعمني العسل فتشعر بالسكر في فمها.
حين رحلت أمي أخذت معها دفء العالم كله.
حتى بعد رحيلها، تزورني أمي في منامي، فتُخرجني من حزني وتغمرني بالفرح.
يد أمي وحدها كان يمكنها تحسس موضع الألم في روحي
علمني أبي كيف آخذ حقي وعلمتني أمي كيف أعفو.
كلما تذكرت أمي تفوح رائحة عطر أظنها مستخلصة من زهرة تنبت في الجنة.
كبرت يا أمي.. فقط حين رحلتي.
لو كان لأجسادنا مركز صيانة.. سيكون حضن الأم.
من تتحمل آلام الحمل والولادة بكل حب يمكنها صنع المعجزات فلا تراهن على حب القوة بل قوة الحب.
الأم، تغزل من آلامها نسيج الفرح تستر به أوجاع أبنائها..
إن لم تكن الأم سعيدة فالبيت كله تعس.
دوما هنا
الأم لا تموت، هي فقط تمنح جسدها للأرض، وترتفع بروحها إلى السماء.. لكنها دوما هنا، هي اليد الخفية التي تربت على كتفك حين تشعر بالوحدة، وهي الحضن الذي يحتويك حين تضيق بك الدنيا.
قلب جديد
تستطيع الأم أن ترمم قلب ابنتها المتضرر، أو تصنع من حطامه قلبا لامعا كالجديد تماما، ثم تعيده إلى صدرها، لتحيا من جديد.. الأم وحدها يمكنها أن ترتق الانكسارات والخيبات وتحول الندوب إلى وشوم جميلة، كما أن حضنها هو مركز الصيانة الوحيد المعتمد، والذي تصهر فيه أطلال الابنة لتشكل منها فتاة أخرى يانعة بطعم الزهور والريحان، ثم تطلقها مجددا في الحياة كالسمكة الصغيرة، التي يجرفها المد إلى الشاطئ، فيحملها طفل صغير على كفه ويعيدها إلى البحر
