مصر التي لا أعرفها
اعتدت أن أرى الوجوم على وجوه الناس.. تيه وهموم وأعباء تعكسها كلماتهم وملامحهم ومسحات الحزن في أعينهم، وفسرت ذلك بأنها ضغوط الحياة التي أصبحت كالرحى تطحن العمر فتمر سنونه دون أن نعيشها كما يجب.. تضعف القدرة على الاحتمال.. تمسك بخناقنا فنكاد نتنفس رحيق الأيام بصعوبة..
ورغم ذلك يبقى بداخلنا بعض مقاومة.. أمل ولو بصيص في أن تُرينا الأيام بسمتها.. رغبة في سير الطريق حتى النهاية.. صوت ما تبقى فينا يقول إن القادم أفضل، تلك هي مصر التي أعرفها.
أما مصر التي لا أعرفها فهى التي رأيتها في اليومين الأخيرين.. حوادث بشعة لا تستطيع وصفها مهما حاولت رغم ثراء اللغة ومهما بلغت قدرتك على التعبير مداها، رأيت مصر أخرى في الأقصر والفيوم مشهدين وجب معهما الوقوف لنسأل ماذا جرى؟ إلى أين وصلنا؟ ماذا تعكس بشاعة المشهدين؟
كيف يُتْرك مختل العقل يهيم على وجهه راعبًا الناس دون تدخل يمنع أذاه عنهم، دون الإبلاغ عنه، لنصل إلى ما وصلنا اليه؟ كيف يدخل عميل بنكًا ومعه آلة حادة يروع بها الآمنين، ويقتل من استنجدوا به لحمايتهم؟ أين أجهزة الرقابة والتفتيش؟ لماذا أصبحت الجرائم ترتكب هكذا بلا خوف وعلى رؤوس الأشهاد؟
لماذا دخلت فئات ومهن وأناس غير البلطجية عالم الجريمة خاصة القتل؟ لماذا بات مرتكبو الجرائم لا يلجأون أولا إلى القانون لأخذ الحق ويفضلون العنف؟ لماذا أصبحنا نرى أبشع الجرائم ولا نفعل إلا الصمت والتصوير بكاميرات هواتفنا؟ لماذا انعدمت الثقة وغابت الفضائل وانزوت القيم؟
إذا أردنا الفهم فعلينا أولا أن نعترف بأن الجريمة أي جريمة هي مرآة مستوية تعكس ما بالمجتمع أي مجتمع من خلل وعوار.. وتشير بإصبع الإتهام ليس لمرتكبها بل لنا جميعًا.. لنا كأسر أصابها تفكك المشاعر وترهل الروابط وبرود العلاقات، فأصبح أفرادها يعيشون في جزر منعزلة لم تعد تجمعها حتى الجدران والأسقف.
لنا كسكان عمارة واحدة وشارع واحد لماذا لم نعد نتذكر من كلمة الجار إلا حروفها؟ لماذا فقدنا الحميمية والود وتبادل الإحساس بالأمان؟ لنا كمدارس خلت من التربية والتعليم معا إلا ما رحم ربي..
لنا كإعلام أصابه الغيم فلم يعد يرى بوضوح حقيقة ما أصاب المجتمع من تغير.. فقد قدرته على التعبير الحقيقي عن الناس الذين لم يعدوا يثقون فيما يقدمه أو يقوله لقناعة لديهم بأنه فقد مصداقيته.. أصبح أداة للترويج لأفكار وقرارات أظنه لا يعلم ثقلها على الكواهل حق العلم.
لنا كمسؤولين فلم نعد نرى فئات كثيرة من أبناء من هذا الشعب الطيب إلا عندما نصدر قراراتنا بتحميلهم ما لا يطيقون دون مراعاة أو دراسة لقدراتهم على الإحتمال.
إن الجريمة ليست وليدة اليوم فهي منذ بدء الخليقة عندما قتل الأخ أخاه.. فعلها وارد وعقابها محدد ومرتكبها معروف ولكنها الأن ترتكب علانية، بلا أقنعة ولا خوف من قانون أو وازع من ضمير،
إن ما شهدته مصر مؤخرًا من حوادث يجب أن يوضع تحت مجهر باحثي علم الاجتماع والأنثروبولوجيا حتى تعود لنا مصر التي نعرفها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا