حب إلهام شاهين أو اكرهها.. أنت حر
كلنا يعرف قصة الدبة التي قتلت صاحبها، تلك التي رأت على وجهه ذبابة وهو نائم، فأرادت أن تبعدها عنه، فضربتها بحجر، فطارت الذبابة واستقر الحجر في مخيخ صديق الدبة، قبل أن ترتقي روحه إلى بارئها. طبعا، كانت نوايا الدبة سليمة، لكنها كانت غبية في تصرفها، لهذا يدعو الداعي الواعي «اللهم اكفني شرّ أصدقائي أمّا أعدائي فأنا كفيل بهم».. وكذلك يقول القائل والناقل «عدو عاقل خير من صديق أحمق».. ولما «مالقوش في الورد عيب قالوله يا أحمق الخدين»..
هذا ما يحدث بالميللي مع من يهاجمون موضوع مسلسل بطلوع الروح وصناعه، خصوصا الفنانة إلهام شاهين.. وبغض النظر عن رأيي الشخصي في موهبة إلهام شاهين وأحمد السعدني ومنة شلبي وباقي فريق العمل، فأنا هنا أتحدث عن هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم على إنهم حراس الدين والعقيدة، وبالمناسبة قد يكون بعضهم –أو كلهم حتى– أصحاب نوايا سلمية، ويغارون حقا على دينهم، لكني أود أن أذكرهم بأمر..
لكن قبل أن أذكرهم ونفسي بذلك الأمر المعتمل في نفسي.. أود الإشارة إلى أن هذه السطور لا تعني إنني معجب بالمسلسل أو لا.. فليس هذا نقد فني، بقدر ما هو إشارة وتذكير.. أما الإشارة، فهي أن المسلسل يتحدث عن داعش وغيرها من الجماعات المتشددة، التي تستبيح قتل الأبرياء، بدعوى تطبيق شرع الله.. والشرع والدين منهم براء..
وأما التذكير، فهو أننا بالفعل قد عاصرنا –ولا زلنا– نرى ونسمع ما فعله هؤلاء المجرمين من فظائع في العراق وسوريا وحتى في مصر ولو بصورة أقل بكثير والحمدلله. إذا، فمسلسل بطلوع الروح لا يتناول الإسلام بشيء، لكنه يركز على الجماعات المتشددة الإرهابية، التي تقتل وتنهب باسم الدين، وهم لا علاقة لهم بالدين تحت أي مسمى..
وعليه، فإنه من الطبيعي أن يُظهر هذا العمل تنظيم داعش وغيره بالصورة التي تليق وجرائمهم، التي شاهدها العالم، بل واستغلها أعداء الإسلام في الهجوم عليه، وتصويره على إنه دين دموي يحض على الكراهية والقتل بغير الحق والظلم والفساد!
أما أنت عزيزي المشاهد فإذا كنت ترى في مسلسل بطلوع الروح تشوية للدين، لأنك تكره إلهام شاهين أو غيرها، فذلك يعني أنك تقر وتعتقد وتؤمن بأن داعش وغيرها مرادفا للإسلام! وإذا كان ذلك صحيحا، فمبروك عليك يا صديقي.. فأنت تروج للفكرة ذاتها التي يحلو لكارهي الإسلام ترويجها عن دين الله.. هؤلاء الذين ينكرون سماحته، ويقولون عليه ما ليس فيه..
عزيزي المشاهد، حب إلهام شاهين أو اكرهها، فأنت حر.. لكن عليك أن تكون واعيا بالقضية التي تدافع عنها.. واعيا بما تعتقد وتقول.. لا تهاجم وتثور بينما عقلك في إجازة وضع.. وإذا كنت ترى أن تصوير داعش بهذه الصورة هو تشويه للدين.. فأنت دبة قتلت صاحبها من أجل هش الذبابة عن وجهه.. لكن الحمدلله أن للدين رب يحميه..