رئيس التحرير
عصام كامل

عن خناقة بنات إيجيبت

أظن أن معظمنا تابع الواقعة المثيرة للجدل في إحدى المدارس الدولية الراقية في التجمع الخامس في إيجيبت الحبيبة، حيث اعتدت مجموعة من الطالبات على زميلة لهن باستخدام ألفاظ نابية وسلوكيات مشينة، وكأنهن يعشن في بيئة بعيدة تمامًا عما يتوقعه المجتمع من أبناء الطبقات العليا.. 

فيما اكتفى عديد من الزملاء بتصوير الواقعة بكاميرات هواتفهم المحمولة.. هذه الحادثة أثارت الكثير من التساؤلات حول مفهوم الرقي والطبقات الاجتماعية، وماذا يعني أن يكون الإنسان جزءا من نخبة اقتصادية أو اجتماعية.

 

في الماضي، كان الانتماء إلى الطبقة العليا مرتبطًا بمجموعة من القيم والمبادئ التي تعكس الثقافة والتعليم والاتزان الأخلاقي، حيث كانت العائلات الراقية تُربِّي أبناءها على احترام الآخر، وتعلمهم فن الحوار واللباقة، أما اليوم فقد أصبح المال العامل الرئيسي الذي يُعتمَد عليه لتصنيف الأفراد اجتماعيًا.. ولكن هل المال كافٍ ليصنع الرقي؟ الحوادث مثل تلك التي وقعت في المدرسة الدولية تجيب بالنفي.

 

نحن نعيش في عصر اختلطت فيه المعايير بشكل غير مسبوق، إذ لم يعد مصدر المال موضوعًا للنقاش، وأصبح الحصول على الثروة أحيانًا نتيجة للطرق المختصرة أو المشبوهة، ومن هنا فإن الفجوة بين ما يفترض أن تكون عليه النخبة وما أصبحت عليه فعليًا أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

 

لا يمكن الحديث عن سلوكيات الأطفال والشباب اليوم دون الإشارة إلى الدور الهائل الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي، السوشيال ميديا يعني، في تشكيل شخصياتهم.. الموسيقى التي يسمعها ساكن الحي الشعبي هي ذاتها التي تدخل أذني ساكن القصر، والمحتوى الترفيهي السطحي والعنيف يُعرض للجميع بلا استثناء، فقد تلاشت الحدود بين الأحياء الفقيرة والكمبوندات المغلقة، وأصبح السلوك والمظهر أكثر تأثرًا بما هو شائع ومرئي من القيم التي كان يُفترض أن تكون راسخة ومستقلة.

 

ليس غريبًا أن نرى لغة التهديد والعنف وقد أصبحت مألوفة حتى بين أولئك الذين يُفترض أن يكونوا مثالًا يُحتذى به، ما نشاهده هو انعكاس طبيعي لانهيار السقف الأخلاقي العام، حيث تتغذى العقول على نفس المحتوى، وتتأثر بنفس المؤثرين، وتتحدث بنفس الكلمات.

 

المشكلة الكبرى أن التصنيفات الاجتماعية التقليدية لم تعد صالحة لفهم الواقع الحالي، فمثلا أبناء الصفوة كما كنا نعرفهم لم يعودوا بالضرورة مختلفين عن أبناء البلطجية في سلوكياتهم اليومية، لأن الجميع يشرب من نفس البئر.. إذا كانت القدوة هي شخصية شهيرة تهين الآخرين في بث مباشر أو تستخدم ألفاظًا سوقية، فماذا نتوقع من جيل تربى على هذه النماذج؟!

هل هناك أمل؟

رغم هذا الواقع المحبط، لا يزال هناك أمل في إعادة تصحيح المسار.. لكن الحل يبدأ من إعادة النظر في القيم التي نغرسها في أبنائنا، سواء في المنزل أو المدرسة، يجب أن تتحول الرقي إلى مفهوم مرتبط بالاحترام والتواضع والتعامل الراقي مع الآخرين، وليس فقط بالقدرة على دفع رسوم المدارس الدولية أو ارتداء الماركات العالمية.

 

كما ينبغي على المدارس أن تلعب دورًا أكبر في تعليم الطلاب قيم التسامح والاحترام المتبادل، وتنفيذ برامج توعية تتناول تأثير وسائل الإعلام والمحتوى السام الذي يروج للعنف والسخرية.

 

 

إن حوادث مثل هذه ليست مجرد وقائع فردية؛ إنها جرس إنذار لمجتمع بأكمله.. الرقي الحقيقي ليس عنوانًا يكتسب بالمال، بل هو سلوك وقيم تبني مجتمعًا أكثر عدلًا وتماسكًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية