مصر بلد ملئ بالخيرات ويتمتع شعبها بالشهامة والمروءة في المواقف الصعبة حتى إن كانت هناك ملاحظات على أخلاقيات البعض..
إن ما نعانيه اليوم هو من نتاج رواسب حقبة طويلة فجرتها أحداث الوجه الأخلاقي المظلم لبعض الناس! بالتأكيد هي إنعكاس لغياب دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والثقافية والدينية..
إذا كانت مصر في حاجة إلى كوادر بشرية تصلح لعصر المعرفة والتكنولوجيا عبر تغيير جذري لنظمها التعليمية والبحثية فأنها في حاجة إلى ثورة في الأخلاق والسلوك وطرائق التفكير ونمط الغذاء..
هل يعقل مثلاً أن يخرج أهالي قرية في الدقهلية في تظاهرة جماهيرية ويعتدون على مدرسة شابة لأنها منعت أولادهم التلاميذ من الغش..
نحن على يقين أن الجيل الفاسد لن يورث إلا جيل فاسد أخر ولذا لابد أن نبدأ العمل مبكراً وجدياً في الحد من هذا الفساد ومواجهته خصوصاً أننا نعلم أسبابه ونتائجه الخطيرة على أي مجتمع..
كل شخص في أمر العقيدة مسئول عن نفسه فقط ولا شأن له بغيره.. ثانيا الحساب في المسألة الإيمانية من إختصاص رب العزة سبحانه وحده.. ليس لمخلوق مهما بلغ أن يتدخل فيها..
حسناً فعل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية برده الحاسم على فيلم أصحاب ولا أعز الذي أثار ضجة بما قدمه من خروج على القيم والتقاليد، وهو بهذا ليس إبداعاً ولا فناً بل دعوة ماجنة للهدم..
قال ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر أن رسالة الفنون استنهاض قيم الجمال والخير في نفوسنا، والارتقاء بمشاعرنا وإسعاد قلوبنا وإرشاد أفكارنا
علت في الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الصحف وشاشات الفضائيات لغة سباب وتشاحن تذرع أصحابها بالثورة على الفساد والرغبة في التغيير..
شخصية البشر عموما، يلبسون قناعا اجتماعيا ولكن هناك أشياء كثيرة يخفونها وراء هذا القناع، ونحن كبشر نحرص على أن يكون القناع الإجتماعي متماشيا مع العادات والتقاليد والأخلاق..
الفن سلاح ذو حدين إما أن يكون نافعا يعمل على إحياء الاخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، وإما ان يكون هدام للقيم والأخلاق، فكما أن للفن جماله ونبله له خطره إذا خرج عن الجادة والصواب..
في مصر تحولت مناقشة الظاهرة إلي مسرحية شهيرة وفيلم سينمائي عرضا قبيل منتصف السبعينيات وكلاهما كتبه علي سالم الشهير بالتطبيع مع العدو! وقتها ضحك الناس وإعتبروا العملين نموذجا في الكوميديا..
نحتاج أن نعرف لماذا تطلب أم من هيئة محكمة الجنايات التنازل عن الدعوى المدنية، في قضية قتل عمد، إذ أحرق الأخ أخته، وأحرق شقة عرسها المجهزة، بسبب أن الأب كتب لأخته الشقة دون علم المتهم..
قبل يومين ألقى القبض على محمد الأمين رجل الأعمال بتهمة الاتجار بالبشر. مما يعنى عرض اشخاص طبيعيين للبيع أو الشراء، ثم مع بيان النيابة، وهو الأدق، تبين أن الاتهامات الموجهة للامين هتك العرض..
لو صحت الاتهامات او حتي لم تصح سنكون وسيكون المجتمع كله أمام ضحايا ظلمتهم الدنيا مرتين.. مرة عندما ألقت بهم ظروفهم في دار للأيتام.. ومرة عندما وقعوا تحت نفوذ طاغ لا ولم يرحم..