سلسلة ما وراء التسريحة (14)
الأمير الضفدع
شدت حسنات السيفون، فابتلعتني المياه وغصت في المواسير، ولولا نفس الأكسجين الذي شهقته سريعا، لمت غريقا، ومن حسن حظي أن حجمي الضئيل سهل لي الخروج إلى ماسورة الصرف الكبيرة في وقت قياسي، حيث جرفني التيار، وسقطت في بركة عفنة. تنفست بصعوبة، فعادت لي الروح بعدما ظننتها قد فارقت جسدي، ولم يحتاج الأمر لجهد مني، فأنا أطفو على سطح الماء الملغم بالقاذورات، متجها نحو المصب، إذ يبدو أنني في طريقي لمحطة معالجة مياه الصرف.
في نهاية المصب توجد مصفاة بفتحات عملاقة سمحت لي بالمرور، بينما احتجزت الأشياء الأضخم مني مثل القطع المعدنية، لكن بعد قليل وجدت تيار المياه يجرفني إلى مصفاة أخرى بفتحات أصغر حجما، فاحتجزتني وبدأت القاذورات وفضلات الطعام تتراكم حولي، حتى أنها غطت السواد الأعظم مني، ولم يكن هناك مفر فإما أستسلم لمصيري وأموت مختنقا أو أحاول جاهدا الابتعاد عن تلك المنطقة، فرحت أصعد جبل القاذورات المتراكم، وكلما ارتفع تسلقت لأعلى.
على امتداد بصري وجدت ضفدعا يقف على ورقة نبات طافية على سطح الماء، في طريقه نحوي، فانتظرت حتى اقترب ثم قفزت من أعلى قمة جبل القاذورات ليستقر بي الحال إلى جوار الضفدع الذي كان نائما على ما يبدو، قبل أن يفزع حين سقطت على رأسه. أخذ الضفدع يصدر نقيقه بشكل هيستيري، ولأنني منذ بت ضئل الحجم بدأت أفهم لغات الحيوانات والحشرات والطير –إزاي معرفش– رحت استمع جيدا لما يقوله ذلك الكائن الأخضر اللزج.
سلسلة ما وراء التسريحة (13)
فهمت من الضفدع أنه منزعج للغاية من حظه السيء، فقد ترك الأرض والعمران وقرر أن يعيش في بحيرة الصرف الصحي، ومع ذلك فالدنيا لا تتركه في حاله، قاصدا وقوعي على رأسه، فربت على ظهره ممعلشا إياه، وهمست في أذنه.
- سامحني يا أخ ضفدع..
راح الضفدع يحرك عينيه يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن مصدر الصوت، فنزلت من على ظهره إلى جواره حيث يجلس فوق ورقة الشجرة الطافية ، وقبل أن يقفز في الماء خوفا مني ، أقسمت له أنني كائن مسالم لا خوف مني ورحت أدندن له أغنية الست إليسا «متخفش مني أنا اللي زيي يتخاف عليه»، ويبدو أن اللحن الذي غنيته لاقى إعجابه فأغمض عينيه وهو يستمع إلي في سكينة.
فتح الضفدع عينيه، وراح يحكيلي قصته، لكنه قبل ذلك التقط دودة نافقة طافية على سطح المياه، فعزم علي، لكنني شكرته وتقيأت كل ما في معدتي.
- اسمع مني يا بلدينا، هذا الضفدع الحقير الذي أمامك الآن، لم يكن كذلك قبل بضع سنوات، فأنا في الأصل إنسان مثلي مثلك، بل إنني كنت أميرا وسيما أعيش مع أبي ملك ملوك مملكة السحر الأخضر، وفي إحدى الليالي خرجت للصيد ومن سوء حظي أنني صدت أرنبة برية، اتضح في ما بعد أنها ساحرة شريرة، وبالطبع كانت تمتلكُ قوة خارقة، فسخطتني كما ترى، من أمير وسيم إلى ضفدع حقير، ولم تكتف بذلك ألقت بي في غياهب أحد الآبار العميقة بقصر أبي الملك حتى لا تكون هناك فرصة لفك السحر والعودة إلى طبيعتي البشرية..
- حيلك حيلك.. أنت فاكرني كرودية؟!
هكذا صحت في الضفدع الذي ظن أنه من السهل أن يسرح بي، ويخبرني بهذه القصة التي سبق وقرأتها في كتاب وشاهدتها في السينما حين كنت طفلا، ولما أخبرته بذلك أخذ الضفدع يضحك وقال إنه يمزح.
- شوف يا سيدي، صحيح أنا لست بشريا مثلك، أقصد طبعا قبل أن تصبح في حجم عقلة الأصبع، لكنني بالفعل أمير، فنحن أيضا أمم مثلكم ولدينا ممالك..
- على افتراض أنني صدقتك، فماذا حدث وجاء بك إلى هذه البركة الحقيرة لامؤاخذة؟
في جدية جعلتني أميل إلى تصديقه، أخبرني الضفدع بأنه أمير ابن ملك الضفادع الخضراء، وأنه عاش لسنوات وسنوات في عز أبيه وفي حضن أمه الملكة ضفدعة البرمائية، إلى أن تبدل الحال حين أصيبت الملكة بمرض عضال جعلها طريحة الفراش لسنوات، ما دفع أبيه الضفدع الملك إلى أن يتزوج من ضفدعة حسناء ابنة الوزير الأول ضفدوع الهليب، وبعد شهور قليلة أصيب الملك بالشلل ولم يجد الأطباء له علاج.
وهكذا باتت المملكة، حسب ما يحكي الضفدع الأمير، في حاجة له ليحل محل أبيه القعيد، لكن في ليلة التنصيب حدث ما لم يتوقعه أحد، إذ استولت زوجة الملك الجديدة، بمساعدة والدها الوزير الأول على العرش، وادعوا زورا أن الضفدع الأمير هو من تسبب في شلل أبيه حتى يأخذ مكانه.
ولأن الرعية ضعفاء لا يمكنهم أن يجعلوا من الحق قوة، جعلوة من القوة حق، وصدقوا الرواية التي روجتها الملكة الجديدة ووالدها، وزجوا بالضفدع الصغير في السجن، وفي يوم محاكمته تمكن غراب، وهو صديق للملك، من انتشال الأمير بمخالبه والطيران به عاليا في السماء، وأتي به إلى هذه المنطقة ليكون بعيدا عن أعين الخائنين، على أمل أن يتمكن الضفدع الأمير من تكوين جيش من الضفادع المتفرقة في المصارف والبرك فيعود إلى مملكته ويستعيد العرش.
سلسلة ما وراء التسريحة (12)
لا أخفيكم سرا، في كثير من الأوقات كنت أقول في سري أن هذا الضفدع يضحك علي ويخدعني، لكن حين تأملت حالي وكيف أنني إنسان في حجم عقلة الأصبع، تيقنت من أن كل شيء جايز حتى جواز العجايز!
وكما حكى لي، حكيت للضفدع قصتي بالتفصيل، فأظهر تعاطفه معي وأخبرني أننا أصبحنا أصدقاء، ولهذا قرر مساعدتي، وحين سألته كيف سيساعدني، طلب مني أن أصعد ظهره، ولما فعلت راح يقفز قفزات كبيرة من ورقة إلى أخرى، حتى خرجنا من بحيرة الصرف الصحي، ومضينا في طريقنا حتى بقينا على الأسفلت، وبكل جرأة راح الضفدع يعبر الطريق بينما السيارات تكاد تفعصنا، إلى أن توقف عند لافتة بالطريق وطلب مني أن أقرأها لنحدد المكان الذي نوجد به تمهيدا لتحدد وجهتنا، وهي منزلي.
لم نكن بعيدا عن منزلي، فمحطة الصرف هذه توجد بمنطقة الطالبية بفيصل، بينما بيتي في مصر القديمة، لهذا علينا أن نسلك شارع فيصل لنصل إلى الجيزة ثم إلى الملك الصالح إلى بيتي.
أما البيت وقف الضفدع يودعني، حيث عاد إلى محطة الصرف الصحي، وأخذت أنا أتسلق جدران البيت القديم، حتى وصلت إلى الدوي الثالث حيث توجد شقتي، فدخلت من شباك كان مواربا وقفزت لأجد نفسي في الصالة قرب باب الشقة، وقبل أن أخطو خطوة نحو الحمام لأبحث عن التركيبة المضادة التي ستعيدني إلى حجمي الطبيعي، وجدت لوحا ورقيا كبيرا يدفعني للأمام، فأسقطني أرضا.
نهضت لأتفحص ذلك اللوح، فاكتشفت أنه خطاب بريد، فسألت نفسي عن سر ذلك الخطاب إذ أنني لم أتلق مثله منذ عشر سنوات، قبل أن يصبح التراسل الرسمي بين الناس عن طريق البريد الإلكتروني ورسائل الموبايل ومواقع التواصل، فقررت أنا أقرأ اسم الراسل لعلي أفهم شيئا، وكم كان الأمر صعبا، إذ كان علي أن أركض مسافة كبيرة على ظهر الخطاب فحجمي الصغير هذا يجعلني أقرأ الكلمة في مشوار، فالحرف الواحد يحتاج مني أن أتمشى خطوات وخطوات حتى يمكنني ربط الحروف ببعضها وقراءة الكلمة كاملة..
انتهيت من قراءة الكلام المكتوب على ظهر الخطاب، ولم أفهم شيئا سوى أنه مرسل من فنلندا، إذا ربما هذا الخطاب بعث به الدكتور فرغلي إلي بعدما انتهى من حضور المؤتمر الدولي الخاص بعملية تصغير حجم الإنسان، لكن أمرا غريبا حدث، فهناك شيء يتحرك داخل الخطاب.. كائن صغير يحاول الخروج من داخل الظرف.. ما هذا.. إنه الدكتور فرغلي!
شدت حسنات السيفون، فابتلعتني المياه وغصت في المواسير، ولولا نفس الأكسجين الذي شهقته سريعا، لمت غريقا، ومن حسن حظي أن حجمي الضئيل سهل لي الخروج إلى ماسورة الصرف الكبيرة في وقت قياسي، حيث جرفني التيار، وسقطت في بركة عفنة. تنفست بصعوبة، فعادت لي الروح بعدما ظننتها قد فارقت جسدي، ولم يحتاج الأمر لجهد مني، فأنا أطفو على سطح الماء الملغم بالقاذورات، متجها نحو المصب، إذ يبدو أنني في طريقي لمحطة معالجة مياه الصرف.
في نهاية المصب توجد مصفاة بفتحات عملاقة سمحت لي بالمرور، بينما احتجزت الأشياء الأضخم مني مثل القطع المعدنية، لكن بعد قليل وجدت تيار المياه يجرفني إلى مصفاة أخرى بفتحات أصغر حجما، فاحتجزتني وبدأت القاذورات وفضلات الطعام تتراكم حولي، حتى أنها غطت السواد الأعظم مني، ولم يكن هناك مفر فإما أستسلم لمصيري وأموت مختنقا أو أحاول جاهدا الابتعاد عن تلك المنطقة، فرحت أصعد جبل القاذورات المتراكم، وكلما ارتفع تسلقت لأعلى.
على امتداد بصري وجدت ضفدعا يقف على ورقة نبات طافية على سطح الماء، في طريقه نحوي، فانتظرت حتى اقترب ثم قفزت من أعلى قمة جبل القاذورات ليستقر بي الحال إلى جوار الضفدع الذي كان نائما على ما يبدو، قبل أن يفزع حين سقطت على رأسه. أخذ الضفدع يصدر نقيقه بشكل هيستيري، ولأنني منذ بت ضئل الحجم بدأت أفهم لغات الحيوانات والحشرات والطير –إزاي معرفش– رحت استمع جيدا لما يقوله ذلك الكائن الأخضر اللزج.
سلسلة ما وراء التسريحة (13)
فهمت من الضفدع أنه منزعج للغاية من حظه السيء، فقد ترك الأرض والعمران وقرر أن يعيش في بحيرة الصرف الصحي، ومع ذلك فالدنيا لا تتركه في حاله، قاصدا وقوعي على رأسه، فربت على ظهره ممعلشا إياه، وهمست في أذنه.
- سامحني يا أخ ضفدع..
راح الضفدع يحرك عينيه يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن مصدر الصوت، فنزلت من على ظهره إلى جواره حيث يجلس فوق ورقة الشجرة الطافية ، وقبل أن يقفز في الماء خوفا مني ، أقسمت له أنني كائن مسالم لا خوف مني ورحت أدندن له أغنية الست إليسا «متخفش مني أنا اللي زيي يتخاف عليه»، ويبدو أن اللحن الذي غنيته لاقى إعجابه فأغمض عينيه وهو يستمع إلي في سكينة.
فتح الضفدع عينيه، وراح يحكيلي قصته، لكنه قبل ذلك التقط دودة نافقة طافية على سطح المياه، فعزم علي، لكنني شكرته وتقيأت كل ما في معدتي.
- اسمع مني يا بلدينا، هذا الضفدع الحقير الذي أمامك الآن، لم يكن كذلك قبل بضع سنوات، فأنا في الأصل إنسان مثلي مثلك، بل إنني كنت أميرا وسيما أعيش مع أبي ملك ملوك مملكة السحر الأخضر، وفي إحدى الليالي خرجت للصيد ومن سوء حظي أنني صدت أرنبة برية، اتضح في ما بعد أنها ساحرة شريرة، وبالطبع كانت تمتلكُ قوة خارقة، فسخطتني كما ترى، من أمير وسيم إلى ضفدع حقير، ولم تكتف بذلك ألقت بي في غياهب أحد الآبار العميقة بقصر أبي الملك حتى لا تكون هناك فرصة لفك السحر والعودة إلى طبيعتي البشرية..
- حيلك حيلك.. أنت فاكرني كرودية؟!
هكذا صحت في الضفدع الذي ظن أنه من السهل أن يسرح بي، ويخبرني بهذه القصة التي سبق وقرأتها في كتاب وشاهدتها في السينما حين كنت طفلا، ولما أخبرته بذلك أخذ الضفدع يضحك وقال إنه يمزح.
- شوف يا سيدي، صحيح أنا لست بشريا مثلك، أقصد طبعا قبل أن تصبح في حجم عقلة الأصبع، لكنني بالفعل أمير، فنحن أيضا أمم مثلكم ولدينا ممالك..
- على افتراض أنني صدقتك، فماذا حدث وجاء بك إلى هذه البركة الحقيرة لامؤاخذة؟
في جدية جعلتني أميل إلى تصديقه، أخبرني الضفدع بأنه أمير ابن ملك الضفادع الخضراء، وأنه عاش لسنوات وسنوات في عز أبيه وفي حضن أمه الملكة ضفدعة البرمائية، إلى أن تبدل الحال حين أصيبت الملكة بمرض عضال جعلها طريحة الفراش لسنوات، ما دفع أبيه الضفدع الملك إلى أن يتزوج من ضفدعة حسناء ابنة الوزير الأول ضفدوع الهليب، وبعد شهور قليلة أصيب الملك بالشلل ولم يجد الأطباء له علاج.
وهكذا باتت المملكة، حسب ما يحكي الضفدع الأمير، في حاجة له ليحل محل أبيه القعيد، لكن في ليلة التنصيب حدث ما لم يتوقعه أحد، إذ استولت زوجة الملك الجديدة، بمساعدة والدها الوزير الأول على العرش، وادعوا زورا أن الضفدع الأمير هو من تسبب في شلل أبيه حتى يأخذ مكانه.
ولأن الرعية ضعفاء لا يمكنهم أن يجعلوا من الحق قوة، جعلوة من القوة حق، وصدقوا الرواية التي روجتها الملكة الجديدة ووالدها، وزجوا بالضفدع الصغير في السجن، وفي يوم محاكمته تمكن غراب، وهو صديق للملك، من انتشال الأمير بمخالبه والطيران به عاليا في السماء، وأتي به إلى هذه المنطقة ليكون بعيدا عن أعين الخائنين، على أمل أن يتمكن الضفدع الأمير من تكوين جيش من الضفادع المتفرقة في المصارف والبرك فيعود إلى مملكته ويستعيد العرش.
سلسلة ما وراء التسريحة (12)
لا أخفيكم سرا، في كثير من الأوقات كنت أقول في سري أن هذا الضفدع يضحك علي ويخدعني، لكن حين تأملت حالي وكيف أنني إنسان في حجم عقلة الأصبع، تيقنت من أن كل شيء جايز حتى جواز العجايز!
وكما حكى لي، حكيت للضفدع قصتي بالتفصيل، فأظهر تعاطفه معي وأخبرني أننا أصبحنا أصدقاء، ولهذا قرر مساعدتي، وحين سألته كيف سيساعدني، طلب مني أن أصعد ظهره، ولما فعلت راح يقفز قفزات كبيرة من ورقة إلى أخرى، حتى خرجنا من بحيرة الصرف الصحي، ومضينا في طريقنا حتى بقينا على الأسفلت، وبكل جرأة راح الضفدع يعبر الطريق بينما السيارات تكاد تفعصنا، إلى أن توقف عند لافتة بالطريق وطلب مني أن أقرأها لنحدد المكان الذي نوجد به تمهيدا لتحدد وجهتنا، وهي منزلي.
لم نكن بعيدا عن منزلي، فمحطة الصرف هذه توجد بمنطقة الطالبية بفيصل، بينما بيتي في مصر القديمة، لهذا علينا أن نسلك شارع فيصل لنصل إلى الجيزة ثم إلى الملك الصالح إلى بيتي.
أما البيت وقف الضفدع يودعني، حيث عاد إلى محطة الصرف الصحي، وأخذت أنا أتسلق جدران البيت القديم، حتى وصلت إلى الدوي الثالث حيث توجد شقتي، فدخلت من شباك كان مواربا وقفزت لأجد نفسي في الصالة قرب باب الشقة، وقبل أن أخطو خطوة نحو الحمام لأبحث عن التركيبة المضادة التي ستعيدني إلى حجمي الطبيعي، وجدت لوحا ورقيا كبيرا يدفعني للأمام، فأسقطني أرضا.
نهضت لأتفحص ذلك اللوح، فاكتشفت أنه خطاب بريد، فسألت نفسي عن سر ذلك الخطاب إذ أنني لم أتلق مثله منذ عشر سنوات، قبل أن يصبح التراسل الرسمي بين الناس عن طريق البريد الإلكتروني ورسائل الموبايل ومواقع التواصل، فقررت أنا أقرأ اسم الراسل لعلي أفهم شيئا، وكم كان الأمر صعبا، إذ كان علي أن أركض مسافة كبيرة على ظهر الخطاب فحجمي الصغير هذا يجعلني أقرأ الكلمة في مشوار، فالحرف الواحد يحتاج مني أن أتمشى خطوات وخطوات حتى يمكنني ربط الحروف ببعضها وقراءة الكلمة كاملة..
انتهيت من قراءة الكلام المكتوب على ظهر الخطاب، ولم أفهم شيئا سوى أنه مرسل من فنلندا، إذا ربما هذا الخطاب بعث به الدكتور فرغلي إلي بعدما انتهى من حضور المؤتمر الدولي الخاص بعملية تصغير حجم الإنسان، لكن أمرا غريبا حدث، فهناك شيء يتحرك داخل الخطاب.. كائن صغير يحاول الخروج من داخل الظرف.. ما هذا.. إنه الدكتور فرغلي!