رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون بالخارج

استقبلت بمكتبي الأستاذان صالح فرهود رئيس الجالية المصرية بفرنسا، ونشأت زنفل رئيس المجلس المصري الأمريكي، والاثنان عضوان بالمجلس الرئاسي للمصريين في الخارج، ودار بيننا حوار ماتع عن أهداف المجلس الرئاسي وما يخطط له من مشروعات تهدف إلى ربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم.
وصالح فرهود واحد من الأجيال التى انطلقت فى رحلة البحث عن الذات فى أوروبا، وقدم نموذجًا يُحتذى فى خلق حالة تواصل بين المصريين فى فرنسا وبين وطنهم الأم، واستطاع أن يخلق حالة حوار دائم مع حكومات متعاقبة وأجيال متعددة من المصريين فى باريس، وشغل قبله هذا الموقع الدكتور محمود عمارة.

ونشأت زنفل واحد من هؤلاء الذين خرجوا إلى بلاد العم سام باحثًا عن فرصة لحياة أفضل، واستطاع فى فترة وجيزة أن يضع لنفسه مكانا متميزا بين المصريين فى أمريكا، بدأها بالتعليم، ثم عمل على تطوير ذاته ليصبح بعد ذلك مصريا قادرا على العطاء والتفاعل مع مجتمعه الجديد.

الرجلان يحلمان بكيان كبير يضم المصريين فى الخارج، والعمل على مستويات رسمية وغير رسمية للوصول إلى معادلات تتسم بالديمومة من أجل الربط بين المصرى بالخارج وبين وطنه الأم، دون التركيز فقط على فكرة الاستثمار، بل تتعدد تلك العلاقة إلى مناحٍ أكثر رحابة واتساعًا.

ومشكلة إنشاء كيان كبير للمصريين بالخارج كانت تصطدم دوما بفكرة من يقود هذا الكيان، وهو ما أدى دوما إلى استنفاد جهود كبيرة حول الزعامة، وفرهود مع زنفل يسعيان إلى تشكيل تكوين يهدف لتحقيق قيم أكبر من الزعامة، وينطلق إلى حدود خلق مصالح مشتركة تكون هى أداة الجمع بين الكل.

وخلال زيارة لعدد من المصريين بالخارج ممثلين عن تجمعات مصرية فى عدد من دول أوروبا وأمريكا، أقيم مؤتمر نجح فى وضع لبنات أولية للمؤسسة الأم التى تضم كل هذه التجمعات تحت لوائها، وقد حضر المؤتمر عدد من المسئولين المصريين ودار نقاش جدى حول الأهداف وأجندة العمل فى الفترة القادمة.

وبعيدا عن أحلام الرجلين وما يسعيان لتحقيقه تبقى هناك مشكلة لم يتطرقا إليها، وهى إرادة الدولة فى دفع هذا الكيان إلى الأمام لتحقيق أهدافه، باعتبار أن المصريين بالخارج طاقات علمية وإنسانية واستثمارية كبيرة يمكنها القفز بالوطن الأم، فمن بين المصريين بالخارج علماء فى المجالات كافة وخبراء اقتصاد وعناصر ناجحة فى مجالات متعددة بالخارج.

إن الربط المستدام بين المصريين بالخارج وبين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدنى يمكنه أن يؤدى أدوارا فى خطط الدولة المصرية، وقد كانت هناك محاولات فردية نجحت فى ذلك وهناك محاولات أخرى اصطدمت بآلة الروتين القاسية.

وإذا نظرنا إلى عدد المصريين فى أمريكا مثلا بأعدادهم الغفيرة وتنوع قدراتهم وشغلهم العديد من المواقع المهمة -إذا نظرنا إلى ذلك- وإلى جاليات أقل عددا وأقل فى الخبرات سنلاحظ أن جهود المصريين فى الخارج مبعثرة، بسبب عدم وجود كيان جامع لهم يجعل منهم لوبى أكثر تأثيرا، وينطبق ذلك على بقية الجاليات المصرية بالخارج.



 

 

لا شك أن الكيان الجديد الجامع للمصريين فى كل دول العالم فكرة نبيلة، يمكنها أن تؤدى أدوارا مهمة على كافة المستويات، بعيدا عن اختزال كل ذلك فى مواقف تُطلب منهم تعد مواقف طارئة وغير دائمة بعيدا عن التخطيط السليم للاستفادة من طاقات مصرية عظيمة الأثر فى بلادها الجديدة.

الجريدة الرسمية