التجديد الذي طال انتظاره.. والقدوة المفقودة!
ألا تستدعي ظروفنا اليوم أكثر من أي وقت مضى سرعة تجديد خطابنا الثقافي والفني والغنائي والأخلاقي وكذلك الفكر الديني ، وتطوير الرسالة الإعلامية لمجابهة كل أنواع الفساد والإرهاب والخطاب المتطرف والإهمال حتى لا ندفع فاتورة باهظة من مقدراتنا ومستقبل أجيالنا القادمة.. هل يعقل مثلًا أن يخرج أهالي قرية في الدقهلية في تظاهرة جماهيرية ويعتدون على مدرسة شابة لأنها منعت أولادهم التلاميذ من الغش..
بالله عليكم كيف نطور تعليمنا بهذا الشكل ونخرج أجيالا غير فاسدة أخلاقيا تستطيع التعامل مع مقتضيات العصر الحديث.. وليت الأمر توقف عند هذا الحد المذري بل زاد الطين بلة ما فعله مذيع باستضافة شخص يدعى إنه باحث في الدين ليهاجم الأزهر وشيخه لأنه قال كلمته في موضوع ضرب الأزواج لزوجاتهم.
يا سادة نريد مع الجمهورية الجديدة أمة واعية من الأصحاء نفسيًا وروحيًا وبدنيًا وعقليًا.. نريد قدوة حسنة لشبابنا الذين باتت أخلاقهم في خطر عظيم.. ولن يتحقق ذلك إلا إذا عادت الأسرة والمدرسة والجامع والكنيسة وإعلامنا ومؤسسات الفكر والوجدان والعقل إلى قوتها وتناغمها في صناعة وعي حقيقي عبر كوادر واعية تملك ضميرًا مهنيًا وحسًا وطنيًا وتأهيلًا علميًا راقيًا مواكبًا للعصر.. حتى تصب المنظومة كلها لتكون داعمة للدولة في تحدياتها ومعاركها في البناء ومجابهة الإرهاب والفساد.. وظني أن الإصلاح ليس مستحيلًا إذا توافرت الإرادة وتم إختيار قادة العمل على أعلى كفاءة وخبرة.