دماء في المزاد!
يمكن القول إن الصوت الفلسطيني الذبيح، وسط الصمت المخزى للبشرية، سيكون له تأثير كبير في سباق الرئاسة نحو البيت الأبيض في الخامس من نوفمبر، إن لم يكن حاسما في الترجيح، ليكون هناك ترامب أو تكون هناك هاريس.
تراهن كمالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي علي أصوات الكتلة المستقلة، وهذه الكتلة تمثل الشباب والنساء، داخل الجامعات وخارجها ممن يرون أموال الشعب الأمريكي تمول عملية الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، وحاليا في الضفة الغربية..
ومن ثم فإن الموقف المتردد والمتراقص لبايدن، ومن بعده كامالا هاريس، جعل أنصار إقامة الدولة الفلسطينية أصواتا غير مضمونة للمرشحة الديمقراطية، فضلا عن أن ممثلي جميع العرب والمسلمين الأمريكيين إتفقوا علي عدم التصويت لصالح الحزب الديمقراطي..
كامالا هاريس وهي نائبة لبايدن كانت حازمة حين قالت لمسئول إسرائيلي كبير إلتقت به في واشنطن لن أسكت على ذبح الأبرياء في غزة، بعد الترشيح لتكون رئيسة تغيرت نبرتها، وصارت تقرن رغبتها في وقف اطلاق النار بأن أمريكا ستواصل إمداد إسرائيل بالسلاح، بعبارة حقيقية لقتل الفلسطينيين!
والحق أن ترامب أسوا منها، وهي أسوأ منه، والنازي القاتل نتنياهو هو ثالثهم، وكلهم يتاجرون بالدم الفلسطيني، الذي يستباح ويستنزف على مدار الساعة منذ أحد عشر شهرا..
الديمقراطيون يقتلون الوقت قتلا بتصريحات كاذبة عن تقدم في مفاوضات الدوحة، ثم مفاوضات القاهرة، ثم مفاوضات الدوحة، وأن المجموعات الفنية عاكفة علي مناقشة أدق تفاصيل التنفيذ! ونتنياهو يقتل الوقت حتي يصل للحكم رفيقه دونالد ترامب، زوج ابنته يهودي!
إدعاء أمريكا باحراز تقدم هو كذب تكرر كثيرا علي لسان كيربي منسق الاتصالات الأمنية، وعلى لسان بلينكن وزير الخارجية اليهودي الصهيوني للإدارة الامريكية، بدليل أنهم لم يفعلوا شيئا لمواجهة الخطوة الاستفزازية التى أقدم عليها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بالبقاء في ممر فيلادلفيا، يريد استفزاز القاهرة، بأن قدم خرائط القوات العسكرية الاسرائيلية للكابينيت الاسرائيلي الذي صدق عليها لتستمر هناك، رغم رفض وزير دفاعه للبقاء في الممر العازل بين غزة ومصر !
خطوة ترفضها القاهرة وتراها انتهاكا لمعاهدة السلام، وخطوة قابلتها إدارة بايدن بالصمت.. ولمزيد من دفع القضية إلى الفراغ العدمي، يقرر مجرم الحرب النازي شن حرب علي شمال الضفة الغربية، فيما يصفه محللون، عرب، واسرائيليون بأنه النسخة الثانية من غزة.. لتكون الضفة انقاضا، ويعود من جديد ذلك النداء البغيض بالتهجير القسري نحو الأردن!
غزة أنقاض وأشلاء بشرية وشلل أطفال ومائة وخمسون ألف شهيد وجريح، بخلاف الأوبئة والجوع والدمار والأمراض النفسية، والقوات التى دخلت جنين وطولكرم ومعها المروحيات والمقاتلات منذ أربعة أيام، تعتزم القضاء علي المقاومة في الضفة!
من الواضح أن كتائب حماس متمركزة في ضفة عباس سواء كان يعلم أو لا يعلم، وبالتالي فإن السلطة الفلسطينية في موقف إختيار صعب شديد الوضوح، أن يقاوم محمود عباس أو يعلن الدعم لحماس، خصمه اللدود، فتدمر إسرائيل الضفة تدميرا، بترخيص من عباس رئيس السلطة، أو يهادن كما هو مهادن منذ عقود!
في التحليل النهائي يطرح السؤال الدموى المخيف ذاته علي الجميع: هل يساوى ما تحقق في مغامرة يوم السابع من أكتوبر الثمن البشع الذي يدفعه أبناء غزة والضفة؟
حسنا إن القضية الفلسطينية أخرجت من ثلاجة الموتى، فانفتحت عشرات الألوف من ثلاجات المشارح، أصوات فلسطينية في السلطة وخارجها تناقش التكلفة والنتائج.. النتيجة الواضحة أن الدم الفلسطيني موضع المتاجرة في سوق الانتخابات الأمريكية، وموضع التباكي الكاذب في الاتحاد الأوروبي.
حرب بدأتها إيران.. ويدفع الأبرياء الثمن.. ولما هددوها بالدمار تراجعت عن المواجهة ولجأت إلي حجة تاريخية: الرد في الزمان والمكان المناسب! القضية الفلسطينية طعام تجار الإقليم والغرب..