سلسلة ما وراء التسريحة (10)
سرداب الفئران
احتجت إلى وقت ليس بالقليل حتى تبينت أن ذلك المخلوق الذي يقف أمامي، والدماء تقطر من بين أنيابه، لم يكن سوى فأر.. نعم مجرد فأر حقير كان بمثابة العملاق قياسا إلى حجمي، الذي بات في مثل حجم عقلة الإصبع. ولا عجب في ذلك، فالنملة ترى الصرصار عظيما.. ليس لأنه في الحقيقة عظيم، الأمر كله يكمن في أن الضعيف يرى من هو أقوى منه عملاقا مهما كان حجمه.
ولسنا الآن في موقف يسمح لنا بالفلسفة، فأنا راقد على ظهري، في نصف وعيي، بينما ذلك الفأر يلعق شفتيه تأهبا لافتراسي، فهل أستسلم؟!
لا، سأقاوم حتى آخر نفس..
هم الفأر بالاقتراب مني، فقفزت واقفا، وأخذت أركض، بينما هو يلاحقني، إلى أن وصلت إلى ظهر التسريحة، ورحت أتسلقها رغبة مني في الفرار، فقد قررت أن أكف عن البحث عن سلسلة مفاتيحي، فلا أمل في أن أجدها وأغلب الظن أني سأموت هنا وراء التسريحة. صعدت لمسافة ليست بالقليلة، متسلقا الخشب، فقدماي النحيفتان ويداي الدقيقتان كانت بمثابة مخالب مكنتني من أن أغرسها في الخشب وكأنني مغامر من متسلقي الجبال.
واصلت الصعود إلى أن اقترب مني الفأر الذي كان يطاردني، وكاد يلحق بي، لكنني ركلته بقدمي، فاختل توازنه وسقط، وبينما أنا أواصل الصعود، كان الملعون قد تسلق خلفي في سرعة عجيبة، فركلته مرة أخرى لكنه تفادى الضربة، فسقطت أنا من أعلى، وقبل ارتطامي بالأرض، لمحت زجاجة بغطاء من الفل فارتميت عليها، لأرتد إلى أعلى ثم هبطت في سلام إلى جوار الزجاجة دون أن أصاب بخدش واحد.
سلسلة ما وراء التسريحة 9
في هذه الأثناء، كان الفأر يسارع الزمن للحاق بي، ولا أعرف ما الذي دفعني لأن أنظر إلى الزجاجة، فإذا بها ملاحة بها فلفل أسود.. أتذكر هذه الملاحة، لقد سقطت وراء التسريحة قبل نحو عام، كنت قد أعددت الفطار لحرمنا المصون – ربنا ياخدها – حسنات، وحملته إلى غرفة النوم، كي أبرهن لها على أنني رجل رومانسي، كما في المسلسلات التركية، لكن ساعتها فاجأتني هي كجحش يفر من أسد، ورفستني برجلها وأنا أوقظها من نومها بتمرير وردة بلدي على أنفها.
تلك الركلة أتذكرها حتى الآن، فقد تسببت في سقوطي من فوق السرير، فارتطم فكي بأحد أعمدة الغرفة، لأفقد ثلاثة من أسناني الأمامية. ياه أيام الله لا يرجعها.. المهم، دعوني أخبركم بما حدث مع الفأر..
في جزء من الثانية تذكرت ما قالته أمي – رحمة الله عليها – لي، حين أخبرتني أن الفلفل الاسود يطرد الفئران، وللحق لم أكن أصدقها، غير أنه لم يكن أمامي إلا أن أجرب هذه الطريقة لعلي أتخلص من ذلك الفأر الحقير الذي يطاردني.
صعدت الملاحة الزجاجية التي تحوي الفلفل الأسود بعد عناء، إذ إن جسمها الأملس كان يزحلقني، وحين وصلت للسدادة الفلينية، أخذت أحاول انتزاعها، بينما الفأر يقترب مني. وعلى طريقة أفلام الكارتون، بات الفأر قريبا مني، وما أن وضع قدمه علي، حتى انفتح الغطاء، وانقلبت الملاحة، وتناثر الفلفل، فرحت أعطس بينما الفأر ينظر نحو الزجاجة في ذهول، وكسا وجهه الرعب.. إذا لقد صدقت أمي.
ركض الفأر بعيدا واختبأ في أحد الأركان، بينما وضعت أنا يدي على أنفي حتى أتجنب غبار الفلفل الأسود، وحين هدأت الأمور أخذت حفنة منه في يدي وتوجهت نحو الفأر في الركن البعيد، الذي لم يكن أبدا هادئا كما تقول أنغام.
في طريقي نحو الفأر، استرجعت كل ما أعرف عن الفئران، فهذه الكائنات المرعبة لكثير من البشر، رغم صغر حجمها الذي يتراوح بين 12 إلى 20 سم، لا تعيش أكثر من ثلاث سنوات، خاصة وأن أعدائها كثر.. نعم فالقطط والثعابين والبوم والكلاب البرية والثعالب تتغذى على هذا الكائن الرمادي، فضلا عن بني آدم طبعا، لهذا فإن الفئران لا تضيع الفرصة للحفاظ على النسل، فما إن يصل ذلك الكائن إلى عمر خمسين يوما إلا وتجده قادر على التكاثر وإنجاب المزيد من الفئران، حتى أن الأنثى الواحدة تلد أكثر من 60 فأرا في العام الواحد.
والغريب أن أحد العلماء وهو فرانسيس كولينز المشرف على مشروع الجينوم البشري، قال في كتابه «The Language of God» إن مقارنة الجينوم البشري بجينوم الفأر يبين أنهما بالتقريب متماثلان، ومجموع ما فيهما من شفرات تنتج البروتين متماثلة..
تصور.. نحن والفئران متشابهون!
اقتربت من الفأر وفي يدي حفنة الفلفل الأسود، فوجدته يرتجف، وقبل أن ألقي عليه بها صرخ بصوت تمكنت من تميزه، فقد كان الفأر يحدثني.. نعم يحدثني كما يتكلم البشر مع بعضهم البعض.. «انتظر.. يمكنني أن أدلك على المكان الموجود به سلسلة مفاتيحك»، هكذا تحدث الفأر، فشعرت بشلل يلف يدي، وكأنني قاتل رفع يده بالخنجر ثم تحجر في مكانه حين سمع المؤذن يؤذن للصلاة.
سلسلة ما وراء التسريحة (8)
«أنت تكلمني؟!»، كان ذلك سؤالي للفأر، الذي هز رأسه، مذكرني بذلك الفأر الذي شاهدته في فيلم «خلطبيطة بالصلصة»، وأقسم لي برأس جده فرفور الكبير، بأنه لا يخدعني وأنه فعلا يعرف مكان سلسلة مفاتيحي، التي خضت هذه المغامرة الخطرة من أجلها، وأخبرني أن فأرا كبيرا وجد السلسلة حين سقطت من فوق التسريحة، فسحبها بأسنانه إلى داخل سرداب يعيش فيه الفئران.
قلت للفأر إنني ساذهب معه إلى ذلك السرداب، وفي يدي حفنة الفلفل، وكذلك ملئت جيوبي كلها بالمسحوق الأسود، فهو سلاحي في مواجهة الفئران الحقيرة، ثم مضينا في طريقنا. في الطريق شعرت ببعض التعب، فطلبت من الفأر أن يحملني على ظهره، وبالطبع وافق، فقد كانت روحه في يدي.
ونحن نسير، شعرت بأنني كاوبوي خرج للتو من أفلام الويسترن يمتطي حصانه الأسود، وفي جانبه المسدس المحشو بالرصاص، غير أن رصاصي في هذه الرحلة العجيبة لم يكن سوى غبار الفلفل الأسود.
حين وصلنا إلى بداية السرداب، خفت أن يكون ذلك الحقير قد أعد لي فخا، فطلبت منه أن يصطحبني إلى داخل السرداب لكن من مكان سري، فتعجب الفأر من معرفتي بوجود مدخل سري للسرداب، فقلت له إنني أعرف كل شيء، وفي الحقيقة لم أكن أعلم شيئا، لكن المنطق يقول إن لكل سرداب مدخل خفي، يسمح لمن يعيش داخله بالهروب في حالات الخطر.
وبالطبع لم يكن الفأر على علم باللؤم البشري، فصدقني، وربما كان ذلك السبب في أنه لم يحاول خداعي، فقد ظن أنني بالفعل أعرف أين يخبئ القرد عياله. تسللنا من فتحة صغيرة في أحد جوانب السرداب، الذي تسكنه الفئران، وسرنا في ممر ضيق للغاية حتى إنني شعرت بالاختناق، وكنت من وقت لآخر استمع إلى همسات تأتي من هنا وهناك، فجدران السرداب، لديها القدرة على توصيل الأصوات.
وفجأة توقف الفأر، ولما سألته عن السبب، أشار براسه إلى حفرة صغيرة، بها شيء يلمع..
يا الله، هل هذه سلسلة مفاتيحي؟
نزلت من على ظهر الفأر، وطلبت منه أن يقف في مكان يمكنني من رؤيته، ملوحا له بيدي التي تكبش الفلفل الأسود، واقتربت من الحفرة لأرى ذلك الشيء الذي يلمع بوضوح، وبالفعل.. إنها سلسلة مفاتيحي.
كنت أتمنى لو أنني أخبركم بأن الحكاية قد انتهت، لكن الأمر ليس كذلك.. نعم ها هي سلسلة مفاتحي، غير أن..
هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة.
احتجت إلى وقت ليس بالقليل حتى تبينت أن ذلك المخلوق الذي يقف أمامي، والدماء تقطر من بين أنيابه، لم يكن سوى فأر.. نعم مجرد فأر حقير كان بمثابة العملاق قياسا إلى حجمي، الذي بات في مثل حجم عقلة الإصبع. ولا عجب في ذلك، فالنملة ترى الصرصار عظيما.. ليس لأنه في الحقيقة عظيم، الأمر كله يكمن في أن الضعيف يرى من هو أقوى منه عملاقا مهما كان حجمه.
ولسنا الآن في موقف يسمح لنا بالفلسفة، فأنا راقد على ظهري، في نصف وعيي، بينما ذلك الفأر يلعق شفتيه تأهبا لافتراسي، فهل أستسلم؟!
لا، سأقاوم حتى آخر نفس..
هم الفأر بالاقتراب مني، فقفزت واقفا، وأخذت أركض، بينما هو يلاحقني، إلى أن وصلت إلى ظهر التسريحة، ورحت أتسلقها رغبة مني في الفرار، فقد قررت أن أكف عن البحث عن سلسلة مفاتيحي، فلا أمل في أن أجدها وأغلب الظن أني سأموت هنا وراء التسريحة. صعدت لمسافة ليست بالقليلة، متسلقا الخشب، فقدماي النحيفتان ويداي الدقيقتان كانت بمثابة مخالب مكنتني من أن أغرسها في الخشب وكأنني مغامر من متسلقي الجبال.
واصلت الصعود إلى أن اقترب مني الفأر الذي كان يطاردني، وكاد يلحق بي، لكنني ركلته بقدمي، فاختل توازنه وسقط، وبينما أنا أواصل الصعود، كان الملعون قد تسلق خلفي في سرعة عجيبة، فركلته مرة أخرى لكنه تفادى الضربة، فسقطت أنا من أعلى، وقبل ارتطامي بالأرض، لمحت زجاجة بغطاء من الفل فارتميت عليها، لأرتد إلى أعلى ثم هبطت في سلام إلى جوار الزجاجة دون أن أصاب بخدش واحد.
سلسلة ما وراء التسريحة 9
في هذه الأثناء، كان الفأر يسارع الزمن للحاق بي، ولا أعرف ما الذي دفعني لأن أنظر إلى الزجاجة، فإذا بها ملاحة بها فلفل أسود.. أتذكر هذه الملاحة، لقد سقطت وراء التسريحة قبل نحو عام، كنت قد أعددت الفطار لحرمنا المصون – ربنا ياخدها – حسنات، وحملته إلى غرفة النوم، كي أبرهن لها على أنني رجل رومانسي، كما في المسلسلات التركية، لكن ساعتها فاجأتني هي كجحش يفر من أسد، ورفستني برجلها وأنا أوقظها من نومها بتمرير وردة بلدي على أنفها.
تلك الركلة أتذكرها حتى الآن، فقد تسببت في سقوطي من فوق السرير، فارتطم فكي بأحد أعمدة الغرفة، لأفقد ثلاثة من أسناني الأمامية. ياه أيام الله لا يرجعها.. المهم، دعوني أخبركم بما حدث مع الفأر..
في جزء من الثانية تذكرت ما قالته أمي – رحمة الله عليها – لي، حين أخبرتني أن الفلفل الاسود يطرد الفئران، وللحق لم أكن أصدقها، غير أنه لم يكن أمامي إلا أن أجرب هذه الطريقة لعلي أتخلص من ذلك الفأر الحقير الذي يطاردني.
صعدت الملاحة الزجاجية التي تحوي الفلفل الأسود بعد عناء، إذ إن جسمها الأملس كان يزحلقني، وحين وصلت للسدادة الفلينية، أخذت أحاول انتزاعها، بينما الفأر يقترب مني. وعلى طريقة أفلام الكارتون، بات الفأر قريبا مني، وما أن وضع قدمه علي، حتى انفتح الغطاء، وانقلبت الملاحة، وتناثر الفلفل، فرحت أعطس بينما الفأر ينظر نحو الزجاجة في ذهول، وكسا وجهه الرعب.. إذا لقد صدقت أمي.
ركض الفأر بعيدا واختبأ في أحد الأركان، بينما وضعت أنا يدي على أنفي حتى أتجنب غبار الفلفل الأسود، وحين هدأت الأمور أخذت حفنة منه في يدي وتوجهت نحو الفأر في الركن البعيد، الذي لم يكن أبدا هادئا كما تقول أنغام.
في طريقي نحو الفأر، استرجعت كل ما أعرف عن الفئران، فهذه الكائنات المرعبة لكثير من البشر، رغم صغر حجمها الذي يتراوح بين 12 إلى 20 سم، لا تعيش أكثر من ثلاث سنوات، خاصة وأن أعدائها كثر.. نعم فالقطط والثعابين والبوم والكلاب البرية والثعالب تتغذى على هذا الكائن الرمادي، فضلا عن بني آدم طبعا، لهذا فإن الفئران لا تضيع الفرصة للحفاظ على النسل، فما إن يصل ذلك الكائن إلى عمر خمسين يوما إلا وتجده قادر على التكاثر وإنجاب المزيد من الفئران، حتى أن الأنثى الواحدة تلد أكثر من 60 فأرا في العام الواحد.
والغريب أن أحد العلماء وهو فرانسيس كولينز المشرف على مشروع الجينوم البشري، قال في كتابه «The Language of God» إن مقارنة الجينوم البشري بجينوم الفأر يبين أنهما بالتقريب متماثلان، ومجموع ما فيهما من شفرات تنتج البروتين متماثلة..
تصور.. نحن والفئران متشابهون!
اقتربت من الفأر وفي يدي حفنة الفلفل الأسود، فوجدته يرتجف، وقبل أن ألقي عليه بها صرخ بصوت تمكنت من تميزه، فقد كان الفأر يحدثني.. نعم يحدثني كما يتكلم البشر مع بعضهم البعض.. «انتظر.. يمكنني أن أدلك على المكان الموجود به سلسلة مفاتيحك»، هكذا تحدث الفأر، فشعرت بشلل يلف يدي، وكأنني قاتل رفع يده بالخنجر ثم تحجر في مكانه حين سمع المؤذن يؤذن للصلاة.
سلسلة ما وراء التسريحة (8)
«أنت تكلمني؟!»، كان ذلك سؤالي للفأر، الذي هز رأسه، مذكرني بذلك الفأر الذي شاهدته في فيلم «خلطبيطة بالصلصة»، وأقسم لي برأس جده فرفور الكبير، بأنه لا يخدعني وأنه فعلا يعرف مكان سلسلة مفاتيحي، التي خضت هذه المغامرة الخطرة من أجلها، وأخبرني أن فأرا كبيرا وجد السلسلة حين سقطت من فوق التسريحة، فسحبها بأسنانه إلى داخل سرداب يعيش فيه الفئران.
قلت للفأر إنني ساذهب معه إلى ذلك السرداب، وفي يدي حفنة الفلفل، وكذلك ملئت جيوبي كلها بالمسحوق الأسود، فهو سلاحي في مواجهة الفئران الحقيرة، ثم مضينا في طريقنا. في الطريق شعرت ببعض التعب، فطلبت من الفأر أن يحملني على ظهره، وبالطبع وافق، فقد كانت روحه في يدي.
ونحن نسير، شعرت بأنني كاوبوي خرج للتو من أفلام الويسترن يمتطي حصانه الأسود، وفي جانبه المسدس المحشو بالرصاص، غير أن رصاصي في هذه الرحلة العجيبة لم يكن سوى غبار الفلفل الأسود.
حين وصلنا إلى بداية السرداب، خفت أن يكون ذلك الحقير قد أعد لي فخا، فطلبت منه أن يصطحبني إلى داخل السرداب لكن من مكان سري، فتعجب الفأر من معرفتي بوجود مدخل سري للسرداب، فقلت له إنني أعرف كل شيء، وفي الحقيقة لم أكن أعلم شيئا، لكن المنطق يقول إن لكل سرداب مدخل خفي، يسمح لمن يعيش داخله بالهروب في حالات الخطر.
وبالطبع لم يكن الفأر على علم باللؤم البشري، فصدقني، وربما كان ذلك السبب في أنه لم يحاول خداعي، فقد ظن أنني بالفعل أعرف أين يخبئ القرد عياله. تسللنا من فتحة صغيرة في أحد جوانب السرداب، الذي تسكنه الفئران، وسرنا في ممر ضيق للغاية حتى إنني شعرت بالاختناق، وكنت من وقت لآخر استمع إلى همسات تأتي من هنا وهناك، فجدران السرداب، لديها القدرة على توصيل الأصوات.
وفجأة توقف الفأر، ولما سألته عن السبب، أشار براسه إلى حفرة صغيرة، بها شيء يلمع..
يا الله، هل هذه سلسلة مفاتيحي؟
نزلت من على ظهر الفأر، وطلبت منه أن يقف في مكان يمكنني من رؤيته، ملوحا له بيدي التي تكبش الفلفل الأسود، واقتربت من الحفرة لأرى ذلك الشيء الذي يلمع بوضوح، وبالفعل.. إنها سلسلة مفاتيحي.
كنت أتمنى لو أنني أخبركم بأن الحكاية قد انتهت، لكن الأمر ليس كذلك.. نعم ها هي سلسلة مفاتحي، غير أن..
هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة.