منى الشاذلي..عودة لمذيعات الزمن الجميل!
منى الشاذلي كأي إنسان لها ما لها وعليها ما عليها.. لكنها في كل الأحوال إعلامية مهنية من طراز رفيع، تحظى بقبول واسع، وتملك ثقافة متنوعة وتتمتع بلباقة في الحديث ومهارة في إدارة الحوار، وسرعة في البديهة وحضور ذهني يمنحها قدرة فائقة على الإمساك بناصية الحديث في أي موضوع..
فهي محاورة ممتازة يكاد مشاهدها لا يشعر معها بأي ملل أو فتور، فلا يبرح شاشتها ولا يدير الريموت عن قناتها، فهي قادرة باستمرار على خلق حالة شغف متجدد لدى جمهورها، سواء في برامج التوك شو والسياسة التي احترفتها لسنوات قبل وبعد ثورة يناير وحجزت لنفسها في ساحتها مكانة متميزة في مقدمة صفوف الإعلاميين بما يجعلها في رأيي المذيعة الأولى في زماننا.
وحينما تراجع الاهتمام ببرامج التوك شو وانحسرت عنها الأضواء اختارت التوقيت بذكاء لتنصرف إلى البرامج الاجتماعية والترفيهية والإنسانية التي لم تتأثر معها شعبيتها، بل منحتها زخمًا جديدًا وروحًا حلوة جذبت إليها جمهورا جديدا إلتف حول الشاشة ليتابعها في شغف مغاير مثلما حدث الآن في برنامجها "مع مني الشاذلي"..
الذي تقدمه على قناة أون وقبلها "سي بي سي"، وهو برنامج إنساني متعدد المحتوي يقدم وجبة متنوعة، علميا وفنيا وثقافيا وترفيهيًا، ويركز على تقديم النوابغ في كل مجال، ويلقي قبولًا واسعًا من الجمهور.
منى الشاذلي تجيد اختيار موضوعاتها بحرفية عالية تنم عن رؤية واقعية وإلمام كبير بما يجري حولها في دنيا الناس، الأمر الذي يجعل برنامجها بمثابة صوت للناس، ونافذة على الواقع تطالع فيها هموم المواطن وطموحاته وأحلامه وآلامه، وهذا التنوع هو سر توهجها وبقائها على ساحة المنافسة في الصدارة، وهو تنوع يستمد وجوده من شخصية مرحة تتدفق حيوية وتجددا بملامح رائفة وابتسامة عذبة.
ويبقى السؤال: ما سر تألق ونجاح منى الشاذلي.. والإجابة تأتينا على لسان منى ذاتها التي قالت قبل سنوات خلال تكريمها باحتفالية منتدى المرأة المصرية -بتأثر وحنين شديدين- إنها عندما تفكر بشكل أعمق في سر النجاح في حياتها فتجد أن الإجابة الحقيقية هي نظرات وعبارات التشجيع والتكافؤ والافتخار التي كان والدها الراحل يحيطها ويدعمها بها..
لذا فكل خطوة تتخذها في حياتها تتذكر والدها.. وتلك رسالة لكل أب أن أدعم أولادك بكل وسيلة حتى يخوضوا معارك الحياة بإصرار وعزيمة ورغبة حقيقية في النجاح.
مني الشاذلي ستظل المذيعة رقم واحد شكلًا وموضوعًا.. في زماننا هذا، شاء من شاء وأبى من أبى.. ربما تكون تكملة وامتداد لمذيعات الزمن الجميل.