رئيس التحرير
عصام كامل

إنقاذ الإعلام!

بما أن تطوير الإعلام على جدول الأعمال الآن فإننى ما زلت أعتقد أن الاعتصام بالمهنية أساسا هو السبيل لتحقيق ذلك.. مشكلة إعلامنا الأساسية هو ضعف المهنية وربما افتقادها أحيانا.. وعلاج هذه المشكلة يكون بالرجوع إلى المهنية والتمسك بها والحرص عليها في إعلامنا.

 
وإذا تم التوافق على ذلك لدى من يتحملون الآن مسئولية تطوير إعلامنا والأخذ به، سوف يتم اختيار الإعلاميين والصحفيين الذين يخاطبون الرأي العام، وسوف يتم أيضا اختيار ضيوفهم الذين يشاركونهم مخاطبة الرأي العام، وسيتم أيضا اختيار المحتوى الإعلامي والصحفي المقدم للناس من خلال الشاشات وأوراق الصحف.

 
نحن لا نحتاج كما يتصور البعض إنفاق أموال أكثر، أو مزيد من التحكم في الإعلاميين وضيوفهم، وتخفيض مساحة حرية الرأي والتعبير، إنما نحتاج لمهنية أكبر ومزيد للالتزام بها في إعلامنا وصحافتنا.

 
والمهنية تقتضي مصارحة الناس بالحقيقة دوما وليس غشهم وتضليلهم بإخفاء الحقيقة أو حتى إخفاء بعضها لأن تجزئة الحقيقة هي تشويه للحقيقة، وبالتالي تضليل للناس من قبل الإعلام.. وإعلامنا لكي يكون فاعلا ومؤثرا في الناس يتعين أن يحوز على ثقتهم ليقبلوا عليه ويصدقون ما يقوله لهم عبر الشاشات المختلفة أو على صفحات الصحف.. بذلك يكون فقط الإعلام قويا ومؤثرا وفاعلا.

  
وأول المستفيدين من قوة الإعلام هم من يديرون شئون البلاد، بينما الإعلام الضعيف أو منزوع النفوذ والتأثير يخصم من تواصلهم مع الرأي العام، وإقناعه بأي شيء، خاصة إذا كان هذا الشىء يرتب التزامات وأعباء أكثر على الناس، مثل  قرارات تخفيض الدعم ورفع أسعار المنتجات البترولية والكهرباء.. فلا جدوى للاعتماد على إعلاميين لا يقبل بهم الرأى العام أو لا يثق فيهم ولا يصدقهم! 

 


إن الإعلاميين والصحفيين الذين تتوفر لهم المهنية هم وحدهم القادرون على مخاطبة الرأي العام، أما من يفتقدون المهنية فلن يصدقهم أحد، وهذا هو ما تقول به خبرة السنين! 

الجريدة الرسمية