السعادة كل السعادة في مكارم الأخلاق.. فإذا ساءت الأخلاق فسدت القيم وضعفت العزائم وكثرت الجرائم.. ولا مناص والحال هكذا أن تتمسك المجتمعات بضرورة مراجعة الذات والوقوف مع النفس لتعديل الأخطاء..
فلماذا غابت عنا هذه أخلاق نبينا ولماذا غفلنا عن سيرته العطرة ولم نتأسى به في حسن المعاملة؟.. ولماذا نرى في المساجد شيئاً وفي الأسواق والمعاملات شيئاً مغايراً تماماً؟
ترسبت في النفوس عبر سنوات طويلة من الفساد والتجريف مجموعة قيم سلبية خلقية رديئة وهو ما نشهده يومياً في معاملات يسودها غش ونفاق ومراوغة وانتهازية وأنانية..
ما أحوجنا في هذه الأيام التي طال فيها البلاء وساءت فيها الأخلاق وكثرت الحروب والصراعات والأوبئة أن نستلهم أخلاق النبي الكريم؛ فقد كان قرآناً يمشي على الأرض..
سيرى من يخطب فينا كل يوم أن الأمر بيده وأن الجنة بين كفيه وأن النار بإشارة منه.. سيرى أن القابضين على الأمر إنما تصوروا أنهم منزلون من السماء وأنهم منزهون عن الخطأ..
استعارة بعض المشاهد في الأفلام القديمة أو ترديد بعض الأقوال المأثورة لن يؤثر بعمق في النسق الاخلاقى للمجتمع الذى نريد إعادة صياغته مجددا ليقوم على مجموعة القيم الإيجابية..
جوهر الإصلاح ينبغي أن يبدأ بإصلاح النفس والوجدان والأخلاق وتربية صحيحة للضمير.. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت, ولا خير في علم يخلو صاحبه من مكارم الخلق..
مافيش حاجه بتفضل على حالها.. كل شئ يتبدل.. حتى الأخلاق والأذواق ورائحة الأطعمة لم تعد كما كانت والسبب غير معروف.. وسيظل غير معروف طالما ظل كل منا يرى أنه على صواب وباقى خلق الله مش عايزين يسيبوه فى حاله. مناخوليا اجتماعية أخلاقية رياضية فنية إعلامية سوشيلية فيسبوكية تويترية يوتيوبية تتجسد أكثر ما
فى دمنهور مثلا, مدينتى الإقليمية , أعرف أحد المتنطعين الذين لا يجد فرصة للخروج من عباءة الدين إلا وإعتنقها, ويجاهر بكل بذاءة يمكن إقترافها حتى يجد الثناء من غير المؤمنين بالأديان..
ألسنا كلنا مطالبين بغرس التسامح في نفوس صغارنا في البيت والمدرسة والجامعة ودور العبادة والأندية وغيرها من التجمعات والمؤسسات المعنية بصناعة الفكر والضمير والوجدان؟!
تعلمنا ان الرياضة تدفع إلى السمو وتعلم الذوق الرفيع ويكفى الجملة الشهيرة التي يقولها المنتصر أقصد الفائز للمغلوب وليس المهزوم: هارد لك ويقول المغلوب للفائز: مبروك وجود لك.
عندما أطلِقت على الوزارة القائمة على التعليم وزارة التربية والتعليم، لم يطلق هذا الإسم بهذا الترتيب عبثاً، ولكن لأهمية التربية التي تعد أساس الأخلاق الرفيعة، فلا تعليم دون تربية..
علاج المجتمع يحتاج سنوات كي يستعيد عافيته النفسية والأخلاقية. لابد أن نواجه أنفسنا بصراحة، نعترف مع كل فجور في القتل أو السفه الاجتماعي، أن الناس مريضة..
لاننى من أنصار نظرية المؤامرة أقف في خندق من يرى إن كل ما يحدث في بلادنا على وجه الخصوص مقصود، ومخطط له بعناية ودقة ضمن سيناريوهات متعددة حتى يحدث الإنهيار من الداخل ليسهل التحكم
مشكلتنا الحقيقية سواء في الإعلام أو الأندية أو مع الجمهور أننا نزعم قيادة أجيال وأننا على مبدأ الروح الرياضية لكننا وعند أقرب خسارة لا يستطيع أحد أن يلجم لسانه.. وتلك آفتنا.