رئيس التحرير
عصام كامل

عندما استسلم كل العرب

الغرب وأمريكا رسميا يخوضون حربا صليبية جديدة بدأت في غزة، ولن تنتهى في عواصم أخرى، ويخطئ من يتصور أن صمته أو مشاركته بالدعم سيجعله بمنأى عن العقاب الصهيوأمريكي، فهي ليست حربا من كيان محتل ضد أصحاب الأرض.. إنها حرب صليبية جديدة بكل المعايير.


في عواصم عربية كانت تتعارك فيما بينها على زعامة المنطقة، بدا واضحا أن الدور قادم على الجميع، من سكت عن القتل والتدمير، أو شارك فيه، وبدا واضحا أنه لا زعيم إلا القوة، والعرب لا يمتلكون القوة، فقط يمتلكون تقطيع بعضهم بعضا، والاستعانة بهذا الكيان الغاصب.
 

قلت ومازلت أقول إن الدور قادم على لبنان، وعلى حزب الله، فبعد الانتهاء من غزة سيكون الدور على لبنان، ولن تكون طهران بعيدة عن النيل منها، وها نحن نقرأ تقارير عن وكالة الطاقة النووية تتحدث عن برنامج إيران النووي، وسيكون الاعتداء على إيران بقرار دولى أو تحالف دولى، مثل ذلك الذي قضى على القدرات العراقية.


كل من شارك في ضرب العراق عليه أن ينتظر دوره في حرب ضروس يقودها الغرب بوساطة الكيان المحتل، لن تسلم عاصمة عربية من الاعتداء الغربي، ولن يكون هناك وطن عربى قادر على مواجهة المجهول القادم، الكيان المحتل يشير بصراحة ووضوح إلى أرض المعاد التي ستطال كل محيط فلسطين.
 

قلت يوم غزو العراق سنردد يوما إننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، وها نحن على أعتاب معركة لا نهاية لها، وسيتسلى الغرب بنا دولة وراء دولة، ومادام  فينا الخونة والعملاء ممن يتحكمون في مصائر الأمة ستكون الحرب سهلة لينة، وستنهار الدول العربية واحدة بعد الأخرى ، حتي من تصوروا أن مساندتهم لإسرائيل ستجعلهم في أمان.


نعم هناك عواصم عربية تدعم الكيان المحتل بالمال والعتاد والمؤن، وتفتح موانيها ومخازن غذائها لعدو يقتل أبنائنا في فلسطين، وعندما سكتت الضفة الغربية جاء عليها الدور، وقوات الاحتلال تعيث فيها فسادا وقتلا وتدميرا.


ليس هناك طريق أمام منظمة فتح  وأبومازن إلا إعلان نهاية طريق المفاوضات، وليخرج أبومازن على رأس حكومته ويعلن ذلك، فالموت استشهادا أعظم من الموت كمدا أو داخل حفرة أو داخل بناية يقصفها العدو في لحظة، ولن يكون هناك عقاب، فالغرب يخوض الحرب باسم إسرائيل.


وتاريخيا لم يفعل الكيان الصهيوني ما يفعله الآن، فقديما كانت هناك عواصم عربية حية، ونابضة بحركة الجماهير، وكانت لدينا جيوش شارك بعضها وخان بعضها، ولكن كانت هناك جماهير تقود الشارع العربي فماذا حدث بعد سنوات السلام الوهمي؟
 

 

تحولت المدن العربية إلى سجون مفتوحة طالت كل صوت حر، ونالت من كل عزيمة رافضة، وقضت على نفس المقاومة، وطغت علينا لغة المصلحة، وأصبح داخل أوطاننا صهاينة أكثر من صهاينة أمريكا وإسرائيل، ولم يعد أمامنا إلا الاستسلام والموت كمدا تحت وطأة أنظمة لا تدرك حجم المأساة، وإن أدركت وظنت أن صمتها طوق نجاة!

الجريدة الرسمية