رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يريد الكذاب الإسرائيلي من مصر؟

يعرف العالم كله، أنه رجل كذاب، وهو بارع في الكذب، يسبك الأكذوبة ويمنطقها ثم يسوقها، ويظن أن العالم اقتنع بما يسوقه من أكاذيب، ولا يدرك للحظة أنه بات أضحوكة، وأن أحدًا لا يصدقه، حتى شعبه لا يصدقه، وحتى يائير لابيد زعيم المعارضة ومعه جانتس العضو. السابق بمجلس الحرب، يصفانه بالكاذب، بل يقولان إن حماس هزمته وأنه لم يحقق أيا من أهداف الحرب التى أعلنها.


فى الثاني من سبتمبر عقد مؤتمرا صحفيا، هاجم فيه مصر وزج بإسمها مرارا، وأمضى وقتا طويلا في تبرير ضرورة بقائه على الحدود مع مصر في محور فيلادلفيا، رغم أن وزير دفاعه ورئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي أكدا مرارا أنه لا حاجة لبقاء الجيش في الممر الملاصق للحدود مع مصر.


وبينما مصر في الصين يمثلها رئيس الحكومة الدكتور مصطفي مدبولي، وبينما مصر في تركيا يمثلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في بكين وأنقرة نجنى ثمار الصبر السياسي والحكمة. والاعتدال واحترام القانون الدولي، يختار الكذاب الزج مرة أخرى باسم مصر في اتهامات جديدة مفضوحة بأن مصر لم تنجح في وقف تهريب الأسلحة الايرانية عبر أنفاق تحت محور فيلادلفيا!


ثم قال إنه لن يخرج من الممر خشية أن يهرب قادة حماس عبر هذه الأنفاق إلى سيناء، ومنها إلي إيران واليمن!


لا توجد ممرات تحت فيلادليفيا، ولا أنفاق تحت فيلادلفيا، لكن يوجد تاجر سياسي بشع يتاجر حتى بدماء شعبه والمحتجزين لدى حماس، لم تتحرك فيه أية مشاعر وهم يستغيثون به أن ينقذهم، بل قتلهم جيشه، عمدا.


هذا الرجل لابد من ردعه، وهو رهينة نفسه طول الوقت لأنه شخصية استعراضية مهووسة بالظهور وإثارة الجدل، وبطبيعة الحال فإن المستوى السياسي الرفيع الذي تمثله مؤسسة الرئاسة المصرية لن يهبط ولو درجة واحدة لمنازلة محترف ترويج الأكاذيب، حتى من أيام الرئيس الراحل حسنى مبارك رحمه الله كان حريف أكاذيب، وحسنا فعلت الخارجية المصرية بأن سارعت إلى الرد على أكاذيبه وافتراءاته.

 

ومن اللافت للنظر أن رد الخارجية المصرية أمس وصمه رأسا بأنه مروج للأكاذيب، ويزج باسم مصر، بينما هي وسيط نشط مع الإدارة الأمريكية والأشقاء في قطر.


ومن عجب أن هذا الرجل سبق أن أبلغ رئيس الشاباك موافقته علي الانسحاب من فيلادلفيا، وبالفعل أبلغ الوفد الأمنى الإسرائيلي قطر بما وافق عليه نتنياهو، ثم، وفجأة تراجع عن موافقته وخرج في مؤتمرين صحفيين متلاحقين يبرر ضرورة بقائه في المحور ويستفز مصر بالأكاذيب. 


الإدارة الأمريكية لا توافقه على احتلال غزة أصلا، ولا علي البقاء في الممر الفاصل مع مصر، وهناك حلول كثيرة مطروحة منها وسائل تقنية للمراقبة تتحمل تكلفتها وتركيبها أمريكا ومنها تواجد الاتحاد الاوربي والسلطة الفلسطينية..

 


الموقف الصارم لمصر أصابه بالهوس الأمنى لحد إدعاء الأكاذيب.. وأتصور أن الإعلام المصرى والعربي يتحمل مسئولية وطنية كبيرة في رد هذا الكذاب إلى صوابه بفضح أكاذيبه وإلزامه حدوده. ومن الحق والواجب توجيه الشكر للدول العربية الشقيقة، ودول مجلس التعاون في الصدارة منها، إذ استنكرت أكاذيبه، وأعلنت تضامنها مع مصر ضد الهذيان الإسرائيلي.
لا تحك أنف مصر ولا تختبر غضبها.. راجع هزيمة 6 أكتوبر وارتدع!

الجريدة الرسمية