تعليم أتلفه الهوى

 في ظني لا توجد منظومة تعليمية تمطر سماؤها قرارات مثلما يحدث لدينا.. منظومة تسير وفق رؤى من يجلس على مقعد الوزير وهواه وخلفيته الثقافية والمعرفية، يأتي الواحد منهم وفي جعبته مجموعة أفكار سرعان ما تتحول إلى قرارات، في ظني دون دراسة حقيقية للواقع وقدرة الطالب وأولياء الأمور على التكيف معها، والغريب أنها تُطْرَح لما أسموه الحوار المجتمعي لتكتشف بعد صدورها حالة من التحفظ المجتمعي تصل إلى حد الرفض، بل والأكثر غرابة أن هذه القرارات لا تعبأ بهذا الرفض وتسير في طريقها..

 
فلم نكد تعتاد تطوير المناهج بالقص واللزق حتى دخلنا في التابليت العهده، ثم جداول الامتحانات العجيبة، والتي أنا شخصيًا لم أر مثلها في مراحل التعليم ما قبل الجامعي طيلة السنوات الماضية، فكنا قد اعتدنا على أن يتبادل طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي أيام الامتحان أما هذا العام، وضمن خطة التطوير العجيبة يتم امتحان كل المراحل التعليمية، في ذات نفس الوقت وكأن علامات الساعة الكبرى قد ظهرت بشائرها فنريد أن نسابق الزمن.

 
 فتجد امتحانًا في الحادية عشرة صباحا وآخر في الثانية عشرة ظهرا وثالثًا في الثالثة عصرًا بالنسبة للصفين السابق ذكرهما.. أفهم أن يتم ذلك في المدارس ذات الفترتين أما مدارس الفترة الواحدة فلما؟! ومن أين سنأتي بمدرسين يراقبون على لجان الامتحان أم سيظل المدرسون أنفسهم من الصبح للمسا؟ وماذا عن أولياء الأمور ممن لديهم أبناء في مراحل تعليمية مختلفة هل سيتركون أعمالهم أم يأخذون إجازات حتى يستطيعوا ملاحقة هذه المواعيد خاصة من يقومون بتوصيل أبنائهم إلى المدارس؟ وأي امتحان ينتهي قبيل المغرب؟ 

 
أما المضحك المبكي أن طلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي ذوي الست والسبع سنوات، والذين تم امتحانهم في شهر ديسمبر الماضي فسيتم امتحانهم في نهاية ينايرمع الشهادة الإعدادية بعد أن يكون طلاب بقية المراحل قد أنهوا امتحاناتهم، رغم أن الطلاب في هذه السن الصغيرة لا يحتملون ذلك الضغط وهم يرون أنفسهم آخر الممتَحَنين وبحسب اعتقادي أنها سن التعليم باللعب، فإذا هو اللعب بالتعليم بل والعبث به أيضا.

وبالأمس خرجت علينا الوزارة بقرار جديد وهو تحويل الثانوية العامة إلى نظام البكالوريا المصرية   الجديد، وخد عندك بقى كلام من الكبير قوي من قبيل إنها تعتمد على  تنمية المهارات الفكرية والنقدية بدلا من الحفظ والتلقين، وستكون معترفًا بها دوليًا والتعليم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية، ونسوا أن يذكروا لنا ترتيبنا على مستوى العالم تعليميًا.

الحزب الوطني المنحل

صورة مع بابا شارو

 أيا كانت تفاصيل هذا الاختراع التعليمي الجديد وآليات تطبيقه وهل سيخضع إلى حوار مجتمعي حقيقي أم لا؟ كل هذا لا يعنيني الآن وإنما كل ما يهمني هو لماذا دائمًا وأبدًا المرحلة الثانوية هي أكثر المراحل من حيث التفانين والأفكار لكل وزير، يليها المرحلة الابتدائية، فكلا المرحلتين هما الملعب والساحة لقرارات وتجارب ومحاولات كل وزير ليثبت أنه يعمل بكفاءة، ثم يأتي لاحقه ليغير ويبدل ويلم الكراريس  ونبدأ من أول السطر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.