أفكار مريضة وأضاليل مغرضة
كثير من الناس تأثروا بالفكر المتشدد وخاصة الشباب وهو فكر مغرض هدام. الغاية منه شق صف الأمة وإحداث الفتن بين المسلمين والإيقاع بينهم والتقليل من شأن الرسول الكريم صلى الله على حضرته وآله وتقديمه على أنه مجرد -عفوا ومعذرة يا سيدي يا رسول الله- حامل رسالة وبلغها، وأن دوره قد انتهى. وكذلك التقليل من شأن أولياء الله تعالى واتهام محبيهم بالشرك..
هذا بالإضافة إلى تفريغ منهج الإسلام من جوهره والجانب الروحي فيه وإيقافه عند الشكل والرسم وليس المضمون والفحوى.. وتحت شعار التوحيد الخالص بثوا في نفوس الجهلاء والنفوس المريضة بُغض الأولياء وعداوة الصالحين وصوروهم على إنهم أندادا لله تعالى وفي ذلك إفتراء وكذب وتضليل.
هذا ولعدم معرفة العامة وعدم الفهم للآيات القرآنية وجهل العامة بأسباب التنزيل أخذوا بتأويلهم الخاطئ المغرض، ونسبوا آيات نزلت في حق المشركين وعبدة الأصنام والنجوم والكواكب وغيرها من المخلوقات. نسبوها لمحبين آل بيت النبوة الاطهار والصالحين وأهل مودتهم وصوروهم على أنهم أندادا لله تعالى وإتهموهم ظلما وبهتانا بالشرك والضلال وعبادة غير الله تعالى..
وغاب عنهم أننا أمة التوحيد وفينا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله "لا أخشى عليكم من أن تشركوا بالله من بعدي ولكن أخشى ما أخشاه عليكم إذا فتحت عليكم الدنيا وتنافستموها وفتنة النساء". ونحن من فضل الله تعالى علينا نؤمن بالله تعالى وحده ولا نشرك به شيئا ونعتقد في وجوده سبحانه وتعالى ووحدانيته سبحانه..
وأنه لا ند له ولا شبيه له ولا شريك معه وأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأنه تبارك في علاه ليس كمثله شئ وهو تعالى الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا والمنزه عن الوصف والتشبيه. ونؤمن أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه وحبيبه.
ونعتقد أن كل ما سوى الله تعالى خلق وعبيد لله وأنه لا يملك أحدا من جميع خلق الله تعالى جلب نفع لنفسه أو لغيره بنفسه. وإنما النفع والضر بيد الله وحده عز وجل، وأن الله يجريه على يد عباده الصالحين إكراما لهم وإظهارا لفضلهم ومنزلتهم عند ربهم عز وجل ولكرامتهم عليه سبحانه وتعالى.
ومعلوم أنهم رضي الله عنهم قد أخلصوا في عبوديتهم لله عز وجل وأنهم أهل ذل وإفتقار وعجز وأنكسار لله تعالى الواحد الأحد القهار. وأنهم تجردوا من حولهم وتبرؤوا من قوتهم وتحققوا بحقيقة قوله "لا حول ولا قوة إلا بالله"..
حب أولياء الله الصالحين والتبرك بهم
هذا ومن المعلوم أيضا أن العبد لا تكمل عبوديته لله تعالى إلا إذا أقبل على الله تعالى بدفع الحب الخالص له سبحانه وبإخلاص النية والصدق في العبودية وإسقاط الإختيار والتدبير لله تعالى.. يا سادة حمى الله تعالى المحبين وبرأهم من الشرك والضلال.
هذا ومن المعلوم أن أولياء الله تعالى قد كرمهم الله تعالى بأن نسبهم إليه سبحانه حيث يقول عز وجل "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"، وهم الذين أمنهم الله وطمئن قلوبهم وزف لهم البشرى في الدنيا والآخرة حيث يقول سبحانه "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
من هنا ولأجل ذلك نحب أولياء الله تعالى وعباده الصالحين ونتبرك بهم لصلاحهم وتقواهم وقربهم من ربهم عز وجل ولا نتأخذهم أندادا والعياذ بالله من دون الله. هذا وقد أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله بحبهم ومودتهم حيث يقول سبحانه "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ".
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي".. وقوله "أحب الله من أحب حسينا".. هذا وكما أن للإسلام أركان يقام ويبنى عليها وهي الأركان الخمس المعلومة لدى الجميع. كذلك للإيمان أركان يقام عليها قد يجهلها البعض من المسلمين. والتي منها “محبة الله تعالى ورسوله” لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما".
وقوله "لا يؤمن أحدكم حتى يكن الله ورسوله أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". ومن أركان الإيمان أيضا “حب أهل بيت النبوة الأطهار” لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وعترتي أحب إليه من عترته وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحب إليه من ذاته".
ومن هنا ولأجل ذلك نحن نحب أهل البيت الأطهار وعباد الله الصالحين ونودهم وندعوا الله تعالى ببركتهم. ونؤمن بأنهم عباد الله تعالى وخلقه وأنهم ليسوا بأنداد له سبحانه وتعالى كما يتهمنا البعض ممن وضعوا آيات الله تعالى في غير موضعها وممن لم يدرسوا علم أسباب التنزيل الخاصة بآيات الله تعالى. وممن إنقادوا خلف الفكر المتشدد المغرض الهدام.. وفي الختام.. الله الله الله لا نعبد سواه ولا عين تراه..