7 صنايع!
لدينا مثل شعبى يقول 7 صنائع والبخت ضايع، وهو مثل يقال عن الذى يملك العديد من المهارات، لكن حظه في الأمل والحياة محدود جدا.. غير أن لدينا ظاهرة ربما كانت أكثر سطوعا في مجال الإعلام يعبر عنها نصف هذا المثل الشعبى، وهو 7 صنايع، أى من يتولى عددا من الأعمال في وقت واحد، وبالتالى يحصل على عدة رواتب من النوع الفاخر الكبير والذى لا تنطبق عليه بالطبع قواعد الحد الأقصى للدخل بالنسبة للموظف العام!
وليس مفهوما لماذا نلجأ إلى تكليف الشخص الواحد بعدة أعمال ومسئوليات في ذات الوقت.. بالطبع لا يصلح لتبرير ذلك بنقص وندرة الكفاءات لدينا وبالتالى نفعل ذلك مضطرين.. فإن البلاد عامرة بالكفاءات في مختلف المجالات ومن بينها المجال الإعلامى، نحن فقط الذين نحصر اختياراتنا في دائرة محدودة ضيقة جدا، ولا نمد البصر ليشمل دوائر أوسع وأرحب سنجد فيها غايتنا من الكفاءات.
ناهيك عن أن من تكلفهم بأكثر من عمل ومسئولية الكفاءة لديهم شحيحة وربما غير متوفرة بالحد الأدنى المطلوب والمفروض توفره!
إذن من حقنا أن نعتبر ذلك نوعا من المجاملة لمن تكلفهم بأكثر من عمل ومسئولية، لإننا نمنحمهم فرصة الحصول على رواتب متعددة ومكاسب مضاعفة، مادية ومعنوية.. وهى مجاملة لا مجال لها في العمل الذى نريده أن يكون سليما وصحيحا ومجديا.
وأعتقد أنه حان الوقت للتخلص من هذه الظاهرة السلبية.. ظاهرة صاحب السبع صنائع، وصار ذلك أكثر إلحاحا في مجال الإعلام إذا كنا نبغى تطويرا جادا وفاعلا وحقيقيا لإعلامنا ليسترد ريادته التاريخية ونفوذه وتأثيره وقوته التى وهنت.. ولنتذكر أن صاحب بالين كذاب كما يقول مثل شعبى آخر، فما بالنا بصاحب أربعة!