هذا المسلك الحميد.. من شأنه أن يشعر الناس بتحمل هذه الفئات للمسئولية الأخلاقية تجاه وطنهم.. وتجاه شعبهم.. وسيشعر الكثير بواجباتهم في هذه اللحظة التي نعيشها!
فضائل الأعمال لا يقوم بها إلا القليل من البشر، لذا تجد الكثير منا ناصحاً، متكئاً على مقاعد الوعاظ، وينسى قوله تعالى أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
سامح الصريطي.. الفنان الكبير.. الذي نال قبل أيام أرفع وأهم تكريم يمكن أن يحصل عليه فنان.. لم يكن التكريم من مهرجان للسينما ولا من جمعية للنقاد والكتاب.. بل جاء التكريم من مجمع اللغة العربية
وأنظر إلى ما آل إليه حال الإسلام والمسلمين في هذا الزمان الغريب والعجيب الملئ بالفتن والضلالات والبدع والمنكرات والذي ضاعت فيه القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق والمكارم والفضائل..
الغش سلوك لا أخلاقي ينطوي على سوء نية أو جهل عظيم، وينم عن شخصية غير سوية وغير ناضجة تتصف بالجبن والقلق والعجز والسلبية والتواكل، وهي فوق ذلك كله لا تأبه بالحلال أو الحرام..
يعيش شباب اليوم في سماوات مفتوحة ومعلومات تتدفق عليهم بلا حساب، ووسائط اتصال فائقة التطور تغرقهم بما لذ وطاب وبما يغوي ويفسد من دعوات ومشاهد إباحية تحول بينهم وبين القدوة الحسنة..
مجتمع الأخلاق هو مجتمع سعيد؛ وتظهر روعة الأخلاق فيما اشتملت عليه من توفيق عجيب بين المطالب المختلفة للفرد من جهة؛ والجماعة من جهة أخرى..
كيف يكون التعايش آمناً بين البشر لولا وجود ضمير حي يتحلى بالرحمة والصدق.. وكيف يكون التعامل بين الناس في العمل لولا وجود فضيلة الإخلاص والأمانة ..
رأيي أن بداية الإصلاح من إعادة تنوير العقل، وشحذه بالأفكار السليمة وإطلاقه على طريق التفكير السليم للحكم على الأمور بصورة موضوعية متوازنة..
السعادة كل السعادة في مكارم الأخلاق.. فإذا ساءت الأخلاق فسدت القيم وضعفت العزائم وكثرت الجرائم.. ولا مناص والحال هكذا أن تتمسك المجتمعات بضرورة مراجعة الذات والوقوف مع النفس لتعديل الأخطاء..
فلماذا غابت عنا هذه أخلاق نبينا ولماذا غفلنا عن سيرته العطرة ولم نتأسى به في حسن المعاملة؟.. ولماذا نرى في المساجد شيئاً وفي الأسواق والمعاملات شيئاً مغايراً تماماً؟
ترسبت في النفوس عبر سنوات طويلة من الفساد والتجريف مجموعة قيم سلبية خلقية رديئة وهو ما نشهده يومياً في معاملات يسودها غش ونفاق ومراوغة وانتهازية وأنانية..
ما أحوجنا في هذه الأيام التي طال فيها البلاء وساءت فيها الأخلاق وكثرت الحروب والصراعات والأوبئة أن نستلهم أخلاق النبي الكريم؛ فقد كان قرآناً يمشي على الأرض..
سيرى من يخطب فينا كل يوم أن الأمر بيده وأن الجنة بين كفيه وأن النار بإشارة منه.. سيرى أن القابضين على الأمر إنما تصوروا أنهم منزلون من السماء وأنهم منزهون عن الخطأ..
استعارة بعض المشاهد في الأفلام القديمة أو ترديد بعض الأقوال المأثورة لن يؤثر بعمق في النسق الاخلاقى للمجتمع الذى نريد إعادة صياغته مجددا ليقوم على مجموعة القيم الإيجابية..