كان إلياس يمتلك قطعة أرض صغيرة، قد وعد الله في قلبه أن يجعلها مثمرة. لكنها كانت أرضًا جرداء لا يزرع فيها شيء منذ سنوات، وقد سخر منه الجميع حينما بدأ بحفرها وزرع بذوره فيها.
توجه سامر إلى الصلاة بخشوع، مخاطبًا الله بكل ما في قلبه من ألم وأمل، طالبًا منه أن يسنده وينتشله من ضعفه. وجد سامر نفسه يمتلئ بسلام غريب، وكأن الله يضع يده عليه ليمنحه القوة لمواصلة الطريق.
في كل تجربة صعبة نمر بها يكون الله هو الحصن الذي يحمي بنيه والمتوكلون على اسمه، وفي كل لحظة تظلم الحياة في عين أتقياء الرب، يكون هو النور والسراج المنير أمام العارفين اسمه والمنتظرين خلاصه..
كل تجربة وكل ضيقة بنعدي فيها وإحنا ماسكين في إيد الله، هي أشبه بشوية الهوا اللي ممكن نعتبره نسمة صيف مهما كانت قوتها، نسمة صيف لأننا مع الله أصل الحماية وأصل الآمان وأصل السلام في حياتنا..
أتذكر ترنيمة قلت عليك أن أنت نسيني في تلك المواقف التي كنت أظن الله فيها بعيداً عني ولا يهمه أمري، ولا تشغله صرخات قلبي المكتومة، لكنه يسرع ليعيني ويخلصني من ضيق العالم..
هى بالفعل أيام يعلم بها الله ويعلم كل ما يدور بداخلنا فيها، ولكن ربما نحن من ننسى إننا حتى لو سرنا في وادي ظل الموت كما قال داؤد النبي في المزمور فهو لا يتركنا ولا يتخلى عنا..
عندما نضع كل آمالنا في أشخاص بأعينهم ويخذلونا، نشعر وكأن الحياة بأكملها تتغير من حولنا، أو كأن الحياة لم يعد فيها ما يستحق الأمل أو السعادة..
في أيام الفرح والنجاح، أشكر يد الله القدير التي لا تتخلى عني، وترافقني في خطواتي وتمنحني الثبات وتنير لي الدرب أمامي دون أي تدخل مني، ودون أي أدنى محاولة، لأن يد القدير وحدها تكفي..
ولأنه صانع الخيرات فهو لا يرسل سوى الخير، حتى في ظل تلك الظروف التي يعاني منها العالم كله، لو تأملنا قليلا سندرك كم الرسائل السمائية المحملة في طيات تلك الظروف والمصاعب..