أحمد زويل.. لقاء أفسدته الأقدمية
رغم الزحام والضجيج كنت أجد متعتي في السير من ماسبيرو إلى ميدان رمسيس عبر شارع الجلاء.. كانت أغنيات على الحجار ومحمد منير وأنا أرددها ساترا يعزلني تماما عن كل ما حولي من أصوات ووجوه.
وذات مرة قرأت على واجهة مبنى جريدة الأهرام خبرًا عن ندوة تنظمها للعالم المصري أحمد زويل بعد اكتشافه الفيمتوثانية وقبيل حصوله على جائزة نوبل.. وجدتني وبلا أي تفكير أدخل مسرعة تدفعني حيويتي بل وفرحتي لأنني سأري هذا العالم الكبير وألتقيه في هذا التوقيت المهم من حياته وفي هذا العمر من حياتي.
ووجدتني أمامه عرفّته بنفسي، وطلبت منه إجراء حوار معه لإذاعة البرنامج العام، وما زلت أتذكر بشاشة وجهه وهو يتحدث معي ووافق، ولكنه طلب أن يكون اللقاء بعد الندوة وهو ما حدث بالفعل،
وبدأت الحوار معه ولم تمر سوى دقيقتين تقريبا وإذا بالصحفي المنظم للندوة - والذي أصبح فيما بعد رئيسا لتحرير الأهرام وصاحب أشهر صورة ملفقة في تاريخ الأهرام سبق بها الذكاء الاصطناعي وكل حيله- يأخذ الدكتور أحمد زويل من أمامي ليجري لقاءً مع الفضائية المصرية..
وقفت في ذهول لم يستمر طويلا، ووجدتني مندفعة إليه في غضب الشباب، وقلت له كيف تأخذ ضيفي من أمامي هكذا، وبعد مناقشة لم تدم طويلا وللأمانة اعتذر الرجل وسألني عن الترضية المناسبة فقلت له كما أخذت ضيفي من أمامي عليك إعادته مرة أخرى، ولي الحق في التسجيل معه ما شئت من الوقت.
رأيت على وجهه دهشة من هذه الصغيرة التي تضع شروطها.. كنت وقتها أستمد قوتي من صحة موقفي وهيبة مهنتي وعراقة جهة عملي.
وبالفعل جاء الدكتور زويل وأجريت معه حوارًا ممتعا تحدث فيه عن أشياء كثيرة كل ما أتذكره منها عشقه لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، والتي طلب سماع إحدى أغنياتها، خرجت من الأهرام، وأنا أكاد أطير من السعادة بهذا السبق.. من الزهو بنفسي.. من الإيمان بقوة ماسبيرو التي كانت.
في اليوم التالي دخلت إلى استديو المونتاج، وكنت وقتها أعمل ضمن فريق عمل في فترة مفتوحة وأتممت مهمتي، وتوقعت أن اللقاء سيذاع أول فقرات الفترة، ولكن خاب ظني ، لأن العمل سار كعادته وأذيعت اللقاءات حسب الأقدمية.. ولأنني كنت وقتها الأصغر سنا أذيع اللقاء في ذيل الفترة المفتوحة، وحتى تزداد خيبة أملى لم يذع منه سوى دقيقة واحدة من سبع دقائق بحجة ضيق الوقت.
تركت المكان وأنا لا أصدق ما حدث.. وسرت مرة أخرى طريقي من ماسبيرو إلى ميدان رمسيس عبر شارع الجلاء، ولكن هذه المرة بلا متعة.. بلا صوت على الحجار ومحمد منير.. بلا ستار يحجب دموعي عن عيون المارة.. بلا أي مبرر مقنع لعقلي لما حدث وزاد الأمر قسوة أنهم أضاعوا الشريط المسجل عليه اللقاء.
لو يعلم الكبار عمرًا ماذا يفعلون بالشباب، لندموا على كل دمعة كانوا سببًا فيها.. على كل انكسار أحدثوه في قلب كقطرة الندى.. على كل أمل كانوا هم يد الأيام في أن يخفت بريقه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا