الحزب الوطني المنحل
{لقد استخرت الله أن يلهمني الصواب، وها أنا ذا اليوم أمامكم أعلن أنني سأتقدم إلى اللجنة المختصة لطلب تأليف حزب جديد، على أن يكون واضحًا أن مفهومي لرئاسة الدولة لن يتغير، أب للجميع لا فرق عندي بين مواطن ومواطن إلا بعمله وعرقه واجتهاده}.
عبارة قالها الرئيس السادات عام 1978 ليعلن تأسيس الحزب الوطني الديمقراطي برئاسته، وهي خطوة رأى فيها السادات أهمية تأسيس حزب يعبر عن مرحلته وأفكاره وسياسته.
ولنا أن نتخيل ماذا يعني أن يقوم رئيس الجمهورية بتأسيس حزب أو حتى إظهار التأييد لأي حزب.. تسابق من الكبار للانضمام إلى الحزب الجديد.. مسؤولو الدولة أعضاء فيه.. خلط بين المهام.. رغبة دائمة في نيل الرضا.. لا معارضة لأي قرار سواء كان متعلقًا بسياسة الحزب ولائحته وأعضائه أو سياسة الدولة بشكل عام.
وقتها لم يكن هناك حزب معارض ذو تأثير في ظني إلا حزب التجمع، والذي عارض وبقوة كامب ديفيد، وبكل أسف أراه وقد فقد الكثير من قوة تأثيره ولم يعد معارضًا كما يجب أن تكون المعارضة، وتحول كغيره من الأحزاب العريقة إلى مجرد مقر أصابه السكون السياسى بل والسكوت أيضًا، وجريدة فقدت قوة تأثيرها دون وجود شعبي حقيقي.
وحتى تكتمل الصورة قرر السادات وأعضاء الهيئة البرلمانية لحزبه التوقيع على وثيقة تأسيس حزب العمل الاشتراكي برئاسة المهندس إبرهيم شكري، كحزب معارض، والغريب أن هذا الحزب أصبح من أشد المعارضين للسادات وتراجع عن تأييده لكامب ديفيد.
ورحل السادات ولكن لم ترحل الفكرة وترأس مبارك الحزب الوطني الديمقراطي من 1981 حتى 2011، سنة سقوط الحزب والنظام معًا، وأصبح حزبًا منحلًا سياسيًّا وتنظيميًّا..
إن تجربة الحزب الوطني في الحياة الحزبية تجربة غريبة وعجيبة.. حزب يترأسه رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون على مسافة سياسية واحدة من جميع الأطراف فغابت تلك المسافة!
مسؤولون ووزراء أعضاء في الحزب فتختلط الأمور عليهم وعلينا، فلا هم ولا نحن كنا نعرف ما الحدود بين كون هذا المسؤول عضوًا بالسلطة التنفيذية والحزب والبرلمان؟ كيف سيعارض أو حتى يتحفظ على أي قرار، وأذكر أن أحد أعضاء الحزب وقف يومًا في البرلمان وقال إن الفساد في المحليات للركب، بَدَا معارضًا تحت القبة ولكن هل كان معارضًا خارجها، وهل قال كلماته تلك لرئيس الحزب الذي هو رئيس الجمهورية؟ ربما!
هل كان الناس ينضمون للحزب أو ينتخبون أعضاءه خوفًا من سيف المعز أم طمعًا في ذهبه؟
هل كانت هناك انتخابات برلمانية حقيقية؟ وكيف كانت علاقة أحزاب المعارضة بالحزب الوطني؟ وهل ظلت معارضة أم خفت صوتها الزاعق خلف ستار مصالح وتوازنات سياسية؟ ولماذا تنصل بعض الإعلاميين -الذين يُطِلون علينا حتى الآن، كأن معين الإعلام قد نضب- من انتمائهم للحزب الوطني بعد سقوطه بعد أن كانوا يفخرون بالانضمام للجنة سياساته؟!
هل كان الرائع الراحل وحيد حامد معبرًا عن الواقع عندما كتب ذلك المشهد الذي أعتبره ماستر سين في فيلم عمارة يعقوبيان، والذي كان مباراة في التمثيل بين الراحلين الرائعين نور الشريف وخالد صالح، عندما استخار الحاج الله على الترشح ضمن قوائم الحزب لدائرة قصر النيل حتة الجاتوه، فرسم له كمال بك أرنب قائلا إيه رأيك في رسمي، ليرد الحاج حلو بس المبلغ كبير قوي يا كمال بيه.. إلى آخر ذلك المشهد الرائع.
تفاصيل كثيرة وأسئلة أكثر عن تجربة الحزب الوطني ودروسًا أيضًا، ولكن هل وعتها الحياة الحزبية والسياسية المصرية بعد السقوط المدوي للحزب الوطني المنحل؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا