رئيس التحرير
عصام كامل

مهنية وحرية!

أبدى بعض الأصدقاء بعد مقال الأمس إنقاذ الإعلام! تخوفهم من أن يقتصر تطوير الإعلام على تغيير بعض الوجوه الإعلامية فقط، وعلى تدوير البعض الآخر، بينما تظل العلة الأساسية لإعلامنا والمتمثلة في فقدانه التأثير في الرأي العام بعد هبوط حاد في المصداقية.. 

 

وهذا تخوف له ما يبرره لأنه سبق تطوير الإعلام ولم يسفر هذا التطوير عن ما يرجوه الرأي العام من إعلام هو الأعرق في منطقتنا العربية.. فقد تمادى إعلامنا في تجاهل الحقيقة لدرجة باتت تستفز الناس كثيرا وتثير غضبهم، وفي ذات الوقت لم تحقق لمن يديرون شؤون البلاد ما يريدونه منه رغم التهليل الزاعق!


ولعل هذا يفرض على من تولوا مؤخرا ملف الإعلام وتطويره مسئوليات أكبر لكى يتمخض هذا التطوير الجديد المستهدف عن إعادة ثقة عموم الناس في بلادى في إعلامهم، وبالتالى يقبلون عليه بدلا من إقبالهم حاليا على الإعلام الخارجى للأسف الشديد.

 
ولكى يتحقق ذلك فإن إعلامنا لا يحتاج مزيدا من التوجيه وإنما يحتاج مزيدا من المهنية والحرية.. مهنية تمكن المهنيين الحقيقيين من قيادته والعمل به.. وحرية تتيح مصارحة الرأي العام دوما بالحقيقة وحدها، لا إخفاءها أو تجاهل القول بها.

 


وليكن معلوما أن الإعلامى المهني مثله كرجل الدولة هو شخص مسئول يزن كلماته بميزان الذهب أمام الشاشة أو الميكروفون، أو التى يخطها على صفحات الصحف، وسيكون أحرص الناس على صون الأمن القومى وحماية مصلحة بلاده.. أحرص من الإعلاميين فاقدى أو ناقصى المهنية والذين أساءوا لإعلامنا!

الجريدة الرسمية