رئيس التحرير
عصام كامل

لقاء الخصمين!

اليوم يلتقى الرئيس المنتهية ولايته بايدن بالرئيس المنتخب ترامب في المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض.. وأعترف أننى لست وحدى الذى يستولى عليه الفضول لمعرفة كيف سيكون اللقاء وماذا يدور فيه وكيف سيلتقي الرجلان أو بالأصح الخصمان؟!

لقد كان آخر لقاء للرجلين قبل بضعة أشهر حينما جمعتهما مناظرة انتخابية تبادلا فيها الهجوم والاتهامات.. وكانت هذه المناظرة هى التى أطاحت بأمل بايدن في البقاء بالبيت الأبيض لسنوات أربع قادمة، حينما أدى فيها أداء ضعيفا جعل قيادات حزبه الديمقراطى يمارسون ضغوطا مكثفة عليه للتنازل عن الانتخابات لمرشح أخر للحزب.. 

وبعد مقاومة رضخ للضغوط وتنازل لنائبته هاريس التى خسرت الانتخابات في نهاية المطاف، على عكس ما روجته استطلاعات الرأي، وأيضًا رغم أنها جمعت تبرعات فاقت ما جمعه ترامب في حملته الانتخابية التى بدأها مبكرا جدا!

 
لقد قال ترامب عن بايدن إنه غير صالح للرئاسة لأنه فاقد التركيز وضعيف التفكير، وإنه ألحق الخراب بأمريكا وأضاع مكانتها وهيبتها العالمية، وتسبب في اندلاع الحروب، في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، وجعلها محتلة بالمهاجرين غير الشرعيين الذين عاثوا فيها فسادا، وتسبب في  اندلاع التضخم وبدد إنجازاته الاقتصادية.. 

بينما اتهم بايدن ترامب بأنه مجرم مدان بالقضاء ويمثل تهديدا للديمقراطية الأمريكية العتيدة، ومثير للفوضى، ومعادى لمعظم الأمريكيين خاصة أبناء الطبقة المتوسطة، ويعرض مصالح أمريكا في العالم للخطر بقراراته وتصرفاته وتصريحاته الهوجاء غير المسئولة!

 
وقد يقول قائل إن الأمريكان متعودون على ذلك أثناء الانتخابات، حيث يتبادل المرشحان الهجوم القاسى واللاذع، ويفجران الفضائح لبعضهما، وبعد الاتتخابات يتصافحان بشكل عادى وينسيان حربهما الانتخابية! وهذا بالطبع صحيح، لكن علاقة بايدن بترامب مختلفة.. فكل منهما ينظر للآخر كعدو لدود.. 

حيث يرى ترامب أن بايدن سرق منه مقعد الرئاسة عام 2020 في انتخابات مزورة، ولذلك رفض حضور حفل تنصيبه رئيسا، كما تقضى التقاليد البروتوكولية في أمريكا.. بينما يرى بايدن الآن أن ترامب هو الذى حرمه من البقاء أربع سنوات جديدة قادمة في البيت الأبيض! 

 


ورغم أن بايدن بادر بتهنئة ترامب بفوزه في الانتخابات وأبدى استعداده لتسليمه السلطة هو وفريقه بسلاسة وفي هدوء، فإن لقاء الرجلين من المؤكد سيكون مثيرا لما يحمله كلا الرجلين من مشاعر غير طيبة تجاه الآخر، حتى ولو لجأ أحدهما أو كلاهما لكبت هذه المشاعر.

الجريدة الرسمية