أومأ الدكتور فرغلي برأسه، فعلمت أنه فهم ما قلته، ثم أخذته إلى حيث السائل المنسكب على الأرض، فأخذ رشفة واحدة وبدأ جسده ينمو في كف يدي، لكن بمعدل بطيء للغاية، ثم وضعته على الأرض ليواصل..
لم ينته الدكتور فرغلي من كلامه، إلا وسمعنا صرير باب الشقة وكأنه قطار يسير في بحر من الزلط، وراح الباب يقترب منا ليدهسنا، فجذبت الدكتور من قفاه ورحت أجرجره بينما هو لا يعي ما يحدث..
هكذا باتت المملكة، حسب ما يحكي الضفدع الأمير، في حاجة له ليحل محل أبيه القعيد، لكن في ليلة التنصيب حدث ما لم يتوقعه أحد، إذ استولت زوجة الملك الجديدة، بمساعدة والدها الوزير الأول على..
فقدت الأمل في أن يصل صوتي إلى مسامع حسنات، وبدأت أتخيل ذلك السيناريو المخيف الذي ينتظرني، خاصة حينما رايتها تتجه نحو المطبخ، وهناك وضعتني داخل برطمان صلصة فارغ، وأحكمت..
قطعت السحلية فترة الصمت، وطلبت مني أن أركض بقوة للخروج من وراء التسريحة، فسألتها عن مصير سلسلة مفاتيحي، ثم انتبهت إلى أنني قليل الذوق فكيف اسأل عن السلسلة دون أن اهتم لمصيرها هي مع..
ها هي سلسلة مفاتيحي بالفعل تلمع أمامي داخل ذلك التجويف في سرداب الفئران، إذا لا يفصلني عن إنهاء مغامرتي هذه سوى العودة بها إلى غرفة النوم، ثم تناول التركيبة المضادة التي ستعيدنى إلى..
أقسم لي برأس جده فرفور الكبير، بأنه لا يخدعني وأنه فعلا يعرف مكان سلسلة مفاتيحي، التي خضت هذه المغامرة الخطرة من أجلها، وأخبرني أن فأرا كبيرا..
وفجأة، تحول الظلام إلى نور شديد، لا يرى معه شيء.. فقط نور يعمي الأبصار ويحيد الحواس، فلا تعرف ماذا أنت وماذا يحدث! ودون سابق إنذار، توقف طيفي عن الحركة، ووجدتني أقف عاريا بلبوصا كيوم..
ومع أول خطوة داخل الكهف، سمعت بكاء ونحيبا عجيبا يصدر من ذلك الكائن الأعجب، إذ قال لي أبورجل مسلوخة إنه «يخاف من الضلمة» وأخذ يدبدب بقدميه في الأرض، فربت على كتفه كي أجعله يهدأ قليلا..
انطلقت برفقة أبو رجل مسلوخة أو الإله بس، في الطريق نحو أحد الكهوف التي زعم هو أنها ربما تحوي سلسلة مفاتيحي، إذ أن ذلك الكهف يقع في أرض منخفضة، وكل الأشياء التي تسقط خلف التسريحة..
مضيت في طريقي مخلفا ورائي نصف الصرصار، لكني أحسست بأني «عيل ناقص»، فكيف لي أن أترك ذلك المخلوق النبيل وحده، حتى وإن كان ذلك ما أراد هو، فقررت أن أعود لأكون إلى جواره وهو يلفظ أنفاسه..
اقترب مني الصرصار ووضع واحدة من أقدامه على كتفي وكأنه يطبطب علي ليهدئ من روعي، وقال بلغة غريبة لكنني فهمتها، ولا أدري كيف حدث ذلك: «عرفتك أنت بخيت صاحب هذا البيت، أو فلنقل زوج صاحبة البيت»..
وبالفعل حرروني من تلك الخيوط التي قيدوني بها، ثم أطعموني بعضا من فتات الخبز المتساقط خلف التسريحة، ثم رحلت معهم من ذلك القصر الذي كنت محتجزا داخله، وبدأنا رحلة البحث عن سلسلة...
دت مسرعا إلى المنزل بسرعة فهد يفر من كل أجرب، وكلي أمل في أن استعيد سلسلة مفاتيحي التي سقطت خلف التسريحة قبل أن تعود زوجتي حسنات إلى المنزل، وكذلك قبل أن يذهب عم رجب إلى المشرحة..
مجددا، فشلت محاولاتي في استعادة سلسلة المفاتيح من وراء التسريحة، التي لا يمكنني زحزحتها عن مكانها، إذ إنها مصنوعة من الفولاذ ومغروسة في أرضية الشقة، ولا تسألني عن السر في ذلك..