رئيس التحرير
عصام كامل

لووغه عاربيه

الأبْلَه مها اسم لن تمحوه الأيام من ذاكرتي ولن تخفيه الهموم من قلبي، ولن يسكن الظل أبدًا في حياتي الإنسانية والمهنية.. الأًبْلَه مها هي معلمة اللغة العربية عندما كنت في المرحلة الإعدادية.. كانت نموذجًا مشرفًا للمعلم الكفء والإنسان الأكفأ، مازلت حتى الأن أراها أمامي وهي تشرح لنا قواعد النحو والصرف ببساطة تعكس تميزها وتمكنها من مادتها.. 

وأشهد أنني أحببت اللغة العربية خاصة النحو بسبب الأَبْلَه مها التي تأخرت كثيرًا في الكتابة عنها، وهو أمر موجب للإعتذار لها خاصة ونحن في شهر ديسمبر شهر الإحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي.


إن معلم اللغة العربية الكفء حاضر في ذاكرة كل أديب أو شاعر مبدع ممن أسعدني الحظ بمحاورتهم، وأذكر لقائي بالشاعر الكبير فاروق جويدة الذي ما زال يذكر إسم معلم اللغة العربية ودوره في اكتشاف وإثقال موهبته.

 
اللغة العربية التي أصبحت مجرد يوم كل عام واحتفالًا مظهريا دون إهتمام حقيقي بها في التعليم أو الإعلام أو الممارسة الحياتية، وهو ما يذكرني بمشهد في مسرحية السكرتير الفني للأستاذ فؤاد المهندس والفنان جمال إسماعيل، وهو يقول لغة عربية صفر وفي الخلفية سبورة كتب عليها -العلم نورن وفي مشهد آخر كتب عليها لووغه عاربيه- نعم اللغة العربية فقدت الكثير من هيبتها على الألسنة وفي المناهج، وعلى الشاشات وعبر أثير بعض الإذاعات وأصبح من يتحدثها صحيحة مدعاة للاستغراب ممن حوله.

 
أصبحت وسيلة للحصول على الدرجات واجتياز امتحان بنجاح وفقط وذلك بسبب مناهج أراها عقيمة مليئة بالحشو تعتمد بالأساس على التلقين لقواعد اللغة وليس الفهم لها يضعها وإمتحاناتها أساتذة لهم كل الإحترام بالطبع، ولكن في ظني هم السبب الأول في جعل اللغة عبئًا على الطلاب الذين وصلوا وبكل أسف إلى قناعة أنه ما فائدة أن ندرس الشعر والأدب والبلاغة والنحو ما دمنا لن نستخدمه في حياتنا العملية؟ وهذا ما أعانيه مع أولادي ولكنني في نفس الوقت أشفق عليهم من مناهج لا تناسب مراحلهم العمرية.


أما اللغة العربية في الإعلام عدا نشرات الأخبار فحدث ولا حرج رفع للمفعول وجر للفاعل وتنوين للممنوع من الصرف وكوارث توجب المحاكمة، وهنا أذكر كم كان ممتحنونا من الإذاعيين الكبار قساة علينا في اختبارات المذيعين يحاسبوننا على كل كلمة يجعلوننا نقرأ أمامهم شعرا ونثرا ونعرب أيضا، ومكثنا ثلاثة أشهر قبل أن ننطق كلمة واحدة على الهواء نتعلم اللغة العربية على يد أساتذة كبار على رأسهم الدكتور كمال بشر يرحمه الله.

 
أما الأن فترى مذيعين ومذيعات ممن يصفون أنفسهم بالأكثر شعبية والأعلى مشاهدة والأفضل عربيًا وهم يهينون اللغة العربية بكم من الأخطاء لا حصر لها، تُنَفِر أذنك كأنك تستمع إلى لحن جاء نشازه بسوء العزف وتود لو تدخل إليهم من الشاشة لتنهرهم وتقول حراااااام عليكم، إذا كنتم لا تجيدون الحديث باللغة العربية فكفوا ألسنتكم عنها وعليكم باللغة المحكية.

 


لقد غابت اللغة العربية وبكل أسى عن الغناء فلم نعد نسمع هذه ليلتي ورسالة من إمرأة..عن الشاشة فأصبحنا نرى التاريخ يؤدى بالعامية عن المسرح، فقد توارى الوزير العاشق خلف الستار.. إن ما نسمعه  وندرسه ونشاهده الأن ليس لغة عربية بل لوووغه عاربيه وهو ما يدعونا للأسى على ما وصلنا إليه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية