رسالة الأزهر: ليس إبداع بل دعوة للهدم!
الفن إن لم يغير الواقع السيئ للأفضل فإنه جريمة مكتملة الأركان وانحدار يستهدف الدولة في أعز ما تملك.. شبابها وأطفالها وقادة مستقبلها. وحسنًا فعل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية برده الحاسم على فيلم أصحاب ولا أعز الذي أثار ضجة هائلة بما قدمه من خروج على القيم والتقاليد والثوابت، وهو بهذا ليس إبداعًا ولا فنًا بل دعوة ماجنة للهدم وتخريب الأخلاق وإغراق المجتمع في بحر الرذائل.. ما قاله مركز الأزهر درس لكل خارج ومتجاوز وكل متشدق بحرية الإبداع وهو يحمل معول هدم وخنجرًا مسمومًا يغرسه في خاصرة المجتمع..
يقول مركز الأزهر: "إن الضَّمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المُستنير الواعي الذي يبني الأُمم، ويُحسِّن الأخلاق، ويُحقِّق أمن واستقرار المُجتمعات".. مضيفًا أن التَّمرُّد على الفَضيلة، والتَّنكر لقيم المُجتمع السَّويَّة بمخطَّطات وحملات مُمنهجة ليست حُرّيَّة، أو تحرّرًا، أو إبداعًا، بل هو إفسادٌ وإِضعَاف للمُجتمعات، وغَمْسٌ لها في أوحال الرَّذيلة، مؤكدًا أن المُشاركة في إشاعة الفواحش وتهوينها في عيون النَّاس خطيئة تنشر المُوبقات والجرائم، وتهدِّد قِيم المُجتمع وأمنه واستقراره.. كما أن تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع وانضباطه وسَلامه".
الإعلام وبناء الوعي
أشار بيان الأزهر إلى أن "النَّماذج السَّيئة في المُجتمعات لا يُحتفَى بها، ولا يُتعاطف مع خطئها، بل تُبغَّض أفعالها، ويُحذَّر النَّاس منها.. كما أن صناعة القُدوات الصَّالحة المُلهِمة، وتسليط الضَّوء على النَّماذج الإيجابية المُشرِّفة من أهم أدوار الإعلام الرَّفيعة في بناء وعي الأمم، وتحسين أخلاق الشَّباب، وانحسار الجرائم، وتشويهُ معنى القدوة ينشر الانحلال الخُلقي، ويُزيّف الوعي، ويُفسد الفِطرة".
ثم جاءت الرسالة الأهم في البيان لتؤكد أن البذاءة اللفظية لا جرأة فيها أو شجاعة، بل هي صفة دنيئة، مُخالفة للفطرة، ومُنافية للآداب الشَّرعية والذَّوق العام.. كما أن الخيانة الزَّوجية -بكل صُورها- جريمة لا مبرر لها مُطلقًا، بل تبريرها جريمة كذلك، مشيرا إلى أن العلاقة غير الشَّرعية بين الرجل والمرأة زنا مُحرّم من كبائر الذُّنوب، ومحاولة تحسينها وتطبيعها إهدار للحقوق، وهدم للمُجتمعات، ومخالفة صارخة لتعاليم الإسلام.. كما أن الشُّذوذ الجِنسي فاحشةٌ مُنكرَة، وانحلالٌ أخلاقي بغيض، ومخالفةٌ لتعاليم الأديان، وانتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وجريمة تطبيعه والتَّرويج له مَسْخٌ لهُوِيَّتنا، وعبثٌ بأمن مُجتمعاتنا، وهدمٌ للمُنظومة القِيمية والاجتماعية ومُؤسَّسة الأسرة..
إن تغذية العقول والنفوس بما يسهم في بناء الإنسان ويعزز منظومة القيم ويحافظ على هويتنا العربية والإسلامية هو وجبنا الديني والوطني تجاه أنفسنا وأبنائنا وبناتنا وأمانة سيأسلنا الله عنها يوم القيامة.. وتلك رسالة واضحة حاسمة ينبغي لنا أن نتنبه لها جميعًا بدعم كل فن راقٍ هادف نافع ونرفض ونتصدى لكل فن ساقط إذا تُرك فلسوف يكون معول هدم لوطننا ووحدته وتماسكه.. وسوف يدفع الجميع ثمن التهاون معه غاليًا.. حفظ الله مصر.. حفظ الله الوطن.