لم يشهد التاريخ البشري ولن يشهد إنسانا يحمل معاني الإنسانية كاملة بكل ما فيها من قيم إنسانية نبيلة ومكارم أخلاق وفضائل ومحاسن واحدا كرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم..
ورد ذكر القلب في القرآن الكريم خمس وعشرين مرة تحمل عدة أوصاف له بحسب حال صاحبه. منها القلب المطبوع عليه من الله والمحجوب عن ربه تعالى وهو قلب أهل الجدل بغير علم وبغير فهم وإذن من الله عز وجل..
الإنسان صاحب أعظم مملكة في الكون وأعلى مظهر لإبداع الخالق سبحانه وتعالى في عالم الخلق، وهو عبارة عن صورة مصغرة جامعة لجميع عوالم الخلق، وفيه انطوى العالم الأكبر..
من الحقائق المؤكدة أنه لا يقع في ملك الله تعالى إلا ما إراده الله، وأن الكون بكل ما فيه في قبضته عز وجل، وأنه لا حركة لمتحرك ولا سكنة لساكن إلا بعلمه وبقدره وتقديره سبحانه وتعالى، وهو الفعال لما يريد..
ومن المعلوم أن الخلائق كلها معوزة وفقيرة إليه سبحانه. هنا سؤال يطرح نفسه وهو ماذا وراء خلق الخلق؟. ولماذا خلقنا الله تعالى ؟. الإجابة نجدها في المراد الإلهي الأول الذي أعلنه الحق عز وجل..
هي كريمة الدارين وسيدة أهل العلم وسليلة آل بيت النبوة الأطهار، فهي ابنة سيدي حسن الأنور بن سيدي زيد الأبلج، ابن سيدنا الإمام الحسن بن علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه..
سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ذلك الصحابي الجليل الذي دلل على صدقه في محبته لله تعالى والرسول الكريم بجمع ماله كله ووضعه بين يدي رسول الله وإعداد الرواحل..
هم أهل الإجتباء والأصطفاء الذين شرفهم عز وجل بمحبته وخصهم بقربه.. نظر إليهم تعالى بعين عنايته وحينما إذن لهم بالظهور رزقهم أنوار هدايته وأتم عليهم الفضل فتولاهم بولايته..
الإيمان كما عرفه النبي الكريم صلى الله على حضرته وعلى آله وسلم هو ما وقر في القلب وصدقه العمل أي ما سكن واستقر في القلب..
التقوى كما عرفها الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، هي العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل والاإستعداد ليوم الرحيل.. وأولياء الله هم الذين توالت أعمالهم على الموافقة..
العناية الإلهية بأهل الولاية قديمة أزليه حيث إجتبى الحق سبحانه وتعالى أرواح أهل محبته وولايته وجعل منها الولاية الوهبية والولاية الكسبية..
في هذه الأيام المباركة الكريمة الفرصة سانحة للرجوع إلى الله تعالى والصلح معه ويتأتى ذلك بالإقرار والاعتذار له تعالى، الإقرار بعظيم فضله ونعمه وصبره علينا..
أهل الإيمان والتقوي هم الذين لا يتطلعون إلى الأجر والثواب ولا إلى الجنة والتنعيم ولا يعبدون الله خوفا من النار والعذاب وإنما عبدوه تعالى حبا لذاته سبحانه.
غاب عنهم أننا أمة التوحيد وفينا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله لا أخشى عليكم من أن تشركوا بالله من بعدي ولكن أخشى ما أخشاه عليكم إذا فتحت عليكم الدنيا وتنافستموها وفتنة النساء .
فمن المعلوم أن ما من ظاهر إلا وله باطن يقول تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .