الأخوة ليست مجرد علاقات عابرة يمكن أن تنهيها حين يغدر بك أو يخونك الطرف الآخر.. بل هي دم يجري في عروقك وصلة سوف يحاسبك الله على قطعها..
تحلق بنا الحياة في رحلة مستمرة، نبحر في عرجها، نصارع أمواجها، ونسعى جاهدين للوصول إلى ضفاف السعادة. ونظن أحيانا أن السعادة تكمن في جمع الثروات، أو في تحقيق المناصب العليا. لكن الحقيقة أعمق بكثير من ذلك
أدرك أن رغبتي تشبه رغبة شخص يريد اختبار الموت لأغراض بحثية، فالموت والحب سران لا يمكن فكهما، سران يحاكيان بعضهما البعض، سران يخفيان أسرارهما خلف ستار غامض لا يمكن اختراقه..
في أحد الشوارع، وقف بائع البرتقال عم ربيع يراقب شاحنة المساعدات المتجهة إلى أهالي قطاع غزة. وفجأة، دون تردد، راح يمطر تلك السيارات بثمار البرتقال، تلك الثمار التي يبيعها لكسب قوت يومه..
ربما تقرأ أنت هذه السطور وتظنها جزءا من عمل أدبي، غير أنك ذات صباح ستدرك أنني كنت صدقا أكتب عن نفسي، حين تفتح عينيك على خبر صغير في إحدى الزوايا يقول: انتحار رجل في ظروف غامضة..
تبتسمُ الأقدارُ أحيانًا فتجمعُنا بقلوبٍ دافئةٍ مُحبةٍ رحيمةٍ، لتشعرُنا كأننا ملكنا الدُّنيا بحذافيرها، وأحيانًا أخرى تبتلينا بقلوب باليةٍ كارهةٍ غليلةٍ، وحينئذٍ..
أحيانا نمر بفترات نفقد فيها الرغبة في مقابلة أو محادثة أحد، ليس كرها أو استغناءً ولا يمكننا أن نسمي هذا الأمر اعتزالا أو وحدة، لكنها فترات تصادف فتورا يعتري أرواحنا المجهدة..
جلس السريقوسي دون أن ينطق بكلمة، ولم يكن الأمر ملائما لرجل عائد بعد غياب، فمن يشاهدهما سيقسم أن الرجل قادم لتوه من الغرفة المجاورة، فلا مشاعر فرحة ولا شعور بالحنين..
خوفها ألجمها وغشى بصرها، فلم تعد ترى سوى طريق واحد، وهو أن تصبح خائنة لزوجها، ما دام ذلك هو الطريق لحماية ابنتها من بطش الحاكم، حين يفشل مخطط زوجها فيقرر التنكيل به وبكل من له صلة به..
ما السر وراء ميلاد تلك الرغبة المشتعلة في صدر الكومندان من أجل الاستيلاء على الحكم؟ تلك شهوات قد دفنت منذ عقود في مملكة خوفو، ففي وجود الخوف لا مجال للأحلام والتطلعات..
ربما مشقة الرحلة تكون متعبة، ربما الطريق يحمل في طياته الكثير من التفاصيل التي لا يعلم عنها أحد شيء، وربما أيضاً أنت تحملت الكثير أثناء الرحلة، لكن إذا توقفت فجأة ماذا ستكون المحصلة؟
هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها الحارس السجين ب الخوف، فطيلة الفترة الماضية وهو يكتفي بخوف زميله في المحبس، إذ كانت درجة خوف السريقوسي تكفي عشرة رجال..
أحياناً يتفاخر الإنسان، ويشعر أنه وصل لقمة كل شيء، مثل الملك "نبوخذ نصر" الذي كان يظن أنه هو من بيده المُلك، وبيده كل شيء، وهو الذي جعل مملكته هي الأعظم على وجه الأرض..
لم يدرك السريقوسي شيئا مما يحدث، وحتى لم يجل في خاطره أن يسأل الحارس عن سر الزج به هو الآخر في ذلك السجن، وربما كان ذلك لأن الرجل كان منشغلا بخوفه، للدرجة التي منعته من الحزن على نفسه..
نظرت الأم لابنتها ولم تنبس ببنت شفة، فهي تعلم أن القلق عندما يغيب الأب أمر واجب، لكن من أين لهما بمشاعر القلق في وطن لا مكان فيه ل مشاعر سوى الخوف؟!